MeToo البريطانية.. فضيحة كتمها القضاء البريطانى وبطلها صديق هارفى واينستين.. الملياردير فيليب جرين دفع المال لعدم كشف اسمه وحجر على حرية الصحافة.. تيريزا ماى تدعو للتدخل.. وبرلمانى يفضح الاسم بالحصانة

السبت، 27 أكتوبر 2018 07:51 م
MeToo البريطانية.. فضيحة كتمها القضاء البريطانى وبطلها صديق هارفى واينستين.. الملياردير فيليب جرين دفع المال لعدم كشف اسمه وحجر على حرية الصحافة.. تيريزا ماى تدعو للتدخل.. وبرلمانى يفضح الاسم بالحصانة فيليب جرين
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قبل عام واحد فجرت صحيفة "نيويورك تايمز" فضيحة تحرش كبرى فى هوليوود بطلها تم ذكره بالاسم وكان المنتج هارفى واينستين الذى تحرش بحوالى 50 امرأة من ممثلات هوليوود على مدى 30 عاما.. لكن فى بريطانيا كان الأمر مختلفا، حيث تدخل القضاء من أجل منع اسم رجل أعمال ثرى متهم بالتحرش والعنصرية والتنمر على الموظفين لديه والضغط عليهم باستخدام اتفاقات سرية حتى يمنعهم من مقاضاته.

البداية كانت مع صحيفة التليجراف التى عمل فريقها على التحقيق 8 أشهر على أن ينشر بكامل تفاصيله هذا الأسبوع ولكن فوجئت الصحيفة بأمر قضائى يقول بأن الشخص المتهم فى التحقيق لا يمكن ذكر اسمه فى أى وسيلة إعلامية بعدما دفع 500 ألف جنيه استرلينى بدعوى الحفاظ على سمعته من التشويه فى الجرائد.

الظل الأسود على صحيفة التليجراف
الظل الأسود على صحيفة التليجراف

عندها خرجت الصحيفة تذكر ما حدث معها وتكتفى بصورة ظل سوداء بدلا من نشر اسم وصورة رجل الأعمال المتهم.. مع كل ما تستطيع نشره من تفاصيل دون التعرض لمساءلة قانونية، تحت عنوان "حملة #MeToo البريطانية التى لا يمكن نشرها".

وأثار هذا غضب الرأى العام بداية من رئيسة الوزراء تيريزا ماى وحتى الصحف المنافسة للتليجراف نفسها والتى تضامنت معها وعلى رأسها الجارديان.

قرار القضاء البريطانى لم يمنع المواطنين والمعلقين فى بريطانيا من إطلاق لعبة تخمين على مواقع التواصل الاجتماعى حيث ذكرت صحيفة "الصن" إنه تم وضع قوائم بأسماء أشخاص من الرجال الأثرياء فى بريطانيا قبل أن يضيقوا الدائرة للرجال الأثرياء البيض، بعدها تم تضييق دائرة البحث على قائمة أشخاص يملكون ثروة فوق المليار.

لكن بمعجزة تم الكشف أخيرا عن اسم الملياردير المتهم، حيث كشف النائب عن حزب العمال فى البرلمان البريطانى بيتر هاين هوية المتهم بالتحرش قائلا فى خطاب فى مبنى البرلمان "كشخص على إطلاع وثيق فى قضية رجل أعمال قوى يستخدم اتفاقات السرية لإخفاء الحقيقة حول سلسلة من جرائم التحرش والعنصرية والتنمر، وهى الجرائم التى مازالت مستمرة.. لذا أشعر أنه واجبى باعتبارى تحت حماية الحصانة البرلمانية أن أكشف اسم المتهم  نظرا لأن الإعلام تم منعه قضائيا من كشف الاسم وكامل تفاصيل قضية تهم الرأى العام".

بهذا كشف بيتر هاين عن هوية المتهم فى التحقيق الصحفى وهو رجل الأعمال صاحب سلاسل المحلات التجارية البريطانى، السير فيليب جرين.

 

من هو فيليب جرين؟

هو رجل أعمال بريطانى حقق ثروته من خلال استثماراته فى شراء سلاسل المحلات التجارية، وبحسب صحيفة "التليجراف"، عرف عنه التفاخر دوما بأنه رجل عصامى بنى نفسه من الصفر ويحمل لقب فارٍس.

بينما الحقيقة بحسب الصحيفة فهو ابن عائلة ميسورة الحال وتلقى تعليمه فى مدارس خاصة قبل الإلتحاق بكلية "كارمل" فى أوكسفورد والتى يطلق عليها فى بريطانيا لقب "النسخة اليهودية من كلية إيتون".. وذلك قبل أن يترك الكلية وهو فى عمر 15 عاما دون أن يحقق أى تقدير يذكر.

لا يذكر اسمه كثيرا فى الإعلام ولكن فى 2016 كانت هناك دعوات من أعضاء البرلمان البريطانى تطالبه بالتخلى لقب فارس وذلك بعد قيامه ببيع شركة BHS بشروط مخلة تسببت فى خسارة الموظفين لكثير من معاشاتهم حيث قدرت الصحف وقتها نسبة العجز فى المعاشات 571 مليون جنيه استرلينى مع خسارة 11000 وظيفة.. فكان رده على هذه المطالب هو "لماذا يجب على فعل هذا؟".

فيليب جرين مع هارفى واينستين
فيليب جرين مع هارفى واينستين

بينما صحيفة "ديلى ميل" تقدم تفاصيل أسوأ عن رجل الأعمال المتهم منها أنه صديق مقرب من هارفى واينستين أول المتهمين فى حملة MeToo الأمريكية وأن الاثنين عرف عنها المشاركة فى حفلات شديدة البذج لدرجة أنه كان يلقى بالشامبانيا على ضيوفه.

وقالت الصحيفة إنه استعان بفريق من 7 محامين للحصول على أمر قضائى لعدم كشف اسمه ولكن الأن أصبح من حق الصحف الكتابة عنه كما تريد بفضل شهادة النائب بيتر هاين.

 

ردود الأفعال

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى قالت إن استخدام اتفاقات السرية أصبح وسيلة للضغط على الضحايا وأنه يجب فعل شئ بحيث يتم تقييد استخدامها فى ظروف معينة لا تقوض العدالة وأعربت عن عزمها لوضع قانون ينظم استخدام هذا النوع من الاتفاقيات التى يفترض أن استخدامها الأصلى هو بين شركة وموظف بحيث يمنع الموظف كشف أسرار تجارية أو مالية عن الشركة إذا ترك العمل.. لكن بحسب صحيفة "الجارديان" فإن الاستخدام توسع ليصبح سلاحا لمنع الضحايا من الشكوى أو الاقتراب من مركز الشرطة.

مع ذلك يتوقع أن أى محاولات جديدة لتغيير القانون أمر صعب نظرا لانشغال الحكومة البريطانية بملف البريكست.. لكن فى كل الأحوال تعد تلك من المرات القليلة التى يتفق فيها الرأى العام البريطانى كله مع رئيسة الوزراء

أما على الإنترنت فجاءت حملة أخرى تدعو لمقاطعة سلسلة متاجر "توب شوب" التى يمتلكها فيليب جرين الذى يرفض تماما التهم الموجهة له، وبحسب موقع vox كان التركيز على علاقة الصداقة بين جرين وواينستين مما أشعل الكثير من الغضب حيث ذكر الموقع إن هناك نمطا بين المتحرشين بأن يدارى بعضهم على بعض وهو الرأى الذى انتشر على مواقع التواصل الاجتماعى.

وفى جانب الإعلام كانت هناك تساؤلات فى "الجارديان" و "التليجراف" و "الإندبندنت" حول حرية الإعلام فى بريطانيا إن كان يمكن لشخص يمتلك المال أن يشترى حصانة من الكشف عن فساده وجرائمه إذا دفع الثمن المطلوب للقضاء.

أما نشطاء حملة MeToo ومنهم المساعدة السابقة لهارفى واينستين فقالوا إن استخدام جرين لاتفاقات السرية يعنى أن هذه الاتفاقية أصبحت سلاحا ضد العدالة وضد الضحايا وتساعد فى استمرار التحرش والعنصرية إذا ظن الجانى أن دفعه بعض المال للضحية مقابل التوقيع سيعفيه من العقوبة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة