فى ذكرى ميلاده.. البابا شنودة يكتب الشعر.. معظم النصوص كتبها بين عامى 1946 و1961.. وأكد: تعلمت أوزان الخليل قبل الكتابة.. وهيئة الكتاب تجمع أشعاره بعد رحيله

الخميس، 03 أغسطس 2017 05:56 م
فى ذكرى ميلاده.. البابا شنودة يكتب الشعر.. معظم النصوص كتبها بين عامى 1946 و1961.. وأكد: تعلمت أوزان الخليل قبل الكتابة.. وهيئة الكتاب تجمع أشعاره بعد رحيله البابا شنودة الثالث
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تمر اليوم ذكرى ميلاد نظير جيد الشهير باسم شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية 117، والذى رحل عن عالمنا فى 3 مارس 2012. والبابا له وجوه عدة دينية وفلسفية ويظل وجه الشاعر من أبرز  الوجوه.
 
 
 
كل ما وصل إلينا من شعر البابا شنودة هو شعر دينى وروحى يخرج عن راهب زاهد فى الدنيا ومُتَعِها يهيم على وجهه فى الصحراء يلهج لسانه بالتسبيح والتراتيل وهو ما عبر عنه فى قصيدة "من تكون"، والتى نظمها فى مغارته سنة 1960:
كُلَّ ما هو لك صمت وسكون .. وهدوء يكشف الْسِّر المصون
اعتزلت الناس حَتَّى ما ترى .. غير وجه الله ذى القلب الحنون
 
 
 يقول الناقد رضا عطية عن تجربة البابا، "كان البابا شنودة الثالث مثقفًا حقيقيًا واسع الاطلاع وهو فى إبداعه الشعرى نظم معظمه فى الفترة ما بين العامين 1946م و1961 م، دارت قصائده فى إطار وجودى يتلفع بأرضية من الحكمة المتفلسفة، وعلى ما تتصف به قصائده من بعض التقريرية والمباشرة إلا أن ثمة عذوبة تبدو متدفقة عبر شعره الذى يحمل عديدًا من اللفتات الشعرية الملفتة.
 
 
 
 
ويضيف "عطية" أنه البارز فى شعر البابا شنودة أنه يتزين بحلى بديعية ثرية وغير متكلفة فى آنٍ، فيؤدى دوره فى إنتاج دلالات النص.
 
 
أما البابا شنودة نفسه فيقول: بدأت أقول الشعر وأنا فى السنة الثانية الثانوية، التى تعادل ثالثة إعدادى حاليا، وكان ذلك عام 1938، ولكنى ما كنت أسميه أبدا شعرا، حيث إننى لم أكن قد درست قواعد الشعر بعد، وكنت أعتبره نوعا من الشعر المنثور، إلا اننى فى السنة الثالثة الثانوية بدأ اشتياقى لأن أدرس قواعد الشعر، وفعلا وجدت كتابا اسمه (أهدى سبيل إلى علمى الخليل) فى دار الكتب، وكنت أذهب إلى دار الكتب يوميا من الصباح، وأقضى الصباح كله مع هذا الكتاب إلى الظهيرة، فأعود إلى البيت، وأرجع مرة أخرى بعد الظهر إلى دار الكتب كى أكمل دراستى فى هذا الكتاب، ومع أن البعض كانوا يقولون: إن قواعد الشعر صعبة، إلا إنى درستها تماما، وبسهولة من فرط اشتياقى، ودرست علمى العروض والقافية من كتاب (أهدى سبيل إلى علمى الخليل).. ودرست بحور الشعر وأوزانه وتفاعيله. وبدأت أكتب شعرا وأطمئن إلى أنه شعر موزون يتفق مع قواعد الشعر لا أخجل من أن أسميه شعرا، وكان الشعر الذى أقرضه سهلا وإن وجدت كلمة صعبة أحاول أن أتفاداها بكلمة سهلة لدرجة أن بعض التلاميذ الصغار كانوا يحفظونه ايضا وأختار الموسيقى اللطيفة التى تناسب الشعر، أقصد الوزن الذى يناسبه والألفاظ السهلة التى يمكن أن تستخدم، كنت أقول الشعر الرصين، وفى نفس الوقت أقول الزجل والشعر الفكاهى وألوانا من هذا النوع.
 
وتم جمع شعر البابا شنودة فى ديوان صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب فى حوالى 160 صفحة من القطع الصغير.
 
يضم الديوان أربعين قصيدة منها: نشيد وطنى، أبواب الجحيم، الأمومة، غريب، تائه فى غربة، همسة حب، يا إلهى، للكون إله، توحد، أمى، فى جنة عدن.. وغيرها.
 
والديوان  كتب مقدمته الدكتور محمد سالمان وقال فيها "على الرغم من مكانته الدينية وعلمه الغزير، الأمر الذى جعل كتبه تصل لنحو يقارب أكثر من المائة، فإن ذلك لن يثنيه عن الشعر.. فقد كان شاعرا فحلا.. تقرأ شعره فتشعر أنك فى عالم ملىء بالأسرار.. تجد فى شعره نفثة جبران خليل جبران، وتأمل إيليا أبو ماضى وصور عبد المسيح حداد وبساطة نسيب عريضة وعمق العقاد، وبراعة المازنى، وموسيقى إبراهيم ناجى ومحمود حسن إسماعيل.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة