سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 أكتوبر 1973.. الجيشان المصرى والسورى يحققان المفاجأة فى الساعة الثانية وخمس دقائق بالهجوم ضد العدو الإسرائيلى

السبت، 06 أكتوبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 6 أكتوبر 1973.. الجيشان المصرى والسورى يحققان المفاجأة فى الساعة الثانية وخمس دقائق بالهجوم ضد العدو الإسرائيلى عبدالغنى الجمسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وصلت القوات المصرية والسورية إلى أقصى درجات استعدادها لبدء الحرب يوم 6 أكتوبر «مثل هذا اليوم 1973» على الجبهتين بخطة هجوم «بدر»، وحسب المشير محمد عبدالغنى الجمسى، رئيس هيئة عمليات الجيش المصرى وقتئذ، ووزير الدفاع فيما بعد: «كنا فى مركز عمليات القوات المسلحة «صباح 6 أكتوبر»، نعمل لتنفيذ «مناورات التدريب»، لكن الحقيقة كانت عقولنا وجهودنا مركزة لتنفيذ العمليات الهجومية، وعندما حان الوقت المناسب استبدلت بخرائط ووثائق التدريب خرائط ووثائق الحرب، وأغلقت الأبواب الحديدية لمركز العمليات لمنع دخول أوخروج أى شخص ضمانا لسرية العمل المنتظر، وإيذانا للجميع بأن الحرب على وشك البدء».
 
يكشف الجمسى عن طبيعة المشاعر فى مركز العمليات: «كنا نتلهف مرور الساعات الباقية حتى يحين وقت بدء الهجوم، فالقوات فى جبهة القناة على استعداد للهجوم واقتحام قناة السويس، والطائرات منتشرة فى قواعدها ومطاراتها على أهبة الاستعداد، والمدمرات جاهزة فى باب المندب، والغواصات فى عمق البحار فى مناطق عملياتها، وقوات الدفاع الجوى فى أقصى درجات استعدادها لتأمين القوات أثناء الهجوم وحماية الأهداف الحيوية بالدولة، وقوات الصاعقة والمظلات مستعدة للانطلاق.. أخذ الوقت يمر بطيئا والعيون مركزة متابعة كل نشاط للعدو، والقلوب تتجه نحو القوات التى ستقوم بتنفيذ الهجوم».
 
يضيف الجمسى: «اتخذ كل فرد فى مركز العمليات مكانه فى صمت، والعيون كلها مركزة على خرائط العمليات فى يوم كانت تنتظره قواتنا المسلحة والشعب المصرى والشعوب العربية كلها، وفى الصباح بدأت فى إسرائيل الاحتفالات بعيد الغفران «يوم كيبور»، ووصل الجنرال موشى ديان وزير الدفاع الإسرائيلى، ومعه قادة عسكريون لزيارة القوات فى حصون خط بارليف على الضفة الشرقية للقناة، للاطمئنان على الموقف وتهنئة قواته بالعيد، شاهد ديان بنفسه الموقف على الضفة الغربية للقناة من أحد برامج المراقبة، فرأى الجنود المصريين يستلقى بعضهم فى استرخاء على شاطئ القناة، ويلعب بعضهم الكرة، ويسبح البعض الآخر فى مياه القناة، اطمأن ديان إلى أن كل شىء عادى وهادئ، وعاد إلى تل أبيب مطمئنا مرتاحا لتلقى تهانى زملائه بعيد الغفران».
 
يؤكد الجمسى: «فى قرابة الساعة الواحدة ظهرا، وصل الرئيس السادات مرتديا ملابسه العسكرية، ومعه الفريق أول أحمد إسماعيل، واتخذ كل منهما مكانه فى مركز العمليات.. أشارت عقارب الساعة إلى الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا، نشبت الحرب فجأة بمبادأة من مصروسوريا فى وقت واحد، وتتابعت الأحداث فى اليوم الأول للقتال بشكل مثير، واشتملت على مفاجآت استراتيجية وتعبوية وتكتيكية وهندسية غير متوقعة، وأعمال قتال غير نمطية.. وقامت تشكيلات جوية مصرية يقدر عددها بأكثر من مائتى طائرة بالهجوم على مواقع العدو فى سيناء، فى نفس الوقت قامت الطائرات السورية ويقدر عددها بمائة طائرة بالهجوم على مواقع العدو فى الجولان وجبل الشيخ، وكان هناك أكثر من 2000 مدفع على طول جبهة القناة من مختلف الأعيرة، وصواريخ تكتيكية أرض - أرض تفتح نيرانها ضد الأهداف الإسرائيلية فى حصون خط بارليف، واستمر القصف لمدة 53 دقيقة.. انطلق المقاتلون من المشاة والصاعقة يصعدون الساتر الترابى العالى الضفة الشرقية، بوسائل تسلق مبتكرة مصنوعة محليا عبارة عن سلالم الحبال، ثم يقاتلون العدو الذى كان يواجههم سواء فى حصون خط بارليف أوحولها».
 
يوضح الجمسى: «استمر تدفق قواتنا شرقا عبر القناة فى موجات متتالية من القوارب المصنوعة من المطاط والخشب، وكان لنا على الضفة الشرقية للقناة فى الدقائق الأولى قرابة 8 آلاف مقاتل، ارتفع عددهم بعد ساعة ونصف قرابة 14 ألفا، ثم أصبح عددهم قرابة 33 ألفا مقاتل فى الساعة الخامسة والنصف مساء، واستخدمت القوات قرابة سبعمائة وخمسين قاربا فى عملية الاقتحام، كما استخدمت حوالى ألف وخمسمائة من سلالم الجبال لتسلق الساتر الترابى على الضفة الشرقية».
 
يسجل الجمسى قيمة مهمة وهى: «كان القادة يضربون القدوة والمثل لرجالهم، يتقدمون جنودهم، ويقاتلون معهم فى الخطوط الأمامية، ويستشهدون بينهم، ويكفى أن نعلم أن الضباط قادة الفصائل والسرايا عبروا فى الدقائق الأولى، وقادة الكتائب عبروا خلال خمسة عشرة دقيقة من بدء القتال، وعبر قادة اللواءات خلال خمس وأربعين دقيقة، وقادة الفرق خلال ساعة ونصف، ولذلك كانت نسبة الخسائر فى الضباط والقادة عالية عن المعدل، إلا أن الإصرار على تنفيذ المهمام كان يتطلب منهم ذلك، وفى سبيل النصر وتحرير الأرض تهون الأرواح.. ورفع الجنود علم مصر على أرض سيناء فوق حصون ومواقع العدو فى خط بارليف، وكنا نتابع الاقتحام والعبور أولا بأول فى مركز العمليات، وكانت فرحتنا شديدة عندما وصلنا نبأ رفع أول علم مصرى على الضفة الشرقية للقناة».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة