حتى لا ننسى جرائم الإخوان.. "حكاية بطولة منذ الطفولة".. الشهيد فراج محمود يعمل نجارا فى طفولته ليعول أسرته.. ووالدته: كنت أرى الدماء على السرير فى احلامى حتى استيقظت على خبر استشهاده

الخميس، 25 يناير 2018 06:30 م
حتى لا ننسى جرائم الإخوان.. "حكاية بطولة منذ الطفولة".. الشهيد فراج محمود يعمل نجارا فى طفولته ليعول أسرته.. ووالدته: كنت أرى الدماء على السرير فى احلامى حتى استيقظت على خبر استشهاده الشهيد فراج محمود
المنيا- حسن عبد الغفار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يوما بعد يوم تقدم محافظة المنيا، بمختلف قراها ومراكزها أبناءها وتحتسبهم شهداء، دفاعا عن تراب الوطن الغالى، فى حربه الضروس ضد الإرهاب، وبطلنا الجديد هنا هو المجند فراج محمد محمود، شهيد القوات المسلحة، الذى طالته يد الإرهاب الغادر، وهو يدافع عن تراب الوطن، الذى ولد داخل قرية أبوغرير التابعة لمركز أبوقرقاص فى منزل بسيط مبنى بالطوب اللبن بين أسرة بالكاد تجد قوت يومها، حتى نشأ فراج وأصبح قادرا على العمل ليحمل على كتفيه الإنفاق على الأسرة ويزيح الحمل الكبير من على كاهل والده، الذى أجبرته الظروف الصحية على أن يجلس فى المنزل غير قادر على العمل بعد أن بترت إحدى قدميه، لم تستطيع الأسرة أن تدفع له نفقات تعليمه فى المدرسة الحكومية، فخرج منها بعد أن قضى 3 سنوات بها، وبعدها كان عليه أن يجد فرصة عمل له وكان فى ذلك الوقت فى عمر 9 سنوات، وبالفعل عمل فراج خلف أحد النجارين العاملين فى نجارة التسليح وبدأ فراج يعمل ويكتسب الخبرات حتى شب وأصبح قادرا على العمل بمفرده 15 جنيها كانت أجرة فراج وهو طفل صغير تمكن أن يحافظ عليها حتى قام بشراء عدة متكاملة للعمل بها فى نجارة التسليح، فى تلك الأثناء، كان موعد فراج مع الالتحاق بالقوات المسلحة لم يتردد فراج لحظة واحدة وقدم نفسه، ولم يكن يعلم أن تلك هى آخر رحلته فى حياته وهو يدافع عن تراب وطنه.

received_1833785323360922
 

تحول الشهيد فراج من طفل صغير إلى عائل أسرة بعد أن أرقد المرض والده وأصبح قعيدا فى المنزل لا يقوى على العمل فكان عندما يأتى من الإجازة، لا يجلس فى المنزل بل كان يخرج للبحث عن عمل أما مع أحد الصنايعية أو حتى فى زراعة الأرض حتى يتمكن من كسب قوته وقوت أسرته ويوفر منها ما يساعده على العودة إلى كتيبته مرة أخرى.

received_1833786963360758

كان خبر استشهاد فراج كالصاعقة على والدته والتى علمت به متأخرا بعد ساعات طويلة من معرفة الأب وذلك نتيجة تماسك الأب وخوفا عليها من الصدمة ولكن كان لابد أن تعرف الأم وعند تلك اللحظة تلعثم لسانها بالكلام وسقطت على الأرض مغشيا عليها وعندما فاقت من الغيبوبة وجدت نفسها لا تقوى على الحركة.

 

تقول أم الشهيد: "لم أستطع تحمل خبر استشهاد نجلى فلم اشعر بنفسى بعد سماع الخبر إلا وأنا فى الفراش والناس من حولى، شعرت أن قدمى لا تحملنى لأخرج ولكنى تماسكت حتى القى نظرة الوداع الأخيرة على نجلى وهو يخرج من المسجد إلى سيارة الإسعاف فى آخر رحلة له بدون عودة".

 

وأضافت: "لست أعلم كان هناك شيئا يراودنى فى الأحلام كل يوم حتى ليلة سماعنا خبر استشهاده وهو رؤية الدماء على السرير".

 

فيما قال والده محمد محمود، 53 سنة، بالمعاش، فراج أصغر أبنائى وهم، خالد 26 سنة الأكبر، ويليه ياسين 24 سنة، وشقيقة واحدة، وكان خفيف الظل يحب أن يمزح مع الجميع، وفى نفس الوقت له شخصيه قويه كلها إصرار وتحدى وحسم، وكنت أشعر بأنه سيكون شهيدا وهو أيضًا كان دائما يشعر ويتمنى الشهادة.

 

أضاف الوالد، كان عامود المنزل، وعمله الأساسى قبل التجنيد نجار مسلح، وباقى أبنائى يعملون بالأجر فى الحقول باليومية، وليس لديهم مصدر دخل ثابت، وكان هو أكثر من يشعر بى ولا يتركنى فى محنة حتى أتكلم، والغريب أنه كان متقنًا وموهبا فى أى عمل، وكان يعمل فى أى مجال دون ملل.

 

وأضاف الأب أن آخر لقاء جمعنى مع الشهيد كان صيامه، آخر 12 يوما فى شهر رمضان، ثم سافر إلى وحدته فى ثانى أيام عيد الفطر، وكان بطل ولا يخاف ويتمنى الشهادة، وشارك فى معظم المداهمات التى تستهدف العناصر الإرهابية حتى يثأر لزملائه الأطهار من الخونة الأنجاس، وقال لى قبل أن يغادر المنزل متجهًا لوحدته تؤمرنى بحاجه، وأخذ يقبلنى أنا وأمه وأشقائه بحرارة.

 

تابع الأب أبنى كان محبوبًا من الجميع، وحصل على عدة شهادات تقدير من القوات المسلحة لتفانيه وإخلاصه وشجاعته فى العمل، وكان شايل البيت على أكتافه، وكان سندى أنا وأشقائه وأمه التى تاهت عن الدنيا بسماع خبر استشهاده ولم تجف الدموع من عينيها حتى الآن فالصدمة كانت أكبر منها وعزائها الوحيد أنه شهيد، وكنت أدرك تمامًا أنه سيلحق بزملائه السابقين من الشهداء، وأيقنت أنه كان محبوبًا منذ صغره وتأكدت من ذلك من الجموع والحشود التى لم أراها من قبل وشاركت فى جنازته المهيبة.

 

وأنهى الوالد حديثه قائلا: "أطالب بأن يتم بناء مدرسة بالقرية تحمل أسم نجلى تخليدًا لذكراه، وأيضًا الاهتمام بشقيقيه اللذان كانا يخدمان قبل 4 أعوام فى القوات المسلحة، فخالد الأكبر خدم فى قوات أمن كلية الشرطة لمدة 3 سنوات، وياسين خدم لمدة عامين فى الشرطة العسكرية".

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة