"اليوم السابع" داخل البرلمان الألمانى.. البوندستاج الشفاف يستقبل 4 آلاف زائر يوميا.. 2% من الميزانية تخصص للوحات الفنية.. ومدير العلاقات العامة يروى قصة العمة "كاترينا" المغتصبة على يد الجنود السوفيت

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 07:00 م
"اليوم السابع" داخل البرلمان الألمانى.. البوندستاج الشفاف يستقبل 4 آلاف زائر يوميا.. 2% من الميزانية تخصص للوحات الفنية.. ومدير العلاقات العامة يروى قصة العمة "كاترينا" المغتصبة على يد الجنود السوفيت البرلمان الألمانى
رسالة برلين: إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنجى مجدى
 
يجلس النواب الألمان فى جلسات علانية مفتوحة أمام المواطنين، حيث يستقبل البرلمان الألمانى "البوندستاج" 4 آلاف زائر يوميا ويسمح لكل عضو بدعوة 150 مواطنا لحضور الجلسات، وهى إجراءات تهدف للتأكيد على الشفافية كأحد أهم المبادئ الديمقراطية التى يرسخ لها الألمان بعد سنوات من الظلام عاشوها فى ظل الحكم النازى قبل أكثر من 60 عاما.

يضم مبنى البرلمان الألمانى "البوندستاج" الكثير من الأسرار والحكايات التى قصها علينا السيد فاجنة فولكر مسئول العلاقات العامة فى البرلمان، خلال جولة صحفية ضمت مجموعة من الصحفيين المصريين لبرلين، لكن أكثر هذه القصة مأسوية وربما ما تفسر حرص الألمان على الدفاع عن المبادئ الديمقراطية، هى قصة العمة "كاترينا"، التى تعرضت للاغتصاب على يد الجنود السوفيت بعد سقوط النازية، ولكنها ظلت تعتقد بأنها مستحقة لهذه الجريمة البشعة.

 

2b99b007-73b9-407b-b31d-2f3cc6a58046
مع السيد فاجنة داخل المكتبة
 
 

جدران الجنود السوفيت

فخلال تجولنا داخل البرلمان لفت انتباهنا حوائط تحمل أسماء وتواريخ تعود إلى عام 1945، هذه الجدران ترمز إلى انتصار الجيش الأحمر السوفيتى على النازية. ويروى فاجنة أن عام 1933 كان هتلر رئيس الحكومة الألمانية وبعد 4 أسابيع من توليه الحكم اندلع حريق ضخم فى هذا المبنى، داخل البرلمان، وادعى أنصاره وقتها أن شخص هولندى من قام بإشعال الحريق احتجاجا ضد النازية حيث استغلها النازيون وقتها للظهور بمظهر الضحية وتصوير المعارضين على أنهم مجرمون، لكن حتى الآن يعتقد كثير من الأوروبيين أن النازيين هم من قاموا بأنفسهم بإشعال الحريق.

 

4cbdd76d-1d0e-43d6-84d1-fec926bc03cb

جدار لتوقيعات الجنود السوفيت

 

ولأن إضرام النار كان علامة البداية للحقبة النازية- رغم عدم وجود أدلة ملموسمة على الحقيقة- لكن أصر الزعيم السوفيتى ستالين وقتها على أن النازيين هم من أضرموا النار وفى نهاية الحرب قال أن هتلر قام بهذا العمل هنا وسيفعل الجنود السوفيت نفس العلامة فى نفس المبنى وكعلامة على الانتصار حيث رفع الجنود السوفييت علمهم على قبة البرلمان، وبعد انتهاء الحرب قام الكثير من الجنود السوفييت بكتابة أسمائهم على بعض الجدران ستخدمين البقية المتفحمة، باعتباره تخليدا لانتصارهم.

 

54c876c4-0225-42a9-bb2b-c7a6217d4242     

جدار يحمل توقيعات الجنود السوفيت

 

لكن لماذا يخلد الألمان ذكرى هزيمة دولتهم؟

يقول السيد فاجنة، الذى ينتمى إلى أسرة برلينية عريقة، إن "كاترينا" عمة والده كان لديها 40 سنة عندما انتصر السوفيت وقد تعرضت وقتها للإغتصاب من قبل 6 جنود سوفييت. وعندما بلغ عمرها 80 عاما قصت عليه تلك الحادثة الوحشية بينما كانا يقفان أمام هذه الجدران.

غير أن العمة "كاترينا، التى كانت تنتمى للديمقراطيين الاشتراكيين، كانت ترى أنها مستحقة للاغتصاب، قائلة "بلى أنا المذنبة"، ويروى فاجنة: "قالت لى إن ألمانيا هى التى بدأت بالهجوم على السوفيت، فالجنود الألمان كانوا عنيفين تجاه النساء السوفيت وأجدادنا لم يتكلموا عن هذا الشئ كانوا يقولون فقط أن السوفيت هم الذين إغتصبوا الألمانيات.. لكن كان هناك أيضا الوجه الآخر".

ويضيف: "قالت لى أنا مذنبة لأننى لم أفعل أى شئ لإيقاف هتلر.. أنا لم أعارض، لم أحتج .. لذلك كان يتوجب عليا أن أدفع الثمن". ويضيف: "سألتها لماذا لم تعارضى هتلر.. صمتت ولم تتكلم وتكلمت همسا: كانت أمنيتى أن أعيش كان أكبر من شجاعتى أن أقاوم وأعترفت أنها قامت بخطأ ووافقت بالديكتاتورية". وختم مسئول العلاقات العامة فى البرلمان قصة عمته بقولها "أحترم الديمقراطية ودافع عنها قبل أن تأتى الديكتاتورية وإلا سيحدث لزوجتك ما حدث لى".

 

اللوحات الفنية

بالإضافة إلى هذه الجدران التاريخية، هناك الكثير من اللوحات الفنية التى تملء أروقة وغرف مبنى البوندستاج، كما يضم مكتبة ضخمة معلق بها لوحة كبيرة تخلد ذكرى المحرقة اليهودية. وقال فاجنة أن البرلمان الألمانى يخصص 2% من تكاليف إنشاء المبانى الحكومية للوحات الفنية وقد تم إعادة ترميم مبنى البرلمان، بعد إتحاد الألمانيتين الشرقية والغربية عام 1990، حيث تم إنفاق 2% من ميزانية اعمال الترميم التى بلغت 300 مليون يورو على اللوحات الفنية.

وشىء واجب فى ألمانيا أن يكون فى المبانى الحكومية لوحات فنية والتقليد الألمانى هذا حذت حذوه العديد من الدول الأوروبية الأخرى. ورئيس البرلمان هو المسئول عن إدارة هذه العملية عبر لجنة فنية مختصة، وخلال إعادة ترميم المبنى تم دعوة أفضل الرسامين فى ألمانيا لتقديم أعمالهم ورسم صور تحكى تاريخ البلاد.

 
 
30ee48e6-177f-4c4d-bfcb-4e974e743231
المقاعد المخصصة للصحفيين داخل البوندستاج
 
 
069f5558-9a17-47f1-9347-f81d53535892
لوحة عن محرقة اليهود داخل مكتبة البوندستاج
 
 
949a1785-a337-4c79-8c93-d4c0eedfd8c8   
   القبة الزجاجية للبوندستاج
 
 
5701d04a-85b0-4a3b-8487-698b835993e2
داخل القبة الزجاجية للبوندستاج
 
271042ad-98f6-400f-a240-70f93aa764f0
داخل القبة الزجاجية للبوندستاج
 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة