قرأت لك.. المحنة.. لماذا اشتعلت فتنة خلق القرآن؟

الخميس، 25 أكتوبر 2018 07:00 ص
قرأت لك.. المحنة.. لماذا اشتعلت فتنة خلق القرآن؟ غلاف كتاب المحنة
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من المسائل الخطيرة التى وقعت فى التاريخ الإسلامى ما سمى بقضية "خلق القرآن" والتى كان ضحيتها عدد من رجال المجتمع فى العصر العباسى خاصة فى عصر الخليفة المأمون على رأسهم الإمام أحمد بن حنبل، وهذا ما يناقشه كتاب "المحنة: بحث فى جدلية الدينى والسياسى  فى الإسلام" للباحث فهمى جدعان والصادر عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر.

استقر لدى جمیع المؤرخین القدماء، ولدى الباحثین المحدثین خلال القرن العشرين بأكمله، الاعتقاد بأن "الامتحان" بعقیدة "خلق القرآن"، الذي شرعه الخلیفة العباسى المأمون في العقد الثانى من القرن الثالث الھجري وتابعه علیه خلیفتاه المعتصم والواثق، قد جرى غیرة وحرصا من الخلیفة على الدفاع عن عقیدة التوحید الدينیة الإسلامیة في قبالة "الإحراج" اللاھوتى المسیحى الذى مثلته عقیدة "التثلیث" المسیحیة، وأن المعتزلة، الذين قیل دوما إنھم المنافحون عن الحرية العقیدية والإنسانیة، ھم الذين قادوا عملیة الاضطھاد أو "التفتیش" التى تجسدت في "المحنة".

فى ھذا العمل ينھض فھمى جدعان، في قبالة ھذه الأطروحة المتداولة لیكشف، بشكل قاطع، عن "المعقولیة السیاسیة" للمحنة وعن براءة المعتزلة من متعلقاتھا، وعن أنھا لم تكن إلا مظھرا من مظاھر التقابل الحاد بین "الدينى" و"السیاسى"، ووجھا من وجوه استخدام الدين لغايات السلطان السیاسى.

يحاول الكتاب كشف هذا التاريخ من خلال تتبع هم الأشخاص الذين استهدفوا بهذا الامتحان؟ لقد كان الجواب دوما على هذا السؤال هم الفقهاء من أصحاب الحديث والسنة، لكن المتتبع للمسألة سيجد أنه  امتحن أناس لم يكونوا من الفقهاء ولم يكونوا من المتعاطين فى إنتاج العلم، والأمر الثانى الذى يجب التنبه إليه أن المأمون لم يمتحن أصحاب الحديث لكونهم  "أصحاب حديث" ولم يخطر على باله ذلك قط، بل الأمر كان فى مجملة حركة سياسية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة