الفرسان الثلاثة..

عبد الحميد وماجد وعبد الله فقدوا بصرهم فتمسكوا بمواهبهم والمزيكا والنحت لعبتهم

الخميس، 22 مارس 2018 09:00 م
عبد الحميد وماجد وعبد الله فقدوا بصرهم فتمسكوا بمواهبهم والمزيكا والنحت لعبتهم مؤسسى أسرة ابن بلدى لدعم ذوى الاحتياجات الخاصة
كتبت: سارة سامى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

الإعاقة فى الفكر وليست فى الجسد، ولكن قدرة الإنسان وتحديه للواقع هو المسار الوحيد الذى يرسم له طريقه لأن قوته تجعله يقهر أى صعاب ويحولها لوسائل تفتح له آفاق ومجالات كثيرة يسلكها بالمعافرة، وهناك نماذج لا تعرف المستحيل فى حياتها، وبالرغم من تعرضها لاختبار يصعب على الكثير تحمله وفقدانها أعظم نعمة يتمتع بها الإنسان وهى البصر إلا أنها صمدت وتحدت وجعلت إضاءة عقلها ينير لها طرق النجاح لتدخله من أوسع الأبواب. 

وكانت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسى بتخصيص عام 2018 لذوى الاحتياجات الخاصة فاتحة خير عليهم لتجميع شملهم ومقاومتهم على التحدى

 

عبد الحميد ممثل ذوى القدرات الخاصة لجامعة القاهرة ومؤسس أسرة "ابن بلدى"
 

قال عبد الحميد محمد، الطالب بالفرقة الثانية بكلية الآداب، العضو المسئول عن ذوى القدرات الخاصة باتحاد طلاب جامعة القاهرة ومؤسس فريق ابن بلدى لتمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة عن كلية الآداب جامعة القاهرة إن تخصيص الرئيس السيسى عام 2018 لذوى القدرات الخاصة أدى إلى صدور قرار بتخصيص ممثل عن كل كلية من ذوى القدرات الخاصة لدمج ومساعدة ذوى القدرات وتنمية وتطوير مهاراتهم لما يتوافق مع المجتمع وسوق العمل ويبادلوا الثقافات والخبرات مضيفًا: "كانت الأول نشاطاتنا منفصلة ومكنش معانا حد مسئول عن ذوى الاحتياجات يفيدوا الأشخاص العاديين".

1 عبد الحميد محمد  
عبد الحميد محمد

أما عن الدور الذى يقوم به داخل الكلية هو سهولة التواصل مع المسئولين داخل الجامعة لتوفير مطالب زملائه من القدرات الخاصة وتوصيل صوتهم عن المشاكل التى تواجههم فى سبل الراحة وتوفير الكراسى المتحركة لسهولة حركتهم.

وبالرغم أن عبد الحميد وضع فى محنة صعبة إلا أنه لا ينكسر لأنه ولد شخص طبيعى يتمتع بنعمة البصر وبسبب دواء لضعف الكالسيوم يحمل آثار جانبية ومضاعفات أدت إلى إصابته فى عينيه وهى حالة نادرة تحدث لكل شخص من المليون جعلته يخضع لأكثر من 14 عملية جراحية على مدار 15 عامًا وكل عملية كان لها مضاعفات حتى فقد بصره تماما من 4 أو 5 أعوام .وكأى انسان طبيعى تقوقع ووهن للحظات لأنه ظن أن حياته انتهت بفقدان بصره وكانت الصدمة قوية عليه فى بداية الأمر قائلا: "اتحولت من شاب بيعشق الحركة بيسوق عجلة ويلعب بلايستيشن وبلياردو لشخص عاجز تمامًا"

2 عبد الحميد محمد
  عبد الحميد محمد
 
3 عبد الحميد مع زملاءه
  عبد الحميد مع زملائه

ولكن قوة عبد الحميد كانت أكبر من استسلامه للضعف فما وجد من هذه المحنة إلا طريقا جديدا أغشى البصر عن عينه ليضيء عقله على مواهب وإبداعات لم يكتشفها فى نفسه من قبل وتفتح له طرق النجاح من تكريم وجوائز وإبداعات لم يحققها أثناء البصر. 
 

النجاحات التى حققها والجوائز التى حصل عليها
 

"اكتشفت أننا ذوى قدرات مش ذوى احتياجات وبقيت أحسن من 100 واحد بيشوف".. هكذا علق عبد الحميد على فوائد المحنة التى تعرض لها، مشيرًا إلى أنه اكتشف فى نفسه مواهب لم يعرفها من قبل فتعلم العزف على الموسيقى بالصدفة أثناء دخوله لغرفة موسيقية حتى أجادها وطور نفسه بنفسه وتعلم العزف على الأورج والجيتار والإيقاع والأوكورديون ما أهله للمشاركة فى العديد من المسابقات الموسيقية، وأجاد استخدام الكمبيوتر باحترافية، كانت لديه موهبة رسم من صغره لم يعرف قيمتها استغلها بعد ذلك وتعلم النحت وحصل على جوائز عديدة وشهادات تقدير فى الرسم والنحت وكان آخرها من دكتور زاهى حواس لحصوله على المركز الأول على مستوى الجمهورية فى مسابقات النحت المصرى بين عامى 2008 و2012  مضيفا: "كنت بعمل نحت كوبى للحاجات الفرعونية وتطلع زيها تمام".

شهادة تفدير
شهادة تفدير
شهادة تقدير 5
شهادة تقدير 
شهادة تقدير
شهادة تقدير
-شهادة تقدير
 شهادة تقدير
شهادة دورة تدريبية
شهادة دورة تدريبية
تمثال بالطين الأسوانى واحد من أعماله النحت
تمثال بالطين الأسوانى واحد من أعماله النحت
 
هنا أصبح شخصا مفعمًا بالنشاط يريد أن يبث الأمل فى كل من حوله من ذوى القدرات وعندما صار ممثلا عنهم فى جامعته كان يعمل على الدمج بينهم وبين الأشخاص العاديين، حتى يسهل عليهم التعامل وكسر حاجز الانطواء أو الشعور بالخجل من هذه العقبة، وأقام ندوات تنموية للشباب عن كيفية تحدى الصعاب ومواجهة الحياة وتطوير الذات وشارك فى العديد فى الفعاليات التى تسعى لخدمة ومساعدة ذوى القدرات وهذه الخدمات جميعها مجانية هدفها بث الأمل فقط، وكانت آخرها مشاركته فى تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة عن جامعة القاهرة فى أسبوع شباب الجامعات الأول لمتحدى الإعاقة تحت شعار بالتحدى نستطيع للعبة كرة القدم لضعاف البصر والمكفوفين مع عدد من زملائه ممثلى الجامعات برعاية الرئيس السيسى ووزير التعليم العالى حيث كانت من أولى المبادرات بعد تخصيص عام 2018 عام القدرات الخاصة.

 

ماجد طارق شريك فى أسرة ابن بلدى وحاز على جوائز وشهادات تقدير فى التمثيل المسرحى
 

كان لعبد الحميد مشاركون فى هذا العمل الخيرى ممن تعرضوا لنفس محنته واستجابوا لفكرته فى تأسيس أسرة ابن بلدى لدمج ذوى الاحتياجات الخاصة ومساعدتهم من نفس جامعته ومنهم، ماجد طارق، الطالب بكلية الآداب جامعة القاهرة الذى يعانى من ضعف بصر شديد لا يمكنه من الرؤية، قائلا: "عبد الحميد عرض علينا الفكرة وعجبتنى جدًا علشان كنت حابب أساعد غيرى لأن فى ناس بتنطوى على نفسها وبتخجل فكانت مهمتنا إننا دعمهم نفسيًا ونؤهلهم للتعامل بشكل طبيعى"، وذكر ماجد أنهم بدأوا نشاطهم بدورات الكمبيوتر ومن بعدها الدورات الأخرى فى كل المجالات والمواهب.

ماجد مع رئيس الجامعة
ماجد مع رئيس الجامعة

"واجهنا صعوبة فى تنفيذ الفكرة لما توافق عليها لكننا بذلنا كل جهدنا لحد ما اتنفذت" هذا علق عبد الحميد على إصرارهم فى المساعدة لتنفيذ فكرتهم والتى بدأت بتجميع عدد كبير جدًا من الطلاب ووفر لهم عددًا من أساتذة الجامعة الدعم ومدرجات لتنفيذ فكرتهم إلى أن تمت الموافقة رسميًا بتنفيذها" من هنا بقينا أسرة بندرب الطلبة وندعمهم نفسيًا وعملنالهم شهادات تقدير مجانية من الكلية".

ماجد
ماجد

ماجد يتمتع بموهبة التمثيل المسرحى، وبالرغم من وقوف الظروف ضده فى بداية الأمر بعدم الموافقة عليه بسبب ضعف بصره الشديد إلا أنه لم ييأس حتى وصل لهدفه، مضيفا: "عملت 12 مسرحية أيام المدرسة و3 فى الجامعة".

وسبب اكتشاف موهبة ماجد مدرسة له فى مدرسته "النور للمكفوفين" ومن بعدها بدأ يتقن المجال وحصل على العديد من الجوائز وشهادات التقدير ومثل العديد من الأدوار فى مسرح الأوبرا والسعدية ومسرح القومية ومسرح بالتجمع والجامعة الأمريكية وجامعة القاهرة وحصل على العديد من المراكز من بينها الأول والثانى.

وكانت لموهبته دور كبير لاستغلالها فى مساعدة ذوى القدرات حيث يركز نشاطه الجارى على مسرحية كتبها مع زملائه لبث الأمل لذوى القدرات  لتتناسب مع فكرة الدمج بين الأشخاص العاديين وذوى القدرات.

 

عبد الله جرجس شريك آخر فى دعم ذوى القدرات الخاصة ومحترف آلة الكمنجة
 

أما عن الشريك الآخر فى تنفيذ أسرة ابن بلدى فهو عبد الله جرجس، الذى أكد سعادته البالغة بهذه الأسرة عندما عرض عليه عبد الحميد الفكرة لمساعدة ذوى الاحتياجات وتوفير أنشطة لهم وعمل ايفنتات وحفلات لمساعدتهم بكل الطرق.

اسرة ابن بلدى

اسرة ابن بلدى

عبد الله لا يعرف طريق لليأس ومثال للتحدى والاعتماد على النفس، فبالرغم من أنه يعانى من ضعف البصر الشديد إلا أنه كان يتحدى ذاته وأسرته التى كانت تخشى عليه من الحركة، قائلا: "اتعلمت طريقة برايل فى مدرسة المكفوفين علشان أقدر أتعامل بقيت بتحدى خوف أهلى وحاليًا قاعد لواحدى فى الجامعة وبخدم نفسى من غير خوف".

"موهبتى فى المزيكا واتعلمت العزف على الكمنجة ودى من أصعب الآلات" هذا ما قاله عبد الله عن الموهبة التى تكشف عن قدراته الخاصة وممارسته للحياة بشكل طبيعى لا يعرف اليأس، مضيفًا: "أنه يعلم الطلاب مدرب لورش المزيكا للطلاب للتدريب على هذه آلتى الكمنجة والجيتار وأنه كان السبب فى فوز حفلة للطلاب بالمركز الثالث على مستوى الجامعات فى المزيكا".

 

 

 

 

 

 

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة