صور.. كيف نفهم انتفاضة الإيرانيين ضد الملالى فى أسبوعها الثانى.. انتشار الحرس الثورى فى 3 أقاليم يكشف تفاقم الأوضاع رغم حدة المواجهات.. وأحداث ثورتى مصدق والخمينى تكشف ملامح الشخصية الإيرانية

الخميس، 04 يناير 2018 01:36 م
صور.. كيف نفهم انتفاضة الإيرانيين ضد الملالى فى أسبوعها الثانى.. انتشار الحرس الثورى فى 3 أقاليم يكشف تفاقم الأوضاع رغم حدة المواجهات.. وأحداث ثورتى مصدق والخمينى تكشف ملامح الشخصية الإيرانية انتشار نطاق المظاهرات فى إيران
محمد محسن أبو النور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لليوم التاسع على التوالى يواصل الإيرانيون ثورتهم فى شوارع نحو 70 مدينة بداخل 21 محافظة، حتى مع استخدام النظام العنف المفرط ولجوئه إلى قتل نحو 25 من الثوار وبالرغم من التهديدات المتوالية التى صدرت عن قمة النظام وذروته السياسية والدينية آية الله على خامنئى الذى اتهم المتظاهرين بالعمالة والخيانة.

 

كيف نفهم ما يجرى؟

حتى نفهم ما يدور فى إيران الآن يجب أخذ عدد من الأمور فى الاعتبار.

 

الثورة الإيرانية فى يومها التاسع
الثورة الإيرانية فى يومها التاسع

 

أولا: إيران ليست كمصر أو أى دولة عربية أخرى شهدت أعمالا ثورية فى السنوات الأخيرة، ولذلك ليس من المتوقع أن تنتهى الثورة فى 18 يوما كما تم فى 25 يناير 2011 أو تنتهى فى يوم واحد كما تم أيضا فى 30 يوليو 2013، بل المرجح لها أن تستمر ويتسع نطاقها بين الهدوء تارة والاشتعال تارة أخرى حتى تنتهى إما غالبة أو مغلوبة.

 

ثانيا: يعلمنا التاريخ الإيرانى فى العصر الحديث والمعاصر أن الثورات فى إيران تستمر لعدة أشهر وربما عدة سنوات كما تخبرنا دراسة الشخصية الإيرانية التى تتصف بالصبر والعناد أنها لن تقبل بالهزيمة من النظام بسهولة، ومعنى ذلك أن المظاهرات الثورية الآن قد تستمر شهورا أو سنوات طويلة كما حدث فى تجربتى مصدق بالخمسينيات والخمينى بالسبعينيات، وهو ما يشى باحتمالات نجاحها حال تحقيق غرض إنهاك قوى أجهزة الأمن.

 

ثالثا: غياب المعلومات الصحيحة التى تعد العصب الجوهرى لأى تحليل سياسى قائم على حقائق العلم، بسبب لجوء النظام إلى قطع الإنترنت عن البلاد وقيامه بحجب مواقع التواصل الاجتماعية تلك التى كانت الأداة الوحيدة التى يوصل بها الثوار صوتهم إلى الداخل والخارج، وبالتالى فأن المتوافر فقط من معلومات هى ما يسمح النظام بتمريرها من خلال وسائله الرسمية وليس ثمة مواقع ذات شأن تغطى الثورة من الداخل بسبب قيام النظام أيضا باعتقال وحبس كل صحفى يكتب ما يخالف توجهات الدولة، ويشهد على ذلك سجن إيفين الآن الذى أصبح كامل العدد بالمعتقلين من هذا النوع.

 

- دلائل اتساع نطاق الثورة

هل هناك دليل على اتساع نطاق الثورة بالفعل؟ بالتأكيد فالتتبع البسيط لمسار الثورة وانتشارها الجغرافى منذ مساء الأربعاء 27 ديسمبر الماضى وحتى الآن يشى بأن الثورة آخذة بالفعل فى الاتساع إذ بدأت فى مشهد ثم اتسعت يوميا لتضم مدنا جديدة حتى وصلت إلى 120 مدينة بين مدن حضرية كبرى ومدن ريفية نائية.

 

قوات الأمن الداخلى تحاصر طلاب الجامعات المنتفضين
قوات الأمن الداخلى تحاصر طلاب الجامعات المنتفضين

 

لذلك لجأ النظام الإيرانى إلى الدفع بورقته الأخيرة، وهى نشر الحرس الثورى فى أكبر 3 أقاليم تشهد أعمال ثورية احتجاجية وهى همدان وأصفهان ولورستان، وهو ما أكده الجنرال محمد على جعفرى، قائد الحرس الثورى فى تصريحاته الأخيرة، إذ شدد على أنه أرسل قواته إلى أقاليم أصفهان ولورستان وهمدان لمواجهة ما وصفها بـ"الفتنة الجديدة"، وفق ما أفادت به وكالة تسنيم للأنباء التى تعد الذراع الإعلامية لمؤسسة الحرس الثورى.

 

أما بما يتعلق بقطع الإنترنت فهو الدلالة البارزة على يقين النظام بأن الإنترنت أحد أسباب تجميع المواطنين فى الشوارع ولذلك قام بحجب عدد كبير من المواقع الإلكترونية تلك التى كانت تبث صورا ومقاطع فيديو للمظاهرات والمسيرات وكان الإعلام العالمى ينقل عنها.

 

وفى هذا السياق أكد مهدى عقبائى، عضو المجلس الوطنى للمقاومة الإيرانية، فى حديثه عن قطع شبكة الإنترنت فى إيران أن "قطع الإنترنت فى إيران، ما هو إلا قرصنة وإرهاب فى الاتصالات وخرق سافر لكثير من الاتفاقيات الدولية وانتهاك لمعايير الاتحاد الدولى للاتصالات ITU، والمقاومة الإيرانية تطالب هذا الاتحاد بإدانة نظام الملالى، وتوفير الترتيبات الضرورية لتمتع الشعب الإيرانى بالإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى".

 

مظاهرة ليلية حاشدة
مظاهرة ليلية حاشدة

 

وأضاف عقبائى فى تصريحات تلقت "اليوم السابع" نسخة منها، إنه "بعد عدة أيام من قيام نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين فى إيران بحجب العديد من مواقع التواصل الاجتماعى وقطع الإنترنت فى العديد من المناطق أو جعله ضعيفا للغاية، قال جعفرى قائد قوات الحرس إن عدم السيطرة على الفضاء المجازى الذى يدار من خارج البلاد، وقصور المسئولين فى السيطرة على هذا الفضاء، قد ساعدت فى تصاعد أعمال الشغب، ولكن حينما تم السيطرة على الفضاء المجازى، رأينا انحسارا فى الأعمال الفتنوية"، وفقا لقوله.

 

وهكذا يبدو واضحا أن الشخصية الإيرانية المثابرة والتى لا تثور بسهولة، إلا بعد أن يفيض بها الكيل، لن تعود عن مطالبها الاقتصادية والسياسية حتى تتحقق بشكل كامل، وهذه خبرة أربعة آلاف عام مثلت فى مجملها مجموعة من الخبرات المتراكمة لدى الشعب الإيرانى صاحب الحضارة الضاربة فى جذور التاريخ.

 

الجنرال محمد على جعفرى
الجنرال محمد على جعفرى

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة