عثمان الخشت: معركة جامعة القاهرة الحالية عبور حدود العقل المغلق

الأحد، 18 نوفمبر 2018 01:44 م
عثمان الخشت: معركة جامعة القاهرة الحالية عبور حدود العقل المغلق الدكتور محمد عثمان الخشت رئيس جامعة القاهرة فى المؤتمر
وائل ربيعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، إن هناك حاجة ملحة إلى عبور حدود العقل المغلق وفتح مسارات جديدة أمام العقل، وهذه هى معركة جامعة القاهرة الآن، معركة ضد العقل المغلق، وبالتالى ضد فكرة الحدود المصطنعة والوهمية، موضحًا أن النظرة العقلانية المستقبلية هى الحاكمة لمسيرة الجامعة من خلال تغيير طرق التفكير لدى الطلاب والباحثين من خلال عدة مبادئ، يتمثل أهمها فى تكوين خطاب ثقافى ودينى جديد يعتمد على التأويلات العقلانية المتعددة والقراءة العلمية للنصوص الدينية، وبناء نسق فكرى ومعرفى مفتوح ومتحرر ومتطور فى مواجهة النسق الفكرى المغلق والمتشدد ويقوم على التفكير الإبداعى الخلاق واستدعاء الوعى النقدى التحليلى بعيدًا عن القوالب الجاهزة التى تعيق الابداع والتطور، وعدم التمييز على أساس دينى أو عرقى أو اجتماعى أو سياسى أو غيره من أسس التمييز التى تتعارض مع فكرة المواطنة.

 

وأضاف الخشت، خلال كلمته، فى المؤتمر الدولى الـرابع عشر فى الأدب المقارن بعنوان "الكتابة عبر الحدود"، والذى نظمه قسم اللغة الإنجليزية بكلية الآداب بالجامعة، بحضور الدكتور أحمد الشربينى عميد كلية الآداب، والدكتورة مها السعيد رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالكلية، ونخبة من الأساتذة من الجامعات المصرية والأجنبية، أن الخطاب الدينى القديم، هو حد من الحدود التى فرضها علينا القدماء، وكذلك العقل المصرى يصنع عوالم أسطورية ويعيش فيها ويبتعد عن الواقع، مُؤكدًا الحاجة إلى صنع حدود من الواقع للعقل المصرى تحكمه قوانين الطبيعة، قائلا: "نحتاح إلى تكسير الحدود الزائفة ليتطور ويتغير العقل المصرى".

 

وأكد الخشت، على ضرورة أن نبدأ من تغيير طرق التفكير، وليس تغيير الافكار حتى نتحول الى نهضة حقيقية، موضحا أن موضوع المؤتمر "عبر الحدود" يرتبط بتغيير طرق التفكير، مُشيرًا إلى وجود العديد من الحدود على العقل المصرى منها التى صنعها الاباء والاجداد عبر التاريخ والتى تتمثل فى "التراث".

 

وأشار رئيس جامعة القاهرة، أنه لابد أن تكون الحدود التى نصنعها للعقل، هى حدود الواقع الذى يحكمه قوانين الطبيعة، قائلا: "لا يجب ان نصنع لأنفسنا حدودًا وهمية زائفة، حيث إن الحدود المغلقة بالمعنى السلبى المتمثل فى القمع والقيد هى حدود مرفوضة، كما أن الحرية إن لم يكن عليها حدود تتحول لفوضى، ولابد أن يكون كل شيء بمقدار، وكذلك الحدود الجغرافية ضرورية لحفظ الأمن والسلام، وأكثر الدول ليبرالية لديها حدود لحفظ أمنها واستقرارها."

 

وقال رئيس جامعة القاهرة: "أرى أن الفكرة الصواب هى التى تعمل بنجاح فى الواقع، فإذا حاولت الإجابة على سؤال من أين نبدأ؟ فإجابتى ترتبط بتغيير طرق التفكير ولا أقصد هنا تغيير الأفكار، لأننا فى مصر مرت علينا عبر مئات السنين كل أفكار العالم لكننا لم نتقدم فى كل مرة، ذلك لأنه عندما تكون طرق التفكير خاطئة، فإننا نستقبل الأفكار الجيدة بشكل خاطيء ونترجمها ترجمة خاطئة، حيث جاءت إلينا أفكار الليبرالية والرأسمالية والاشتراكية والحل الإسلامى، وكل مرة لم نتحول إلى شيء".

 

وأكد الخشت على أهمية المؤتمر الدولى الـرابع عشر فى الأدب المقارن بعنوان "الكتابة عبر الحدود"، المُنعقد بكلية الآداب بالجامعة، وموضوعه الذى يعنى تجاوز الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية وحدود اللغة وحدود الوهم الذى نصنعه حول أنفسنا، سواء الحدود بالمعنى الواسع، أو بمعناها فى التخصص العلمي، موضحًا أن أهمية المؤتمر تأتى كذلك بالنظر إليه فى إطار مشروع تطوير العقل المصرى والعربي، قائلًا: "لابد من وضع يدنا على المفتاح الحقيقى للنهضة".

 

وأشاد رئيس جامعة القاهرة بالإعداد الجيد الذى سبق المؤتمر، والحضور الواسع من  المشاركين مصريين وأجانب من مختلف الدول، وكرم خلال فعالياته عددًا من أساتذة قسم اللغة الانجليزية بكلية الآداب والرموز الأدبية من بينهم، الدكتور محمد العنانى والروائى ابراهيم عبد المجيد.

 

يُشار إلى أن المؤتمر الدولى الرابع عشر للأب المقارن بعنوان "الكتابة عبر الحدود" الذى نظمته جامعة القاهرة برعاية الخشت، ناقش مفهوم الحدود فى عالمنا المعاصر خاصة فى ظل العولمة والتقدم التكنولوجى الهائل، ووسائل التواصل الاجتماعى واسعة الانتشار، وأثر ذلك كله على الحدود بمفهومها الحقيقى المادى أو المتخيل أو النفسي، وشارك فى فعالياته، باحثون وباحثات من مصر وإيطاليا وإسبانيا وتركيا والولايات المتحدة والسعودية وليتوانيا والهند وفرنسا والنمسا ورومانيا.

 

 
1
 

2
 

 

3
 

 

4
 

 

5
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة