بعد اقتباس الطبيب النفسى لـ أحمد خالد توفيق.. هل الأدب يحرضنا على الانتحار؟

الجمعة، 23 نوفمبر 2018 06:30 م
بعد اقتباس الطبيب النفسى لـ أحمد خالد توفيق.. هل الأدب يحرضنا على الانتحار؟ الروائى الراحل أحمد خالد توفيق
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هل يحرضنا الأدب على الانتحار؟ هذا السؤال أثار ردود أفعال البعض من القراء، بعد إقدام طبيب نفسى على الانتحار فى محافظة البحيرة، بعدما ظل لفترة زمنية يعانى من الاكتئاب، عبر عنه بنشر عدد من التدوينات على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، وكان من بين ما نشره، اقتباسا من كتاب "قصاصات قابلة للحرق" للكاتب الدكتور الراحل أحمد خالد توفيق، والذى يقول فيه "بلغ حالة من الإحباط أورثته ارتخاء عضليا حتى أنه لو قرر الانتحار لما وجد القدرة على رفع قدمه فوق سور الشرفة".
 
للإجابة على السؤال، قال الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أعتقد أن لحالات الانتحار أسبابا مركبة وعميقة، ولا يمكن أن تعود لمجرد اقتباس من رواية أو الاعتماد على قراءة مشهد من كتاب، وأغلب الظن أن كثيرا من المشتغلين بالطب النفسى يتجهون إليه أساسا لدوافع ترتبط برغبتهم فى معرفة بواطنهم بشكل أعمق وبطريقة علمية نتيجة لمعاناتهم مثل كثير من الناس للاضطرابات النفسية.
 
وأوضح الدكتور صلاح فضل أن الطبيب عندما يأخذ طريق العلم، ويقرأ المحصلة النفسية التحليلية والتكوين الفسيولوجى وآلية عمل الدماغ، يضع قدما على علم الطب من ناحية، وقدما أخرى على علم النفس، كما هو المفروض فيمن يزاولون هذه المهنة، فإنه بذلك يمتلك قدرات الكشف عن الحقائق والتوغل فى أغوار النفس البشرية، والقدرة على معرفة الذات والآخرين، لكن هذا العلم لا يعصم الطبيب أبدا من الشعور بمختلف الحالات النفسية بل يزيد من إحساسه بها، وبالتالى فهو معرض لأن يتأثر بحالات مرضاه أكثر مما يتأثر بقراءات وهو معرض نتيجة لذلك أن يعانى داخليا بأشد مما يعانون.
 

الأدب والتحليل النفسى

وقال صلاح فضل، فى تقديرى أن الكتابة الأدبية لدى كثير من المبدعين الذين سبقوا علماء التحليل النفسى فى معرفة دواخل النفس البشرية ودوافعها ومكنوناتها لا تسهم على الإطلاق فى مضاعفة الإحساس بالذنب وتضخيم الشعور بالنقص والوصول إلى درجة الكبت والرغبة فى تدمير الذات، بل على العكس من ذلك، تجعلنا نعيش تجارب الآخرين بطريقة تطهرنا داخليا من فائض الحزن والأسى كما كان يقول أرسطو، فإن فاعلية الأدب تتمثل فى التطهير وتعميق الوعى وسن المشاعر وتخصيب التجارب الحياتية مما يعطى للقراء أفقا أوسع وصدرا أرحب وفهما أعمق للحياة.
 
وأكد صلاح فضل على أنه ليس هناك على الإطلاق فى الأعمال الأدبية بما تتضمنه من جرعات جمالية وتجليات فنية، وخبرة وجودية، ما يمكن أن يدفعنا إلى اليأس، بل إن مشاعر الشفقة التى نحسها تجاه الأبطال اليائسين تعصمنا إلى حد كبير من أن نقع فريسة لنموذجهم أو نحاول الاقتداء بهم.
 
وأوضح صلاح فضل أن الأدب والفن جرعة مضاعفة لتجسيد البهجة وتنمية الوعى، وتعظيم حب الحياة، ومن لا يدرك هذه الوظيفة، لا يعرف كيف يفعل الفن فى النفس البشرية، وكيف ينعكس على مستوياتها، مضاعفا نور التجارب الإيجابية، ومخففا من وطأة التجارب السلبية، عندما نراها مجسدة بشكل جمالى فى الأعمال الإبداعية، مضيفا، إن حياتنا مفعمة بالعذابات ولا يمكن أن تكون القراءة، وهى باب التخفف من هذه العذابات سبيلا إلى تدمير الذات.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة