فى ذكرى رحيل الأستاذ.. هيكل فى "زيارة جديدة للتاريخ": تأخرت عن لقاء ملك إسبانيا ثلث ساعة.. والمارشال مونتجمرى يعود للعلمين بعد 25 عاما على الحرب.. ويؤكد: تمنيت مقابلة آينشتين مرة أخرى

السبت، 17 فبراير 2018 03:49 م
فى ذكرى رحيل الأستاذ.. هيكل فى "زيارة جديدة للتاريخ": تأخرت عن لقاء ملك إسبانيا ثلث ساعة.. والمارشال مونتجمرى يعود للعلمين بعد 25 عاما على الحرب.. ويؤكد: تمنيت مقابلة آينشتين مرة أخرى هيكل يقوم بـ"زيارة جديدة للتاريخ"
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مثل هذه الأيام تمر الذكرى الثانية على رحيل الأستاذ محمد حسنين هيكل، الذى رحل فى 17 فبراير 2016، تاركا خلفه تاريخا طويلا من الإنجاز الصحفى والسياسى والمعارك، التى صنعت تاريخ مصر خلال أكثر من نصف قرن.
 
ومن الكتب ذات النكهة المختلفة فى تاريخ الأستاذ يأتى كتبا "زيارة جديدة للتاريخ" الذى جرت كتابة فصوله سنة 1985، ويتضمن لقاءه بسبع شخصيات عالمية، أجرى معها حوارات، وكان قد نشر  أجزاء منها فى وقتها، ومن هذه الشخصيات آينشتين ونهرو وشاه إيران قبل ثورة الخمينى.
 
كذلك الملك خوان كارلوس ملك إسبانيا، والرئيس السوفييتى السابق أندروبوف، والفيلد مارسال مونتجمرى، والعالم أينشتين صاحب نظرية النسبية، ورجل الأعمال الأمريكى دافيد روكفلر.
 
ويتضمن الكتاب ليس فقط سرد للقاءات لكن تحليلات وانعكاسات على واقعنا المصرى المعاصر.
 
فى الكتاب الكثير من المعلومات والأسرار التى أثرت فى التاريخ لم يكن من الممكن أن يعرفها أحد إلا من شارك فى صنعها أو على الأقل كان شاهداً على صنعها. 
 
 
ويقول هيكل إنه اختار كلمة زيارة فى عنوان الكتاب بأن كلمة "زيارة" تعنى إلى حد ما، أننى أعود إلى لقاء أشخاص عرفتهم من قبل، وعودتى إليهم محاولة لتجديد المعرفة ولإبقاء حبلها موصولا وتوثيق أواصرها إذا استطعت.
 
ويتابع "هيكل" وهكذا فإننى أعود إلى أحاديث رجال أتاحت لى ظروف حياتى وتجربتى أن ألتقى بهم وأن أحتك بأفكارهم وآثارهم وأن أسبر، بقدر ما هو ممكن، أغوارهم، وأحاول بقدر ما هو متاح استكشاف أسرارهم وكيف ولماذا بلغوا من نفوذ على التاريخ الذى عشناه والذى نعيشه.
 
يقول هيكل "وأشهد أننى كنت سعيد الحظ بمن لقيت فلقد أتاحت لى الظروف أن أرى قمم عالمنا المعاصر، وأحيانا عشت وسطها أراقب وأتابع مدركا فيما بينى وبين نفسى أن الأيام منحتنى شرف أن أتتلمذ على التاريخ نفسه بواسطة صناعة أو المشاركين مباشرة فى عملية صنعه".
 
وقد كان بينهم ملوك وزعماء وساسة، وقادة حرب وأساطين علم وفكر وقلمت أصابعهم خلال أربع حقب بين الخمسينيات والثمانينيات بتشكيل دنيانا كما نعرفها الآن.
 
ويضيف هيكل "صحيح أن التاريخ لا يكرر نفسه لاختلاف ظروف النس والأمم والأحوال، ولكن أليس صحيحا أيضا أن هناك قوانين للتاريخ وأن هذه القوانين تعمل أحكامها إذا تجمعت عناصر وعوامل تستدعى مثل هذه الأحكام؟
 

خوان كارلوس

 

يقول هيكل "وصلت موعدى مع ملك إسبانيا متأخرا ثلث ساعة، كان موعدى مع الملك عند الظهر تماما من يوم الخميس العاشر من مارس 1983، وبينما السيارة تدور فى الساحة التى يطل عليها قصر "زرزويلا" المقر الرسمى للملك، لكى تتوقف أمام الباب لمحت عند مدخله الجنرال "ساينو فرنانديز كامبو" رئيس سكرتارية الملك ينظر فى ساعته والقلق على ملامحه، ونزلت مسرعا لا أعرف كيف أعتذر.

 
ويتابع هيكل عندما دخلت استلفت نظرى فى مكتب الملك شيئان، الملك أكثر شبابا مما قدرت، رفوف المكتبة تغطى معظم الجدران فيما عدا نافذة واسعة تطل على الحديقة.
 

أندروبوف.. رجل الأسرار

فى هذا الجزء من الكتاب يبدى هيكل إعجابه الكبير بالزعيم السوفييتى فيقول حديثى الآن عن الزعيم السوفيتى السابق "يورى أندروبوف"، ومن المنطلق أن نركز عليه دون أن نشرد طويلا وراء الحديث عن الفرص الضائعة والأحلام والوهام، يكفينا أو بالأحرى يكفينى أن أقول ننى أعتقد أن حكم "أندروبوف" الذى اختصره الموت إلى عامين أو أقل فى الكرملين كان فرصة ضائعة.

 
ويضيف هيكل "يكفينى أن أقول إننى أحسست، من خلال لقاءات مع أندروبوف، ومن خلال أحاديث معه ومن خلال احتكاك عملى بفكره وأسلوبه أنه "لو" قدر له أن يعيش أطول لكان من حقنا أن نجد ساحة دولية تختلف عما نراه أمامنا اليوم، وبالتالى فإن موته المبكر بفشل الكلى فى أداء وظيفتها وانهيار القلب بعدها كانت كلها عناصر فرصة ضاعت فى وقتها ولأ أظنها سوف تسنح مرة أخرى فى وقت قريب.
 

الفيلد مارشال مونتجمرى.. الحرب والسلام

أندروبوف
 
يقول هيكل فى شهر ديسمبر 1966 تلقيت رسالة من الصديق السير "دنيس هاملتون" وكان وقتها رئيس تحرير الـ"صنداى تيمس" كان اقتراحه أن ذكرى مرور ربع قرن على معركة العلمين أوشكت أن تحل قريبا (سنة 1967) وقد فكرت الـ صنداى تيمس أن تحتفل بالذكرى على نحو جديد، وفكرتها أن تدعو الفيلد مارشال مونتجمرى لكى يعود إلى أرض معركته الشهيرة فى تلك المناسبو ثم أن يستعيد، على الطبيعة والمواقع، قصة المعركة وظروفها وحتى روائخها، ثم تكون من ذلك مجموعة مقالات تنشرها الـ صنداى تيمس، وعرضت هذه الفكرة على جمال عبد الناصر، الذى وافق بسرعة.
 

ألبرت آينشتين

 

يقول هيكل "بين كل الذين أتيحت لى فرصة مقابلتهم يظل "ألبرت آينشتين"، عالم الطبيعيات الأكبر وصاحب نظرية النسبية، التى فتحت آفاق الكون أمام عقل وعين الإنسان، رجلا أتمنى لو كان فى استطاعتى أن أسترجع الأيام، والأقدار، وأقابله مرة أخرى.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة