قرأت لك.. "لبن النمرة" رواية ألمانية بالعامية المصرية تؤكد: الطبع غلاب

الإثنين، 26 فبراير 2018 07:00 ص
قرأت لك.. "لبن النمرة" رواية ألمانية بالعامية المصرية تؤكد: الطبع غلاب غلاف الرواية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"جميلة بتحب تبدل الحروف، وبتسمى دا كسر الكلمات. بتخلى الهوا دوا، والليل خيل، وبكدا نبقى كلنا فى الدوا سوا، وخيل المحب طويل. وغير كدا اخترعنا لغة الأڤْوَرَة، فلوس اسمها فلوس بتبوس. ومافيش حاجة اسمها لف سيجارة، لازم تقول: لف سيجارة فى الحارة".. ربما فى بداية الأمر يعتقد القارئ أن هذه الكلمات من رواية مصرية، لكنك ستُفاجأ عندما تعرف أنه من رواية "لبن النمرة" للروائية والكاتبة الألمانية شتيفانى دى فلاسكو، والتى قدمها المترجم محمود حسنين، بالعامية المصرية، وصدرت حديثا عن دار الكتب خان للنشر والتوزيع.

 

وتدور أحداث الرواية حول مجموعة من الأصدقاء فى عمر المراهقة، تفرقهم ميولهم وأصولهم ورؤيتهم للحياة، وتجمعهم الحياة فى ألمانيا، ويربطهم الشغف لاكتشاف الحب، ومواجهة السأم بالتصرفات الجنونية، يفككون اللغة، يعيدون إنتاج علاقتهم بالـ "كوكب"، ويكتشفون الفارق بين الجنس والعاطفة، وبين الحب والتجربة، لكن الأمواج الهائلة التى أتت بهم إلى ألمانيا من بلاد وقوميات متباينة، سرعان ما تثور بداخلهم فتطيح بذلك الاندماج الهش فى المجتمع الغربى المنفتح، وتعيدهم من جديد – بطريقة أو بأخرى - إلى أصولهم، ربما لا يمكننا الفكاك من الوطن، ولا الهرب من الدماء التى تسرى تحت جلودنا.

 

فى إيقاع سريع، وسرد لا تنقصه الجرأة، ولهجة عامية سلسة، تبحث الكاتبة عن التفاصيل التى تجمع البشر، وتلك التى تفرقهم، لتكتشف أنهم يشتركون فى الجريمة ذاتها، التى يقع الجميع فى أسرها، مما يضطرهم إلى مواجهة ذواتهم التى لا يعرفونها، وتصل فى النهاية إلى أن "دنيا الله قد أصابها العفن".

 

مؤلفة الرواية هى شتيفانى دى فلاسكو، كاتبة ألمانية شابة من أصول إسبانية، درست الأنثربولوجيا والعلوم السياسية فى بون وبرلين ووارسو، حازت روايتها الأولى "لبن النمرة" على أكثر من جائزة، وترجمت إلى العديد من اللغات وقُدمت فى أكثر من معالجة درامية على خشبات المسارح فى ألمانيا، وتحولت إلى فيلم سينمائى تم عرضه فى أغسطس 2017 فى سينمات أمريكا وأوروبا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة