مش مجرد شركة.. كيف حكمت "الهند الشرقية" العالم

الإثنين، 31 ديسمبر 2018 11:00 م
مش مجرد شركة.. كيف حكمت "الهند الشرقية" العالم شركة الهند الشرقية
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

فى مثل هذا اليوم فى 31 ديسمبر عام 1600، تم تأسيس شركة الهند الشرقية، بعد إصدار مرسوم ملكى من الملكة إليزابيث الأولى، مانحة لها سلطات احتكارية على تجارة الهند وجميع مستعمراتها فى جنوب شرق آسيا لمدة 21 عاما، حيث احتكرت هذه الشركة التجارة بين أفريقيا وآسيا وأمريكا، وقد واصلت نشاطها حتى عام 1858م، وذلك نتيجة للثورة، حلت الحكومة البريطانية محل الشركة للسيطرة على الهند.

وبحسب كتاب "تاريخ الظلم الأميركى وبداية زمن الأفول الإمبراطورى المديد" للكاتب عادل سعيد بشتاوى، فإن الشركة نمت مع الزمن وملكت الجيوش والأساطيل وأسست الحكومات المحلية، وكانت عمليا الآمر الناهى فى الهند وتوابعها، وعلى الرغم من أن الإمبراطوريات الأخرى أسست شركات مشابهة فى ما بعد، إلا أن شركة الهند الشرقية ظلت أهم هذه الشركات وحققت أرباحا هائلة من الاتجار بالأفيون الذى قصرت الصين على شرائه فصارت إمبراطورية نحو قرنين ونصف القرن، إلى أن رحلت فى عام 1858، فسقطت على أثر ثورة الهندوس والمسلمين فى الهند.

ويشير كتاب "الملح: تاريخ عالمى" لـ مارك كورلانسكى، إلى أن الشركة رغم أنها فى الأساس تجارية، إلا أنها ظهرت كأمة تصك نقودها وتدير شؤون وتبنى جيشها وأسطولها البحرى، وتعلن الحرب على أمم أخرى، أو تتفاوض معها على السلام، وقد ابتاعت الشركة فى عام 1639، أول ملكية هندية لها تمثلت فى شريط يمتد طول الساحل، وأرست الشركة فى البلاد نظاما بيروقراطيا متطورا شمل خدمة مدنية واسعة النطاق، إنما لم يكن يسمح لأى مواطن هندى ان يشغل فيها منصبا رفيعا، ومع حلول القرن التاسع عشر كانت تحكم الشركة أكثر من نصف أراضى شبه الجزيرة الهندية، وأوكل أمر الأراضى المتبقية إلى أمراء محليين خاضعين للسيطرة البريطانية.

ويوضح كتاب "لماذا تفشل الأمم: أصول السلطة والإزدهار والفقر" لـ دارن اسيموجلو، جيمس أ.روبنسون، أن شركة التى أشئت لتكون إمبراطورية قارية، توسعت أولا فى ولاية البنغال فى الشرق وقهرت القوى المحلية، ونهبت الثورات المحلية، وشددت على لفرض الضرائب فى الهند، وتزامن هذا التوسع مع الانكماش الهائل لصناعة الغزل والنسيج الهندية، توازى ذلك مع زوال التمدن والتحضر وزيادة الفقر، وبدأت فترة طويلة من التنمية المعكوسة فى الهند، وبدلا من إنتاج المنسوجات بدأ الهنود شراء المنسوجات من بريطانيا وزراعة الأفيون لصالح الشركة لبيعه فى الصين.

ويرى كتاب "مئة عام على الحرب العالمية الأولى - مقاربات عربية (المجلد الأول)" تأليف مجموعة من الباحثين، أن الشركة كان لها دور مهم فى توسيع النفوذ البريطانى عبر البحار، واعتبرت بمثابة العامل الأساس فى الهيمنة البريطانية على الهند، كما استخدمت وسيلة اقتصادية وأداة سياسية فى فرض الحضور الإنجليزى فى الخليج.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة