بالصور .."اليوم السابع" فى منازل قرية شهداء الحادث الأرهابى بالمنيا.. قرية دير الجرنوس تودع 7 من عمال الأجراس.. الطفل الناجى من الحادث: "أبويا اتقتل ادام عينى".. وأحد الشهداء ترك طفلا عمره 15 يوما

السبت، 27 مايو 2017 11:00 م
بالصور .."اليوم السابع" فى منازل قرية شهداء الحادث الأرهابى بالمنيا.. قرية دير الجرنوس تودع 7 من عمال الأجراس.. الطفل الناجى من الحادث: "أبويا اتقتل ادام عينى".. وأحد الشهداء ترك طفلا عمره 15 يوما "اليوم السابع" فى منازل قرية شهداء الحادث الأرهابى بالمنيا
المنيا – حسن عبد الغفار

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

سيطرت حالة من الحزن على أهالى قرية دير الجرنوس التابعة لمركز مغاغة بمحافظة المنيا والتى ودعت 7 من أبنائها العمال بعد الحادث الإرهابى الذى وقع أمس الجمعة والذى امتدت يده لتقتل 28 من الأبرياء بينهم أطفال صغار، على الطريق الصحراوى الغربى أثناء توجههم إلى دير الأنبا صموئيل.

اليوم السابع انتقلت إلى القرية لرصد أوجاع وآلام أهالى القرية، والتى كان فى استقبالنا ماركو الطفل الصغير الذى لم يتجاوز عمره 15 عاما والذى يعد الناجى الوحيد بين عمال الأجراس يعجز لسانه عن الكلام بعد رؤيته والده يسقط على رمال الصحراء غارقا فى دمائه.

ماركو عايد الطفل الناجى من الحادث والذى رفضت أهليته الوقوف أمام الكاميرا لتصويره يقول وهو يتلعثم وينهمر فى البكاء "قتل والدى أمام عينى"، مضيفا أن والده خرج كعادته الى الدير وكنا نسير خلف أتوبيس كان يقل عدد من الأشخاص أيضا متهجين الى الدير وفجأة خرجت مجموعة ملثمة قطعت الطريق على الأتوبيس، مما دفعهم للتوقف وتوقفت سيارتنا خلفهم، وسمعنا إطلاق الأعيرة النارية، وهرع أبى من السيارة ومعه العمال فإذا بما يقرب من 12 شخصا ملثما و3 سيارات 2 كابينة متوقفة يقولون لنا "قولوا الشهادة ولن نقتلكم".

واستطرد ماركو قائلا: "أطلقوا النار علينا وأخذنى أبى بين يديه، وأنا أغمضت عينى حتى رأيتهم يرحلون، ثم أسرعت إلى بعض الزراعات وقمت بالاختباء بها، حتى رحلوا ثم عدت إلى المكان وجدت أبى سقط على الأرض غارقا فى دمائه ولا أحد يتحدث بكلمة واحدة، مما دفعنى للهرب إلى أن وجدت أشخاص قلت لهم ما حدث وبعدها سقطت مغشيا على".

فكل يوم يستقل العمال السبعة سيارة ربع نقل ويتوجهون الى دير الأنبا صموئيل فى رحلة البحث الدائمة عن لقمة العيش بصحبة رئيس العمال ليصنعون قواعد الأجراس الخاصة بالدير، ولم يكن العمال يعلمون أن قصة كفاحهم مع لقمة العيش سوف تنتهى على رمال الصحراء بالقرب من الدير.

اصطحب رئيس العمال عايد حبيب نجله معه لزيارة الدير وكأنه يعلم أن حضنه له لإنقاذه من رصاص الإرهاب هو آخر أحضانه لنجله وبعدها سيغادر الدنيا بلا رجعه بصحبة رفاق الكفاح وهم لمعى إسحاق تواضروس 44 سنة وإسحاق شلبى 45 سنة وعايد ورد 33 سنه وعيد إسحاق منقريوس 46 سنة وناصف ممدوح عياد 42 سنة وصموئيل عاطف 32 سنة.

وقال إسحاق عزيز أحد أقارب الشهيد عايد حبيب، إن جميع الشهداء كانوا فى طريقهم إلى دير الأنبا صموئيل الذى يقع على الطريق الصحراوى الغربى، واستطاع عايد أن يحصل على عمل هناك وهو تثبيت القواعد الخاصة بالأجراس للدير ، مضيفا أن عايد كان يصطحب معه العمال ويمكث بالدير أسبوعيا 4 أيام ثم يعود إلى المنزل، وفى هذا اليوم المشئوم خرج عايد الساعة السادسة والنصف مستقلا سيارة ربع نقل متوجها إلى الدير وبصحبته نجله ماركو خرج عليهم مجموعه مسلحة وأطلقت عليهم النار ومنهم من أصابه 25 طلقة نارية، لافتا أن الجميع عمال بسطاء يأكلون يوما بيوم.

فيما قال جرجس فرج أحد أقارب عايد ، إن الشهيد رحل وترك خلفه 3 أطفال صغار تركهم فى حالة اقتصادية صعبة، مضيفا أن عايد له شقيقين آخرين يعيشون معا فى منزل واحد لا تتجاوز مساحته 70 مترا مبنيا بالطوب اللبن كل واحد يعيش بزوجته وأبنائه فى حجرتين، لافتا إلى أن حالة عايد صعبه جدا إذا لم يكن يذهب للعمل يوما لا يجد قوت هذا اليوم.

وأضاف فرج أنه عند سماعه بالحادث أسرع للمكان  ففوجئ بالمناظر الصعبة والدماء التى سالت على الرمال لترويها، ووجد أيضا سيارة محترقة، وعندما سألت أحد المصابين أخبرنى أن المجموعة الأرهابية عندما انتهت من قتل الجميع، وإطلاق النار عليهم فوجئوا بتعطل أحد السيارات فأشعلوا فيها النيران حتى لا تظهر معالمها.

فيما أضاف ميلاد عزيز حبيب أحد اقارب الشهيد ناصف ممدوح ، أن الشهيد ناصف ترك خلفه 3 أطفال صغار، ونجله الصغير الذى وضعته زوجته منذ أقل من 15 يوما فقط، ورغم سعادته بالمولد كان يقول لنا أنه سوف يعلمه ولا يجعله يشقى كما شقى هو، لكنه لم تسعفه الأيام للفرحة به وتركه فى حضن أمه ترعاه.

وأضاف أن ناصف رجل فقير جدا وحالته المادية صعبه للغاية كنا دائما يسعى خلف لقمة العيش فى أى مكان ولم يكن يشكى من التعب ويقول: "مادمت عندى قدرة على العمل سوف أعمل"، لافتا أنه كان سعيدا جدا بالعمل فى الدير ويشعر أنه يقدم شىء جميل فى خدمة الرب والدير، كان يتمنى أن لا يتعب أبنائه كما تعب هو.

أما فايقة عزيز إحدى جيران الشهداء، أن جميع من استشهدوا كانوا فقراء لا يجدون قوت يومهم وكان الأصعب حالا فيهم هو عايد ورد فهو من الفقراء الذين يقضون أغلب أوقاتهم بلا طعام ولكن كانت سمعتهم طيبة.

وفى نفس السياق شيع أهالى قرية الشيخ زياد التابعة لمركز مغاغة 3 من شهداء الحادث الإرهابى بينهم شقيقين هما كرولس محروس وشقيقه العاملان واللذان استشهدا على يد الجماعات الإرهابية فى حادث دير الأنبا صموئيل، وشيعت جثامينهم من مطرانية مغاغة وسط حشود كبيرة من الأهالى الذين يطالبون بالقصاص العاجل لدماء الشهداء.


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 


 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة