علاء عبد الهادى

100 مليون صحة

الجمعة، 05 أكتوبر 2018 05:43 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من يتابع تحركات ولقاءات واجتماعات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الشهور الأخيرة سوف يدرك بسهولة أن هناك هدفا إستراتيجيا يسعى لتحقيقه، يتبلور فى إعادة بناء الإنسان المصرى، أو لنقل إعادته بداية لجوهره الجميل الذى عرف به، وإزالة ما اعترى الشخصية المصرية من سلبيات دخيلة فى السنوات الأخيرة، ثم تأهيله للانطلاق إلى المستقبل الذى تأخرنا عنه أخيرا.. الرئيس يضع نصب عينيه الإنسان المصرى الذى عانى كثيرا، وآن الأوان لكى تكون له حياة كريمة يأمن فيها على صحته وتعليم أولاده، فى هذين الملفين تحديدا يكمن ميزان التحضر لأن الإنسان هو الجوهر، وإذا كانت السنوات الأربعة الأولى قد انقضت فى تثبيت أركان الدولة، ومحاصرة الإرهاب، واجتثاثه من جذوره، فإن السنوات الأربع الثانية سوف تنصرف وتتجه الى الإنسان الذى هو جوهر كل بناء وتنمية.

 

وإذا أردنا أن نعدد الأشياء التى قام وبقوم بها الرئيس، سوف يضيق المقال، ولكنى فقط أدعوك إلى أن تتأمل معى معنى رفع اسم مصر من خانة صدارة دول العالم فى الإصابة بمرض فيروس سى، إلى خانة صدارة دول العالم بتنفيذ أكبر حملة طبية ومسح على وجه الأرض لاكتشاف وعلاج فيروس سى واقتلاعه من مصر.

 

بماذا نسمى هذا؟ وأين نضع تجربة القضاء على فيروس سى الذى استوطن وفتك بأكباد المصريين وحولها الى أكباد عصافير؟ هل نسينا أن من كان يصاب بفيروس سى كنا نتمى له الرحمة بالموت من دون عذاب، وبدون أن يعذب من حوله من أهله وأسرته؟

 

مصر نفذت أكبر مشروع فى العالم للعلاج، والآن تنفذ مشروعا أكبر منه لكشف حقيقة المرض، وعدد المرضى وبأى نوع فيروس، ودرجات وأماكن الإصابة بمسحه على ارض الواقع ثم اجتثاثه من جذوره، وتقديم العلاج المجانى.

 

100 مليون بنى آدم مدعوون للتأكد من خلوهم من جميع فيروسات سى، ومن يكتشف لديه سيقدم له العلاج "ببلاش".. بالله عليكم قولى لى هل هذا يحدث فى أى بلد فى العالم؟!

 

كل هذا يتم فى زمن بالمعايير العالمية معجزا، يكفى أن 300 ألف بنى آدم كشفوا فى اول يومين فى 9 محافظات تتضمنها المرحلة الأولى، كل شىء معد بجد، وليس بالكلام كما اعتدنا، موقع إلكترونى يتضمن كل شىء وكل المعلومات، تفاعل غير محدود للجنة القومية للحملة على وسائط التواصل الاجتماعى، والناس تسأل وتستفسر وهناك من يجيب على الفور، أدعوك لأن ترى بنفسك.. ليس هذا كل ما فى الجراب، بل إن حملة فيروس سى تستهدف أيضا أمراض السكر والضغط والقلب والسمنة المفرطة.. "لا يا جماعة مصر، بجد بتتغير"، يأتى هذا الجمال الصحى بعد الانتهاء من مشروع فريد لإنهاء كل قائمة الانتظار للحالات المرضية التى تحتاج إلى تدخل وعمليات جراحية، ولا تحتمل التأخير كما كان يحدث لشهور وأحيانا سنين، وفى أعقاب توجيهات الرئيس لتنفيذ أكبر مشروع للتأمين الصحى الحقيقى على المصريين خلال عدة سنوات، وعندما يتم استصدار بوالص تأمين للعمالة غير المنتظمة، بماذا أسمى كل هذا ان لم يكن الأمل والتغيير إلى الأفضل؟!

 

فى أية خانة نضع اهتمام القيادة السياسية هذا الاهتمام الاستثنائى بمبادرة القضاء على فيرس سى وأمراض السكر والضغط والقلب والسمنة المفرطة وصحة المصريين بشكل عام، وانعكاس هذه الروح على الموظفين العاملين بالمبادرة الذين يعملون بكل حب وود من أجل خدمة غيرهم من بقية المصريين؟!

 

لا أقول لك إن الدنيا أصبحت وردية، وإن كل شىء "عال العال" ولا أقول لك إن المعاناة اختفت، وإن التضخم اختفى، ولكنى فقط أقول لك إننا نسير فى الاتجاه السليم، وإن البوصلة المصرية تتجه إلى المستقبل الذى يتحسن شيئا فشىء.

 

إذا كنت لا ترى هذا، ولا ترى الطرق التى نقلت مصر نقلة جذرية، وإذا كنت لا تسمع عن خبر وصول مصر إلى حد الاكتفاء الذاتى من الغاز، بعد أن كنا نستورد شهريا بما قيمته 250 مليون دولار، وإذا كنت لم تسمع من ابنك أو ابنتك عن انطلاق المشروع الجذرى لتطوير منظومة التعليم، بالتأكيد أنت لا تريد أن ترى، فماذا نفعل مع عمى القلوب التى فى الصدور؟!

 

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة