سهيلة فوزى

هدية بليغ حمدى

الجمعة، 16 مارس 2018 09:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى عام 1957 داخل إحدى دور العرض السينمائية بلبنان جلست فتاة لم تتجاوز السادسة عشر تشاهد فيلم عبد الحليم حافظ الجديد "الوسادة الخالية"، سعدت بالفيلم بالطبع فعبد الحليم مطربها المفضل، ولكنها أيضا أعجبت بلحن أغنية "تخونوه" حتى أنها تمنت أن تعمل مع ملحنه عندما تحترف الغناء.

 

بعد سنوات.. فى أواخر عام 1961 جلست نفس الفتاة، ولكن هذه المرة فى القاهرة داخل منزل الفنان محمد فوزى، ليقدمها بنفسه إلى ملحن أغنية "تخونوه" ويطلب منه أن يلحن للمطربة الصاعدة والوجه السينمائى الجديد أغنية "يا نخلتين فى العلالى" لتشدو بها فى الفيلم الجديد "ألمظ وعبده الحامولى".
 

بعد هذا اللقاء بدأت واحدة من أشهر قصص الحب فى الوسط الفنى، يومها خرج "بليغ" من بيت "فوزى" حاملا معه إعجابا كبيرا بالوجه الجديد "وردة" ليس إعجابا بصوتها العذب فقط، ولكن بشخصيتها وروحها التى جذبت "بليغ" إليها من أول نظرة، ورغم أن زواجهما الذى بدأ فى مارس 1973 لم يستمر إلا ستة أعوام فقط، لكن ظل اسم بليغ حمدى مقترنا باسم الفنانة وردة حتى يومنا هذا تجسيدا لقصة الحب الحقيقية فى حياة بليغ.

حالة الحب بين وردة وبليغ أثمرت عمدا عن عشرات الأغنيات الرائعة بينهما، لكنها وعلى الرغم من فشل زواجهما إلا أنها كانت بالصدفة سببا فى خروج أشهر أغنية تحتفل بالزواج إلى النور عام 1964.


يحكى يوسف الشريف فى كتابه "عبد الرحمن الخميسى.. القديس الصعلوك" ، واقعة كان شاهد عيان عليها عام 1964 ، حيث كان متواجدا بمنزل الشاعر الكبير عبد الرحمن الخميسى يتناول الغذاء معه وزوجته الفنانة فاتن الشوباشى، وجاء بليغ حمدى وعزم عليه الخميسى ليشاركهم الطعام لكنه رفض مبررا: ماليش نفس ثم تركهم ودخل إلى الصالون.


قام الخميسى خلف بليغ وسأله مازحا: مالك شايل طاجن ستك فوق دماغك ليه؟
فطلب بليغ من الخميسى ما يتوافر معه من مال لأنه يحتاجه ضرورى وفورا، فما كان من الخميسى إلا أن أخرج ما فى جيوبه من نقود وكانوا 27 جنيها، فنظر إليهم بليغ قائلا: أحتاج على الأقل مائة جنيه لأشترى هدية أقدمها لوردة فى عيد ميلادها فى المساء.


يعرف عبد الرحمن الخميسى جيدا مشاعر الحب التى يكنها بليغ لوردة بل إن الوسط الفنى كله يعرف بذلك الإعجاب الواضح بشدة من قِبَل بليغ، والمستتر من ناحية وردة خشية رد فعل أهلها وخاصة شقيقها الذى طالما عانى بليغ بسببه عدم قدرته على الانفراد بـ"وردة" خلال جلساته معها، التى كان يزعم بليغ أنها جلسات عمل ليُسمعها ألحان جديدة لكنها فى الحقيقة كانت محاولة منه لقضاء أطول وقت ممكن معها، ولما فشل بليغ فى التخلص من مشاركة شقيقها جلساتهما، عرض مشكلته على صديقه الشاعر الكبير كامل الشناوى فنصحه باللجوء إلى الورق ليعبرا عن مشاعرهما من خلال الرسائل، فكان بليغ يكتب الرسالة ويضعها فى جيب البالطو، وأثناء جلوس وردة إلى جواره للاستماع إلى اللحن كانت تمد يدها، وتتتناول الرسالة وتترك له ردها على رسالته السابقة.


ولكن فى تلك الليلة قرر بليغ اللجوء للخميسى ليجد له مخرجا ويدبر له ثمن الهدية، وبالفعل رفع الخميسى سماعة التليفون، وتحدث إلى كامل الشناوى محاولا استعطافه كى يسلفه مائة جنيه بشكل عاجل واستثائى لكنه اعتذر.


- فجأة سأل الخميسى بليغ: أى نوع من الأغانى رائج بالأسواق هذه الأيام؟
- فرد عليه بليغ: أغانى الأفراح.


تهلل وجه الخميسىى، ثم جلس على مكتبه، وبعد نصف ساعة انتهى من كتابة أغنية الأفراح التى أصبحت الأكثر شهرة حتى يومنا هذا "ماتزوقينى يا ماما قوام يا ماما.. ده عريسى هياخدنى بالسلامة يا ماما" ودفع بالكلمات إلى بليغ يلحنها، فسحب عوده وبدأ فى وضع اللحن، بينما أعطى الخميسى تعليماته إلى فكرى الجوهرى سكرتيره الخاص، فاتصل بشركة صوت القاهرة وحجز استوديو للتسجيل، واتصل بأحمد فؤاد حسن ليجمع فرقته الماسية، ثم اتصل بالفنانة مها صبرى يسمعها كلمات الأغنية، فطارت فرحا بها ووعدت أن تكون فى الاستوديو الساعة السادسة لتسجيلها. هكذا وبحلول المساء كان عبد الرحمن الخميسى قد تقاضى 400 جنيه نظير كلمات الأغنية، و800 جنيه لبليغ حمدى نظير اللحن.


بعدها مباشرة ذهب بليغ إلى محل فهمى الميهى الجواهرجى واشترى خاتم من الماس وتوجه إلى منزل وردة وقدمه لها هدية عيد ميلادها.

 

ووصف الشريف رد فعل وردة على هدية بليغ قائلا:
" قبلته عن طيب خاطر ووضعته فى أصبعها أمام جميع المدعوين".
 










مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

Ahmed

القاهرة

ارجو التواصل معي01117750973

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة