الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لـ" اليوم السابع":لن نسمح بتوظيف المساجد سياسيا.. والفتاوى تتغير بتغير العصر والمكان .. ندرب الدعاة على منهج التفكير لا التلقين.. ولا مكان لأصحاب الأجندات فى المساجد

الإثنين، 08 أكتوبر 2018 11:00 ص
 الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لـ" اليوم السابع":لن نسمح بتوظيف المساجد سياسيا.. والفتاوى تتغير بتغير العصر والمكان .. ندرب الدعاة على منهج التفكير لا التلقين.. ولا مكان لأصحاب الأجندات فى المساجد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف يتحدث لليوم السابع
حوار - إسماعيل رفعت تصوير - أحمد معروف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- قريبا.. أكاديمية عالمية تحت إشراف الوزارة لتدريب الدعاة من كل أنحاء العالم ونشر الوسطية بأوروبا

-الوزارة تسيطر على جميع الأنشطة الدينية .. واختبارات الأئمة تشمل الاتزان النفسى

- مصطلح المسجد الأهلى اختفى ونفتتح 10 مساجد كل أسبوع 

- نسعى لتقنين التصعيد الوظيفى رسميا باختبارات فى العلوم الشرعية واللغة العربية وإحدى اللغات الأجنبية 

 

 
 
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: إن الوزارة تشهد تحولا كبيرا فى المجال الدعوى باختيار أئمة من أوائل الخريجين باختبارات عالية المستوى، كما تعمل على رفع مستوى الأئمة القدامى بالتدريب، وتختار القيادات باختبارات الاتزان النفسى والتفوق المهنى واللغات والحاسب الآلى.
وأكد الوزير، خلال حواره مع «اليوم السابع»، أن وزارة الأوقاف تتجه لافتتاح أكاديميتها العالمية للتدريب واللغات، تمهيدا لاستقبال متدربين من أوروبا بشراكات أوروبية معتمدة، وتطلق مشروعات خيرية وتفتتح مساجد كل أسبوع، كما كشف عن خطة الوزارة لتأهيل الدعاة لإحياء مناهج التفكير وإعمال العقل ما بين الثابت والمتغير، لكسر حاجز الجمود ومراعاة ظروف الوقت، وتجديد الخطاب الدينى.. وإلى نص الحوار:

 

الحوار-

 
 

فى البداية نود أن تحدثنا عن خطة وزارة الأوقاف فى تطوير رسالتها الدعوية والخدمية والخيرية وتنمية الوقف؟

 

- الدولة المصرية قادمة وبقوة فى كافة المجالات، ومن أهمها دورها التاريخى فى نشر الدعوة الوسطية، والذى بدأ منذ ما يزيد عن ألف عام بما يعادل عمر الأزهر الشريف، والأوقاف تقف على تراث عمره 1100 سنة، وهو ما يجعلنا نستشعر عظم المسؤولية، لاستعادة هذا الدور التاريخى بالتطوير والتدريب والتثقيف، ودعم الداعية العصرى الذى يعمل على إحياء مناهج التفكير بدلا من مناهج التلقين التى تتخذها جماعات تربى عناصر تابعة، بينما نربى عقولا يانعة، كما نعمل من منطلق مراعاة الثابت والمتغير وإعمال العقل كمفاتيح لتجديد الخطاب الدينى المنضبط لكسر حاجز الجمود، وسوف يشهد مجال الدعوة عالميا حدثا كبيرا خلال أسابيع بافتتاح الأكاديمية العالمية لتدريب الدعاة باللغات الأجنبية، وسوف تستقبل فى مستهل عملها متدربين مصريين وأجانب تقدموا بطلبات رسمية من خلال معهد الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية، الذى طلب التعاون مع الوزارة وفقا لمنهجها الدعوى والخضوع لشروطها أملا فى استقبال متدربين أوروبيين من كافة الجنسيات، مع البدء بعدد من الألمان لدعم الوسطية فى أوروبا، والاستفادة من خبرة الأوقاف فى محاربة الفكر المتطرف، ونشر الفكر الإسلامى الوسطى الصحيح، والاستفادة من جهودها وإصداراتها فى مجال تجديد الفكر الدينى.
 
كما نبحث إطلاق دبلومة مشتركة بأكاديمية الأوقاف فى قضايا تجديد الخطاب الدينى تهدف إلى قبول الأئمة والباحثين للدراسة بالأكاديمية لمدة عام، على أن تعتمد شهادة الدبلومة من وزارة الأوقاف المصرية وجامعة مونستر الألمانية، ونستقبل إلى جانب الأئمة والباحثين المصريين والعرب، الأئمة والباحثين من دول الاتحاد الأوروبى، مع تبادل الزيارات بين الدارسين بأكاديمية الأوقاف والدارسين بمعهد الدراسات الإسلامية بجامعة مونستر الألمانية.
ahmed-marouf-(3)
 

وكيف تتعامل الوزارة مع الكيانات والجماعات التى تحاول نشر فكرها وأجندتها فى المرحلة المقبلة؟

 

- الساحة لم تعد تتسع لأصحاب الأجندات الخاصة ليعملوا من أجل مصالحهم بجوار دعاة وأئمة أصحاب رسالة ومهنة عاشوا من أجلها، ورأوا ما شهده العالم من سلبيات توظيف الخطاب الدينى فى السياسة وأضراره على وحدة الصف،
 
وبات الأمر بلا خيارات بين مسارات متعددة، فالأوقاف الآن تسيطر سيطرة كاملة على جميع النشاطات الدينية والمساجد، وتتوسع فى عملها الدعوى والخيرى والاستثمارى، وكل أسبوع نفتتح 10 مساجد ما بين حالات بناء وتجديد، ونتوسع فى المدارس القرآنية، وعمل الواعظات، ونختار بأسس واختبارات، ونقدم دورات تدريبية، ونعمل على دعم الأئمة والواعظات الذين نذروا حياتهم للعلم، ولن نخذلهم أو نتركهم، لأنهم حصن الدولة والشعب وضمانة للمنهج الوسطى الذى يجب أن ننشره فى الشارع المصرى، كما ندعم نظراءهم خارج مصر، حيث نوفد الدعاة فى كافة دول العالم وفى أفريقيا، ويوجد لدينا جامعة فى آسيا الوسطى حصلت على الجودة كجزء من نهضة الوزارة، وعلى الطرف الآخر من خطة النهوض نهتم بالفنيين والمتخصصين فى كافة المجالات الهندسية والإدارية والاستثمارية والقانونية فى الوزارة والهيئة لتوفير بيئة علمية مهنية ناجحة تأخذ بأساليب العصر وتقدم الفكر الدينى متوجا بالعصرية والنجاح.
ahmed-marouf-(5)
 

البعض قد يتطلع إلى ممارسة الدعوة دون تخصص أو دراسة كما كان يحدث من قبل.. فكيف تتعاملون مع ذلك؟

 

- العمل الدعوى من حق من يتوافر فيهم شروط التخصص والتفرغ، والنجاح، والانتساب للمؤسسة المتخصصة، ولن يصعد منابرنا إلا أئمتنا حتى نضمن خطابا يسع الجميع، ولاعودة على الإطلاق لفوضى المنابر أو خروجها عن المنهج الوسطى السمح، ولن نسمح بتوظيفها سياسيا أو أيديولوجيا أو طائفيا أو مذهبيا لصالح شخص أو حزب أو جماعة، ولن تكون مجالا للتنابز تحت أى ظرف أو ذريعة.
 
وأؤكد للجميع أن الحفاظ على المنابر من الاختطاف والتوظيف السياسى أو الأيديولوجى الموجه أمانة شرعية ووطنية فى أعناقنا، وأن الالتزام التام بخطة الوزارة الدعوية وضوابطها لخطبة الجمعة خط أحمر غير مسموح بتجاوزه على الإطلاق، ولا أحد فوق القانون، فقد فات أوان ظاهرة الاستقواء بالحشد والأتباع، وقوة الدولة والقانون يجب أن تسود، فهناك فرق بين الدولة التى يحكمها القانون، والفوضى التى كانت تثيرها جماعات متطرفة استقوت بحشد المنتفعين والمضللين من عناصرها أو من الأهل والعشيرة التابعين للجماعات الإرهابية، ولا مجال اليوم لمصطلح المسجد الأهلى.
ahmed-marouf-(7)
 

كيف تتحول الوزارة بالدعاة من موظفين إلى أصحاب رسالة؟

 

- الدعاة بحاجة إلى دعم نحو التجديد كونهم أصحاب همم وحمل ثقيل أراهم جديرون به، وتطوير المؤسسات يشمل تطوير الأفراد داخلها ويؤدى بهم إلى النجاح، أما عمل الفرد على نفسه فهو اجتهاد محمود لكنه ينتظر الدعم، والوزارة تحكم خطة مدروسة تتسع للجميع لدفعهم إلى الأمام نحو التجديد، وعملية التجديد والتحديث عملية شاقة تحتاج جهودا مضنية وأناس مؤمنين بها، وعلينا جميعا أن نكون على مستوى تلك الهمة والحماس والجهد الذى يبذله الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مختلف المجالات للنهوض بالوطن، كما أننا بحاجة إلى قراءة واعية للمستجدات وفهم الواقع ومعايشته، وليس الهروب منه، والواقع المحلّى لا يمكن أن يُقرأ قراءة صحيحة بمعزل عن المتغيرات الدولية والواقع العالمى، وفى رؤية وطنية تقرأ الواقع السياسى والاقتصادى والاجتماعى والإنسانى قراءة شاملة كى نخرج من دائرة الجمود، وأؤكد أن بعض الفتاوى ناسبت عصرها وزمانها، ومكانها، وأحوال المستفتين، وأننا نقوم بتدريب الدعاة والقيادات ونسعى إلى تقنين التصعيد الوظيفى رسميا باختبارات فى العلوم الشرعية واللغة العربية وإحدى اللغات الأجنبية وعلوم الحاسب الآلى والإدارة وقياس الاتزان النفسى للقيادى، حيث بدأنا بالفعل بفرض امتحانات تحريرية وشفهية على من يتقدم للترقى حتى مستوى وكيل وزارة حتى نضمن عنصر الكفاءة والاجتهاد فى رفع المستوى العلمى، كما نطبق قريبا قياس الاتزان النفسى فى الاختبارات للقيادات، وتدرب الوزارة كوادرها الدعوية على الثقافة السكانية وكافة الجوانب حتى يكون الداعية مؤهلا لتحمل مسؤولية مجتمع ويتعامل مع مطالبه ومشكلاته بشكل مناسب.
ahmed-marouf-(11)
 

وما الموقف إذن من الرأى أو الفتوى القديمة؟ وهل كانت خطأ؟

 

- إن الرأى الذى كان راجحًا فى عصر، وفق ما اقتضته المصلحة فى ذلك العصر، قد لا يكون مرجوحًا فى عصر آخر إذا تغير وجه المصلحة فيه، والمفتى به فى عصر معين، وفى بيئة معينة، وفى ظل ظروف معينة قد يصبح غيره أولى منه فى الإفتاء به إذا تغيّر العصر، أو تغيّرت البيئة، أو تغيّرت الظروف، ما دام ذلك كله فى ضوء الدليل الشرعى المعتبر، والمقاصد العامة للشريعة، على أن التصدى لقضايا التجديد ليس نزهة ولا ترفًا من الأمر أو الفكر، ولكنه يتطلب من صاحبه أن يكون عالمًا متخصصًا متمكنًا مستنيرًا واعيًا بقضايا عصره، مدركًا لخصوصيات ودقائق فقه المقاصد، وفقه الأولويات، وفقه الموازنات، وقضية الثابت والمتغير من أهم القضايا التى يجب الوقوف عندها ببصيرة وتمييز دقيق، فالنص المقدس ثابت، والشروح والحواشى والآراء التى كتبت أو قيلت حول النص اجتهادات تتغير بتغير الزمان والمكان والأحوال والأشخاص والمستفتين، وما كان مناسبا فى عصر وفق ما اقتضته المصلحة فى ذلك العصر قد يكون غير مناسب فى عصر آخر إذا تغيرت ظروف هذا العصر وتغير وجه المصلحة.
ahmed-marouf-(13)
 

يلاحظ اهتمام الوزارة بباحثى الماجستير والدكتوراة.. هل تراهن عليهم فى إحداث نقلة نوعية وهل الدراسة العلمية بشكلها الحالى كافية؟

 

 
- الدين الإسلامى يقف على أسس العلم، ويحترمه، ودعاته علماء، وأى خطاب يحتاج أساسا علميا، فإذا كنا جادين فى إحداث نقلة نوعية فإنه يجب دعم العلم الشرعى، ولا سيما أن الوزارة لديها عدد كبير من الأئمة سلكوا مسلك الدراسات العليا الماجستير والدكتوراة بمبادرة شخصية رغبة فى رفع مستواهم، وهم الأولى بالرعاية والتوظيف السليم من قبل الوزارة التى تحث الأئمة الباقين على استكمال دراستهم لخلق بيئة من العلماء تفخر بهم مصر، ويمثلون دينهم ومهنتهم خير تمثيل، ولاسيما أنهم يتمتعون بأعلى تكوين علمى يمكن استثماره، ما دفع الوزارة للاستعانة بهم والدفع بهم فى مقدمة الصفوف حتى يلحق بهم زملاؤهم.
 

وما خطة الوزارة لتطوير العمل الخيرى والبر وهو صلب عملها؟

 

 
- الوزارة تهتم بتحقق التوازن فى رسالتها الأصيلة ما بين العمل الدعوى ونشر الوسطية من جانب، والعمل الخيرى ودعم المستحقين من جانب آخر لتحقيق العدالة الاجتماعية، وما بين استثمار وتنمية مال الوقف لضمان الحفاظ على قيمة الوقف وضمان استمرارية العمل الخيرى، كما نسعى إلى إنشاء صندوق وقفى استثمارى من الأموال السائلة لزيادة دخل واستثمارات الأوقاف بجانب الأصول الثابتة التى تدر دخلا، ونبحث تطويرها من خلال برامج متخصصة لزيادة الدخل والتوسع فى الاستثمارات، خاصة فى مجالات كالإسكان ومشاركة الجهات الأخرى المتخصصة لتوفير كافة المرافق ورفع الأعباء، ونأمل تحقيق المصلحة العامة والأهداف التى أوقف من أجلها هذا المال مع الحفاظ عليه بالحصر والتوثيق وحسن الاستثمار.
 

مع غياب الفلسفات وظهور الشكليات كيف تخرج وزارة الأوقاف من إطار التقليدية فى الأداء؟

 

- الأوقاف تستعيد روح الرسالة السامية لمهنتها من خلال تأهيل الدعاة، والاحتكاك بالثقافات الأخرى والتعايش معها فى اتفاقيات نبحث توقيعها مع جهات أجنبية بتبادل زيارات الدعاة المصريين والأوروبيين، وتعلم أساليب الاتصال الحديث ودراسة فقه المتغيرات، ومناقشة مدلولات النصوص، كما ندعو إلى نظرية نقدية عربية موحدة تناسب متغيرات العصر وقراءة النصوص، وتحرص الوزارة على استقدام علماء كبار أصحاب رؤية عصرية، فى أكبر تجمع علمى لمناقشة قضايانا، حيث تعقد الوزارة مؤتمرها السنوى فى يناير المقبل لبحث القضايا المعاصرة، تحت عنوان بناء الشخصية الوطنية وأثره فى تقدم الدول والحفاظ على هويتها، وهو ما يعكس اهتمام الوزارة بالمستجدات لوضع هذه الرؤى والتصورات أمام علماء الوزارة وتثقيفهم تدريبيا وفكريا بنتاج هذه الأعمال التى تقدم فلسفة دعوية وفكرية تعمق فكر الأئمة بعيدا عن التقليدية والمعالجات الشكلية للقضايا الدينية التى خلفها إقحام غير المتخصصين فى مجال الدعوة والإسهاب فى الوعظ الشكلى دون تعمق، ما جعل وجود المتخصصين فريضة لمعالجة هذا الخلل الذى أضر بالخطاب الدينى وأضر بالجمهور، حيث تعمل الوزارة على إزاحة هؤلاء الدخلاء عن التدخل فى عملها منذ سنوات.
 

فى ظل كل هذه المتغيرات كيف يمكن توصيف رسالة المنبر؟

 

- للمنبر رسالة عظيمة سامية، فهو موضع هداية، ووسيلة إصلاح وبناء وتعمير، ومنارة فكر واستنارة ورحمة وتيسير، وسبيل الوسطية والتسامح، فهو باب سعة لا باب ضيق، ولا يمكن أن يكون أداة سباب أو لعان، ولن نسمح أن يكون معول هدم أو تخريب أو إفساد أو تحريض، أو أن تختطفه جماعة أو حزب، أو أن يستغله شخص لمصالحه الخاصة، أو يوظفه لخدمة جماعة أو نشر فكرها أو أهدافها، فالمنبر أمانة يجب الحفاظ عليها وإبعاد غير المؤهلين وغير المتخصصين وغير المصرح لهم بالخطابة عنها.

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة