نيل هوكنز السفير الأسترالى لـ«اليوم السابع»: الوضع الأمنى مستقر وأتجول أنا وزوجتى بالمناطق الشعبية..التحدى الأكبر هو الزيادة السكانية.. اهتمام عالمى بالاستثمار بمصر والانتخابات الرئاسية أول خطوة نحو الديمقراطية

الجمعة، 23 مارس 2018 03:05 م
نيل هوكنز السفير الأسترالى لـ«اليوم السابع»: الوضع الأمنى مستقر وأتجول أنا وزوجتى بالمناطق الشعبية..التحدى الأكبر هو الزيادة السكانية.. اهتمام عالمى بالاستثمار بمصر والانتخابات الرئاسية أول خطوة نحو الديمقراطية نيل هوكنز السفير الأسترالى فى القاهرة لـ«اليوم السابع»
أدار الندوة - محمود جاد - رباب فتحى تصوير - سامى وهيب أعدها للنشر - محمود محيى - إسراء أحمد فؤاد - أحمد علوى شارك فى الندوة -ريم عبدالحميد -إنجى مجدى آمال رسلان -هاشم الفخرانى فاطمة شوقى -ياسمين سمرة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

-  أنا متفائل لأن الشعب المصرى واعٍ.. نجاح مصر يصب فى مصلحة الجميع

 

- نتكاتف مع مصر وندعمها ضد الإرهاب.. فلديها دور مهم فى هذا المجال

 

- نصدر إلى مصر بأكثر من نصف مليار دولار سنوياً وبدأنا نستورد البرتقال والتمر ونصدر الفول والقمح واللحوم

فى ندوة مطولة، رسم السفير الأسترالى لدى القاهرة، نيل هوكنز، سيناريوهات متفائلة لمستقبل الاقتصاد المصرى، مؤكدًا أن برنامج الإصلاح الذى تتبعه الحكومة المصرية قادر على تحقيق طموحاتها، مشيرًا إلى أن مصر بحاجة لإيجاد حلول واضحة لمشكلة الزيادة السكانية. 

 
وعلى مائدة «اليوم السابع» قال «هوكنز» إن مصر استطاعت استعادة الاستقرار الذى غاب عنها طويلًا فى أعقاب الأحداث التى تلت ثورة 25 يناير، وما تخللها من اضطرابات أمنية واجتماعية، مؤكدًا أنه الآن قادر على التجول فى شوارع القاهرة والمناطق الشعبية برفقة زوجته دون مشاكل وبكل راحة، وهو ما يعكس استقرار الأوضاع الذى سيؤدى على المدى الطويل إلى استعادة قطاع السياحة كامل عافيته فى الفترة القليلة المقبلة.
 
 
وخلال الندوة تطرق السفير الأسترالى إلى الانتخابات الرئاسية المصرية، التى اختتمت أولى مراحلها بتصويت المصريين فى الخارج فى الفترة ما بين 16 و18 مارس الماضى، معتبرًا أن مصر على موعد مع أول خطوة وليس الأخيرة نحو الديمقراطية، وأن مثل هذه الانتخابات التى يتنافس فيها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والمرشح موسى مصطفى موسى تمثل أهمية لمصر، ولما يحيط بها من دول على حد سواء، متطرقًا إلى الكثير من التفاصيل عن السياسة والاقتصاد فى الداخل والخارج، وعن علاقات مصر وأستراليا وغير ذلك من الملفات.. فإلى التفاصيل: 
 

مرت القاهرة بالكثير من التغيرات خلال الأعوام السبعة الأخيرة، وأنت تزور وتعمل فى مصر منذ الثمانينيات، ما تقييمك للوضع الحالى، وكيف ترى المستقبل؟

- جئت إلى مصر فى الثمانينيات وكان الوضع حينها مختلفًا للغاية، خاصة فيما يتعلق بتعداد السكان والسياحة، أنا عملت فى مجال السياحة هنا، وكانت منتعشة للغاية، والاقتصاد كان لا بأس به، وعندما تسلمت مهامى كسفير، وجدت زيادة كبيرة فى عدد السكان مع بقاء الوضع الاقتصادى كما هو، ولم يتم تطبيق إصلاحات كان يجب تطبيقها منذ 20 عامًا، لهذا رحبنا بقرارات الإصلاح الجريئة التى نعلم مدى صعوبتها، ولاحظنا أن نسبة التضخم بدأت تتراجع فى الوقت الذى أبدى فيه الكثير من المستثمرين حول العالم اهتمامًا بالاستثمار فى البلاد، حتى أنه عندما طرحت سندات دولية باليورو، شهدت إقبالًا كبيرًا، والمستثمرون متفائلون فى مستقبل مصر.
 
ومن ناحية أخرى، تعمل مصر على تعزيز شبكة الحماية الاجتماعية لخفض نسبة الفقر، ونحن كسفارة نعمل فى عدة محافظات فى هذا المجال، وبرنامج تكافل وكرامة شىء مهم للغاية، لأنه يغطى الفقراء، وخلال تطبيقه فى فترة قصيرة شاهدنا 2 مليون شخص يغطيهم البرنامج.
 
 
ومن الناحية الاقتصادية الظروف صعبة، لكن أنا متفائل لأننى رأيت إبداع شباب مصر، وعندما تحدثت مع الشباب أصحاب المشاريع توقعت أنهم سيشتكون، لكن فى النهاية المستثمر يحقق هامش ربح، ووجدت المستثمرين متفائلين، وأنا أيضًا متفائل برغم التحديات لاشك، كما أن الأوضاع أثرت على السياحة، فأنا كنت شاهدًا على وتيرة السياحة فى الثمانينيات، كانت كبيرة وزار الآلاف يوميًا الأقصر وأسوان، وعندما أذهب الآن هناك أشعر بالحزن البالغ، لأن الوضع فى أسوان مقارنة بـ 30 سنة ماضية أصعب، ولكن انتعشت السياحة العام الماضى، ونحن نرحب بذلك لأنه سيساعد الاقتصاد بشكل كبير، لكن التحدى الأكبر أمام الاقتصاد هو الزيادة السكانية.
 
أما فيما يتعلق بالسياسة، فكان هناك عدم استقرار بعد الثورة، لكن الآن الوضع الأمنى أصبح مستقرًا، حتى أننى وزوجتى نحب التجول فى المناطق الشعبية ونشعر بالراحة، وأيضًا هناك الكهرباء، فعندما جئت منذ 3 سنوات كانت الكهرباء تنقطع فى العديد من الأحيان، وهو ما كان يؤثر على جميع من يعيش فى البلاد، لكن الآن الوضع تغير تمامًا.
 
وتشهد مصر انتخابات رئاسية، والانتخابات خطوة ضمن خطوات الديمقراطية، والديمقراطية ليست فقط انتخابات، الاستقرار المستدام يحتاج مجتمعًا مدنيًا نشيطًا وإعلامًا نشيطًا، ويؤدى ذلك إلى استقرار فى المدى الطويل.. نرحب بهذه الخطوة، فهى أول خطوة وليست الأخيرة فى الانتقال إلى الديمقراطية، وأنا متفائل لأن الشعب المصرى واعٍ، وفى الصعيد أيضًا الناس تتمتع بوعى كبير رغم انخفاض نسبة التعليم والإبداع، والمصريون يستثمرون بأنفسهم فى بلدهم.
 
هناك بالتأكيد تحديات مثل الإرهاب، ونحن نتكاتف مع مصر ضد الإرهاب، فلديها دور مهم فى هذا المجال، وندعمها.

تحدثت عن تغير المناخ الاقتصادى بمصر، ومساعى جذب استثمارات أجنبية.. هل شهدت الفترة الأخيرة زيادة فى الاستثمارات الأسترالية فى مصر للاستفادة من هذا المناخ الجديد؟

- هناك تجارة متبادلة بين البلدين، نحن نصدر إلى مصر بحوالى أكثر من نصف مليار دولار سنويًا، نصدر حوالى 90% ونستورد 10%، بدأنا أخذ البرتقال والتمر من مصر، ونصدر الفول والقمح واللحوم.
 
وحول تصدير اللحوم، نرى أن هناك عائقًا، لأن مدة صلاحية اللحوم فى مصر حوالى 40 يومًا، وفى الخليج 90 يومًا، وإذا طبقت مصر نفس قانون الخليج بالنسبة للصلاحية فمن الممكن إحضار اللحوم بالباخرة إليها، ونحاول إقناع أصدقائنا بذلك.
 
وهناك سيارات أسترالية فى مرسى علم فى منجم السكرى، ومقود السيارات الأسترالية من ناحية اليمين وليس اليسار كما هو متعارف عليه هنا فى السيارات الموجودة بمصر.
 
 
لدينا مناجم تعدين الذهب، ونستثمر فى الذهب منذ 10 سنين، وفى منجم السكرى أكثر من 100 مليون دولار تقريبًا، وعلىّ التأكد من الرقم، ويقال إن الحكومة تأخذ الضرائب من المنجم 2 مليون دولار أسبوعيًا، المنجم به حوالى 3 آلاف شخص مصرى، وما يقرب من 100 مهندس أسترالى هناك، وهو نموذج لأحدث المناجم فى العالم بنفس مستوى الأمان فى أستراليا، ويعمل على مدى 24 ساعة، والمصريون بدأوا يديرونه من الناحية الفنية، ولديهم خبرة عالمية.. إمكانيات مصر فى التعدين فى الذهب عالية جدًا، لكن حتى الآن هناك شركات أسترالية مترددة فى الاستثمار فى مصر، لأن القانون المصرى صعب بالنسبة لهم، والشركات قالت لو تغير نظام الاستثمار سندخل السوق المصرية، وعلى الرغم من ذلك لدينا شركتان من أستراليا دخلتا السوق المصرية السنة الماضية، بالإضافة إلى منجم السكرى.
 
ونحن نمتلك خبرة فى المناجم، وقمنا بإجراء دورة لمدة أسبوعين بالتعاون مع الهيئة المصرية للثروة المعدنية لتطبيق كيفية إدارة واستغلال الذهب، ونأمل فى تغيير القوانين فى مصر.. لدينا 300 مشروع فى أفريقيا، وواحد فقط فى مصر.

هل أنت راض عن مستوى الاستثمارات والتبادل التجارى بين البلدين، مقارنة بالبلدان الأخرى؟

- نحن لدينا مع الصين تجارة متبادلة بـ 135 مليار دولار، ولدينا فائض، ولاشك أن هناك فرصة فى الزراعة والتعدين نركز عليها فى مصر.

 وماذا عن التعاون فى مجال الزراعة؟

- نحن نصدر، ولدينا قلة مياه فى أستراليا، لكن الاستخدام الذكى للماء مهم فى مستقبل مصر، بسبب زيارة السكان، فلابد من تغيير سلوك استخدام المياه، والحفاظ عليها فى بلادكم.

 ما الإجراءات التى اتخذتها أستراليا لمواجهة قلة المياه؟

- عندنا ممنوع تمامًا غسيل السيارات إلا على «النجيل»، ولدينا بودرة خاصة تعمل على إعادة استخدام المياه مجددًا، فنضعها على المياه ونسقى بها الزرع، ونعمل على توعية طلاب المدارس، وأنا رحبت بإعلان محافظ القاهرة عن قوانين رش المياه وغسيل السيارات و الشوارع.. كل نقطة مياه مهمة، كما أننا نضع فى أستراليا أجهزة إلكترونية «مجسات» فى التربة لقياس نسبة الرطوبة حتى نتمكن من توفير المياه.. النيل معجزة، وكل نقطة مياه مهمة.

كيف ترى الأزمة بين مصر وإثيوبيا فيما يتعلق بحصة مصر التاريخية فى مياه النيل؟

- فى أستراليا يوجد نهر يشق طريقه إلى ولايتين، ونحن فى أستراليا ولايات فيدرالية كما هو الحال فى دولة الإمارات العربية، وبدأت مشكلة بين الولايتين على هذا النهر منذ 100 عام، ومنذ عامين فقط اتفقنا على إدارة المياه بينهما، ففى الدولة الواحدة تظهر مشاكل بسبب المياه.
هدف إثيوبيا من بناء السد هو توليد الكهرباء، وبالتالى يجب أن تتدفق المياه من أجل توليد الكهرباء، ولا يستطيع أن يغلق السد، وحصة إثيوبيا 72 مليون متر مكعب، ووراء العالى فى مصر حوالى 135 مليون متر مكعب، أى الضعف، وتدفق المياه مستمر، ولا يمكن إيقافه من جانب إثيوبيا.
 
السياسى المخضرم مصطفى الفقى وغيره قالوا إنه يجب أن نركز على الشراكة الاقتصادية بشكل عام، وأن يتم تعاون بين الدول، فهناك فرص لفتح المجال الاقتصادى والتعاون بين مصر والسودان وإثيوبيا، وهذا السد قد يشكل فرصة لفتح التعاون الاقتصادى بينها، وهذا يحتاج إلى قرار سياسى وقرار فنى من أجل قياس المياه بينها، وعلى كل بلد أن يغير نمط استخدام المياه، بما فى ذلك مصر.

هل هناك أى استثمارات أسترالية فى المنطقة الاقتصادية فى قناة السويس؟

- حتى الآن لا توجد أى استثمارات أسترالية فى تلك المنطقة الواعدة، ونحن نتابع الموضوع، وفى النهاية هو موضوع يتعلق بالقطاع الخاص، وبشكل عام نحن بعيدون عن أوروبا وأفريقيا ونتبع آسيا، ونعتمد على التجارة بشكل خاص، وقناة السويس مهمة بالنسبة لنا منذ أكثر من 100 عام، وحرية التجارة والملاحة مهمة بالنسبة لنا.
 
السويس منطقة اقتصادية مهمة بالنسبة لنا، كانت لدينا عدة زيارات منذ فترة من جانب شركات أسترالية لمصر، ونأمل فى أن يقوم أصدقاؤنا فى مصر بزيارة أستراليا.
 
ونحن نأمل فى أن يزور وزير الخارجية المصرى هذا العام أستراليا، وستكون أول زيارة تاريخية لوزير خارجية مصر إلى أستراليا، ولكن بالنسبة لنا وزير الخارجية الأسترالى زار القاهرة كثيرًا، وحتى العام الماضى الحاكم العام جاء إلى مصر والتقى الرئيس السيسى.
 
نحن نرحب بأى مستثمر مصرى «أهلًا وسهلًا بكم»، ونشجع الأستراليين أيضًا لزيارة القاهرة، يجب أن نشجع كلا الجانبين من أجل التعاون بصورة أكبر.. أستراليا قريبة للغاية من الصين وإندونيسيا، وبالتالى نحن بوابة لدول آسيا.
 
أستراليا ضمن مجموعة الـ 20، ونحن فى المرتبة الـ 12 كأقوى اقتصاد على مستوى العالم، وعدد سكاننا قليل، حوالى 25 مليون نسمة، ومساحة أستراليا 7 أضعاف مساحة مصر تقريبًا.

ما الإجراءات التى اتخذتها بلادكم لمكافحة الإرهاب؟

- عندنا مشكلة كبيرة مع الإرهاب، فى «بالى» بإندونيسيا هجموا على منتجعات، وفى أستراليا أيضًا حدثت بعض عمليات إرهابية، وحوالى 110 من الأستراليين انضموا لداعش، منهم 70 أو 90 قتلوا خلال المعارك، وقد سحبنا جواز سفر 220 مواطنًا أستراليًا مشتبهًا بأنهم من الممكن أن يسافروا للخارج وينضموا لجماعات إرهابية.
 
نحن نتعاون مع دار الفتاء والأزهر الشريف، فدور مصر والأزهر الشريف مهم جدًا وكبير فى الإقليم، وحتى أفريقيا وجنوب شرق آسيا.. قبل أسبوعين أنا حضرت حفل تخرج 3 أئمة أستراليين من الأزهر فى الدورة رقم 144، وكل دورة دورة بها 40 من الأئمة من حول العالم، هذه رسالة مهمة جدًا من أجل الإنسانية والوسطية، هناك حديث يقول إن أخاك فى الدين أو الإنسانية.. مصر تعكس رسالة للمتطرفين بأن الدين الإسلامى وسطى، والأزهر الشريف لديه مصداقية كبيرة.
 
الأزهر يلعب دورًا مهمًا جدًا بالنسبة لنا، وفى جنوب شرق آسيا وأفريقيا، كما أنه يلعب دورًا كبيرًا داخل مصر فى التعايش بين المسلمين والمسيحيين.
 
كنت فى زيارة إلى إحدى الكنائس فى القاهرة القديمة، كانت هناك نسبة كبيرة من المسلمين والمسلمات فى حالة راحة، ويلتقطون الصور، وفى الأفراح والتعزية أيضًا نجد المسيحيين يذهبون إلى المساجد، والمسلمين يذهبون إلى الكنائس، ونحن نتعلم من مصر هذا النموذج الرائع فى التعايش.
 
وعندما شجع الرئيس السيسى شيخ الأزهر فى تجديد الخطاب الدينى، كان أمرًا مهمًا. وأرى أن الطرق الصوفية فى مصر والسودان لها دور مهم فى نشر الوسطية وروح التسامح.. أنا ذهبت إلى طنطا ومولد «السيد البدوى»، وحضرت مولد «أبوالحجاج»، وأخطط للذهاب إلى الإسكندرية لحضور مولد «أبوالعباس».
 
الطرق الصوفية مهمة جدًا، لذلك استهدفوهم فى سيناء، فهم عكس داعش، لأنهم ينشرون التسامح، وأنتم لديكم نموذج هنا يجب أن يُدرس.

مصريون كثيرون فى أستراليا أصبحوا نماذج مشرفة، مثل الدكتورة إنعام على أول نائبة مصرية وصلت للبرلمان.. حدثنا عن تجربة المصريين فى بلادكم؟

- لدينا أيضا وليد على، وهو أشهر مذيع فى أستراليا، وهو شاب مصرى، ولديه شهرة عالمية وفى أستراليا، بالإضافة لجوزيف تواضروس، عازف العود الشهير المصرى فى أستراليا، وهناك حوالى 60 ألف أسترالى من أصل مصرى، حتى فى ملبورن، هناك مجموعة تطلق على نفسها «إسكندرانيين فى ملبورن»، فى مرة كنت فى زيارة هناك ونزلت لكى أشترى شيئًا فوجدت مطعم «كشرى»، فانبهرت، أنا فى إجازة من مصر وأذهب إلى أستراليا، وأجد «كشرى» أيضًا، وفى سيدنى أيضًا توجد مقاهٍ لمصريين، وهناك «الشيشة» لكن «الحجر» بـ 15 دولارًا، أما هنا فى مصر فسعره 7 جنيهات.
 
وأريد أن أؤكد أن الأستراليين من أصول عربية الذين انضموا لداعش لم يكن من بينهم مصريون إطلاقا، كانوا لبنانيين أو أستراليى الأصل.
ومن النماذج المشرفة من الإستراليين ذوى الأصول المصرية إنعام على، دكتورة مكافحة الإرهاب والنائبة بالبرلمان الأسترالى، والكابتن منى الجندى، وهى سيدة محجبة وتعمل فى سلاح البحرية الأسترالية، وهى مسؤولة عن سلاح الصواريخ البحرى، أى ليست وظيفة بسيطة، فالمصريون ناجحون فى أستراليا للغاية.
 
وأنا أرى أن الرئيس السيسى مهتم جدًا بثورة التغيير بالنسبة للشباب وإدماجهم، بالإضافة إلى أن البيروقراطية فى مصر أحد العوامل التى تحجم الإبداع، لكن فى الفترة الأخيرة يوجد تغيير فى هذا الموضوع، مثل قانون الاستثمار الجديد.

يتجه الكثير من الدول الأوروبية إلى تبنى استراتيجيات لمواجهة الفكر المتطرف، مثل مراقبة المساجد، وتتبع التمويلات التى تحصل عليها، فهل تطبق الحكومة الأسترالية نهجًا مشابهًا؟

- الحكومة ليس لها دور فى تنظيم الأديان، حيث يوجد فصل كلى بين الدين والسياسة، ولهذا نحن نعول على الأزهر فى هذا الشأن، فمثلًا يمكن أن يذهب أى شاب إلى دولة عربية ويتعلم أصول الدين، ويعود إلى أستراليا ليصدر الفتاوى المتعلقة بحياة المسلمين، ولكن نحن نسعى للتأكد من أنه لا يوجد شيوخ أخذوا شهاداتهم من مكان آخر غير الأزهر، ولكن كحكومة لا يمكن لنا عمل ذلك، وهنا يأتى دور المسلمين أنفسهم فى أستراليا، ولهذا نحن فى حاجة لتعزيز التعاون مع الأزهر الشريف.

تعرضت أستراليا فى الآونة الأخيرة لانتقادات نظرًا لتشددها فى إجراءات الهجرة، فما تعليقكم على ذلك؟

- نحن نستضيف سنويًا حوالى 300 ألف مهاجر فى مجالات مختلفة، مثل الهندسة والطب وغيرهما، فضلًا عن أننا نأخذ من 17 إلى 18 ألف لاجئ من أصحاب الحالات الإنسانية، والعام الماضى أخذنا 13 ألف لاجئ، بالإضافة إلى الحصة السنوية من سوريا والعراق، ومنهم سوريون كانوا فى مصر، لكن وضعهم كان سيئًا للغاية، وكانوا يشكلون عبئًا على المجتمع.
 
ونقدر استضافة مصر لما يقرب من 4 ملايين مهاجر ولاجئ سورى بين صفوف المصريين، وليس فى مخيمات، ولهذا حاولنا أن نساعد مصر باستضافة الحالات التى ربما تشكل عبئًا عليها، ولكن المشكلة تبقى فى الهجرة غير الشرعية، لاسيما مع تزايد محاولات الدخول إلى البلاد بالمراكب من إندونيسيا، ولهذا اتخذنا إجراءات صارمة تحول دون وصول هذه المراكب إلى البلاد، لاسيما مع زيادة استغلال المهربين والمتاجرين بأحلام البسطاء للأوضاع، وهناك تعاون وثيق مع إندونيسيا فى هذا الشأن.

كيف تساعد أستراليا فى برامج الحماية الاجتماعية فى مصر؟

نعمل مع الكثير من جمعيات المجتمع المدنى، مثل «شهاب»، بهدف تمكين المرأة ومساعدة المهمشات، ولدينا نشاط فى الإسكندرية وأسوان فى هذا الصدد، كما نعمل مع المركز القومى للبحوث، وتحديدًا مع د. آمال مختار، لتعزيز جهود مكافحة مرض فيروس سى، ومصر أخذت خطوات كبيرة فى مكافحة هذا المرض، وكذلك نقدم منحًا لتعزيز قدرات النساء والرجال العملية، ونسهم كجزء من إسهاماتنا فى البنك الدولى فى دعم برنامج تكافل وكرامة.
 
مصر وأستراليا تربطهما علاقات قديمة، فمثلا يوجد 4000 جندى أسترالى مدفونين فى البلاد، كما يرأس حاليًا القوات متعددة الجنسيات فى سيناء قائد أسترالى، ولدينا باخرة حربية فى البحر الأحمر تدافع عن حرية الملاحة ضد القراصنة والإرهاب، ونحن نستثمر عمليًا فى أمن مصر، لأنها دولة مهمة، نظرًا لدورها فى الإقليم وفى العالم، ولهذا استقرار مصر مهم للعالم، وأستراليا ودول العالم يريدون النجاح لمصر، لأن نجاحها يصب فى مصلحة الجميع، خاصة أوروبا، سواء فى الأمن ومكافحة الهجرة غير الشرعية، أو الاقتصاد، ولهذا هناك رغبة حقيقية فى العالم لأن تستمر مصر فى التحول الديمقراطى والإصلاحات الاقتصادية، لأن نجاحكم نجاحنا.
 


 


 


 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة