إسرائيل تقود حرب التشكيك فى وثائق مصر الفرعونية.. أثريو تل أبيب: الدراسات الحديثة تخالف وثائق رمسيس الثالث.. وعلماء مصريات: يزوّرون التاريخ لأنه يصفهم بالرحالة.. ويطالبون بإنشاء مركز دراسات مصرى عالمى

الأربعاء، 26 يوليو 2017 12:26 ص
إسرائيل تقود حرب التشكيك فى وثائق مصر الفرعونية.. أثريو تل أبيب: الدراسات الحديثة تخالف وثائق رمسيس الثالث.. وعلماء مصريات: يزوّرون التاريخ لأنه يصفهم بالرحالة.. ويطالبون بإنشاء مركز دراسات مصرى عالمى وسيم السيسى وبسام الشماع
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يواصل الإسرائيليون حروبهم الثقافية ضد التاريخ المصرى، لذا هم مشغولون دائما بالبحث عمّا يؤكد كلامهم، أو التشكيك فيما هو ثابت ومتحقق.

ومؤخرا زعم عدد من الأثريين الإسرائيليين أنهم قاموا بدراسة حديثة على وثائق مصرية قديمة عمرها 3200 سنة فى دراسة أصل الفلسطينيين وغيرهم من شعوب البحر التى ظهرت فى بلاد الشام خلال العصر البرونزى المتأخر.

وتذهب الدراسة إلى أن الاكتشافات الحديثة تثبت أن أصل الفلسطينيين من السكان الأصليين فى الشرق الأوسط وليسوا قراصنة بحر إيجه، مثلما ترى الوثائق القديمة، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع haaretz.

وتابع الإسرائيليون الزعم بأن الفلسطينيين لعبوا دورًا أقل شراسة مما كان يعتقد سابقا فى الانهيار المفاجئ وغير المبرر للحضارات الكبرى، بما فى ذلك الإمبراطورية الحيثية ومصر، والتى وقعت فى القرن الثانى عشر قبل الميلاد.

وقال شيرلى بن دور إيفيان، أمين الآثار المصرية فى متحف إسرائيل، فى مقال نشر فى مجلة أكسفورد للآثار: "إنه لا ينبغى لنا أن نفكر فى فلسطين وشعوب البحر الأخرى، على أنهم كانوا قساة دمروا كل شىء فى طريقهم".

ويزعم الدارسون أنهم يقدمون تفسيرًا لسجلات مصرية قديمة، تعود إلى عهد الفرعون رمسيس الثالث، والتى شكلت الأساس لما نعرفه عن التاريخ المبكر لشعوب البحر، الذى كان الفلسطينيون مجرد مجموعة واحدة منه.

وتبين الدراسة الحديثة أن سيرة رمسيس الثالث كتبت تحت إشراف ابنه وخليفته رمسيس الرابع، ليخبرنا أن الفرعون هزم "بيليسيت"، وأن المصريين أخذوا الفلسطينيين وشعوب البحر الأخرى فى سنة 1190 قبل الميلاد أسرى.

وتشير الدراسة الحديثة إلى أن هناك مشكلة فى هذا التفسير، خاصة فيما يتعلق بأن الأعداء المهزومين جلبوا أسرى إلى مصر، واستقروا فى معاقل هناك، ويرون أن الأجيال السابقة من العلماء كانت حريصة على تفسير النصوص المصرية لتناسب السرد الكتابى، ونحن نعرف من الكتاب المقدس أن الفلسطينيين يعيشون فى خمس مدن رئيسية غزة وإكرون غات، عسقلان وأشدود، ونحن نعلم أن غزة كانت حصنا مصريا، لذلك استقر رمسيس فى غزة، وتذهب الدراسة إلى أنه تم توطين السجناء فى قلب الإمبراطورية وليس فى المناطق المتطرقة.

من جانبه قال الدكتور وسيم السيسى، عالم المصريات، إنه من المعروف أن الدراسات الإسرائيلية الحديثة دائما تحاول تقديم ما يثبت صحة أحقيتهم فى الأراضى المحتلة.

وأوضح وسيم السيسى أننا نقوم بالرد عليهم من داخل كتبهم الدينية، والتى تقول إن النبى يعقوب أوصى أبناءه بعدم الزواج من الكنعنيات وهن الفلسطينيات الأصليات.

وأشار وسيم السيسى إلى أن سيجموند فرويد، عالم النفس الشهير، قال منذ من 150 عاما، فى كتابه موسى والتوحيد: "إن إله اليهود فى العهد القديم دموى وعنصرى وضيق الأفق، وأعطى أتباعه سيفا لإخراج الناس من أرضهم الأصلية".

وأضاف وسيم السيسى، أن الرد على هذه الدراسات يكون بكتابة مقالات تثبت عكس ما يقولنه بالدراسات والوثائق والكتب الدينية، ومحاولة نشرها فى الخارج.

بينما قال عالم المصريات بسام الشماع، إنه من الخطأ التاريخى أن نسمى أقواما بتسميات حديثة، وإنه لا بد من مراعاة الألفاظ التاريخية، لأن أى حدث تاريخى وقع قديما ليس بالضرورة يتطابق مع ما يحدث الآن. 

وأشار بسام الشماع إلى أن خطورة الدراسات الحديثة التى تنشرها إسرائيل، هى أنها تعتمد على جهل القراء بمعرفة الأحداث والفترات التاريخية.

ولفت بسام الشماع إلى أن الإسرائيليين دائما ما يبحثون عن أى شيء تاريخى يثبت أحقيتهم فى الأراضى المحتلة، وتساعدهم فى ذلك أكبر متاحف العالم، وذلك بعدما قامت إسرائيل بإنشاء متحف فى القدس وليس تل أبيب، وهذا المتحف بداخله صالة متحفية أخرى مؤقتة تسمى "الفرعون فى كنعان"، هذا المتحف يقوم بعرض تماثيل لملوك وآثار اكتشفت فى شمال فلسطين، إضافة إلى أنهم استعاروا آثار مصرية من أكبر متاحف العالم، مضيفا أن هذا العرض المتحفى كان يهدف لإبراز علاقة المصريين القدماء بالإسرائيليين القدماء.

وتابع بسام الشماع أنه من الضروى أن يتواجد قسم كامل مكون من أستاذة ومثقفين وعلماء وزارة الآثار، فى وزارات الآثار والثقافة والتربية والتعليم، ليرد على هذه الأبحاث الأجنبية باستخدام الوثائق التاريخية المصرية، بشرط أن تنشر أيضا فى المواقع الأجنبية.

ومن جانبه قال الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار بجامعة القاهرة، إن العلاقات بين مصر وكنعان مذكورة فى أكثر من وثيقة تاريخية مصرية، وجاء ذلك بعدما قام الباحثون الإسرائيليون بنشر دراسة حديثة يشككون فى أصل فلسطين عن طريق الآثار والوثائق المصرية.

وأوضح أحمد بدران، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن إسرائيل معروفة فى التاريخ الفرعون بأنهم أقوام رحالة، حيث إنهم كانوا يتنقلون من مكان إلى مكان ولهذا لم يستقروا فى منطقة واحدة.

وأشار أحمد بدران إلى أن الأثر المصرى الوحيد الذى ذكر كلمة إسرائيل، كان فى عهد مرنبتاح الثالث ابن رمسيس والتى تبين إنهم قوم رحالة.

وأكد أحمد بدران أن الدراسات الإسرائيلية الحديثة دائما تبحث فى نزع أى شرعية عن فلسطين، مضيفا أن رمسيس الثالث كان حرسه الخاص من الفلسطينيين، وكان لهم زيهم الخاص وهو خوذة تعلوها ريشة، كما أن رمسيس الثالث استعان بهم ليشاركون الجنود المصريين فى المعارك الحربية.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة