"بابا الحوار" على أرض المحبة.. زيارة فرنسيس الثانى لمصر أواخر إبريل تعكس العلاقات التاريخية.. استئناف الحوار مع الأزهر بعد قطيعة 7 سنوات.. ولقاءاته تشمل الرئيس السيسي والبابا تواضروس والإمام الأكبر

الإثنين، 20 مارس 2017 06:00 ص
"بابا الحوار" على أرض المحبة.. زيارة فرنسيس الثانى لمصر أواخر إبريل تعكس العلاقات التاريخية.. استئناف الحوار مع الأزهر بعد قطيعة 7 سنوات.. ولقاءاته تشمل الرئيس السيسي والبابا تواضروس والإمام الأكبر "بابا الحوار" على أرض المحبة
كتبت: سارة علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يزور البابا فرنسيس بابا الفاتيكان مصر للمرة الأولى فى الأسبوع الأخير من شهر أبريل المقبل، مثلما أعلنت رئاسة الجمهورية، وهى زيارة وإن كانت تعكس نموًا فى العلاقة التى تجمع بين بلد الأزهر ودولة الكاثوليك إلا إنها فى الوقت نفسه تتخذ أبعادًا عديدة أهمها أنها تأتى بعد زيارة الرئيس السيسى للفاتيكان عام 2014، وكذلك زيارة شيخ الأزهر للقصر الرسولى العام الماضى، مع استئناف الحوار الدينى بين الأزهر والفاتيكان الشهر الماضى بعد قطيعة دامت 7 سنوات.

 

أول زيارة للبابا فرنسيس لمصر

وفقا للجدول المبدئى للزيارة التى تستغرق يومين، يلتقى بابا الفاتيكان الرئيس عبد الفتاح، وشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، وكذلك البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ولا ينسى أن يزور رعيته فى الكنيسة الكاثوليكية فى مصر وهى الكنيسة التى تتولى تنسيق الزيارة مع الجهات المعنية.

 

مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر كلف الأنبا عمّانوئيل عيّاد، مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك، برئاسة لجنة تنظيم زيارة البابا على أن يتولى التنسيق مع الجهات المعنية ويصبح متحدثا رسميًا للكنيسة الكاثوليكية، فيما يخص الزيارة.

 

البابا فرنسيس الثانى يلقبه المراقبون ببابا الحوار والرحمة

البابا فرنسيس الثانى، بابا الفاتيكان الحالى، يلقبه مراقبون ببابا الحوار والرحمة، حتى إنه أطلق العام الماضى 2016 عامًا للرحمة بين جميع البشر بعد الحروب التى اجتاحت العالم، وسارت مسيرة الحوار فى عهده بوتيرة عالية ومقبولة لدى جميع الأطراف، حتى من قبل غير المؤمنين، فهو يركز على أنّ الحوار هو التقاء اتباع الديانات لخدمة الفقراء، ولإشاعة السلام والعدالة، والإنسانية فى وقت عمت فيه الحروب وصوت القتل والدمار.

 

الزيارة الثانية لباباوات الفاتيكان لمصر

تعتبر زيارة البابا فرنسيس لمصر، هى الزيارة الثانية  لباباوات الفاتيكان لمصر، عقب زيارة البابا الراحل "يوحنا بولس" الثانى فى 24 فبراير عام 2000، حيث كانت أول زيارة لبابا روما لمصر منذ دخول الإسلام فيها مما أكسبها بعدا تاريخيا فضلا عن الترحيب والتقدير الذي لاقته الزيارة من مختلف أوساط المجتمع المصري، والتقى خلالها البابا الراحل بالرئيس الأسبق حسنى مبارك، حيث تبادل الجانبان وجهات بشأن مسيرة السلام فى الشرق الأوسط فضلا عن ملف العلاقات الثنائية بين مصر والفاتيكان.

 

وتضمنت زيارة البابا الراحل لقاءين هامين مع كل من فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوى، وقداسة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

 

زيارة البابا يوحنا بولس الثانى تبعها زيارة للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك للفاتيكان فى الـ13 من مارس عام 2006، حيث التقى البابا بنيدكت السادس عشر الذى خلف البابا يوحنا على الكرسى الرسولى.

 

الأزهر والفاتيكان.. تقارب وقطيعة

كذلك فإن الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر كان قد بادر بزيارة الفاتيكان فى مايو الماضى فى أول زيارة لشيخ الأزهر للقصر الرسولى، وهى الزيارة التى أذابت جليد قطيعة دامت سبع سنوات انقطع خلالها الحوار الدينى بين الأزهر والفاتيكان أثر تصريحات مسيئة للإسلام قالها بابا السابق بنديكتوس السادس عشر فى جامعة رايتسبون، خلال محاضرة استشهد فيها بكلام فيلسوف ربط بين الإسلام والعنف بعد تفجير كنيسة القديسين نهاية عام 2010، وكذلك كنيسة سيدة النجاة بالعراق، الأمر الذى تسبب فى أزمة دبلوماسية وسياسية كبيرة.

 

ثم عادت أواصر الحوار بين المؤسستين، وأرسل الفاتيكان وفدًا رفيع المستوى للأزهر الشهر الماضى استأنف مسيرة الحوار واتخذ قضية «دور الأزهر الشريف والفاتيكان فى مجابهة ظاهرة التعصب والتطرف والعنف باسم الدين»، لتكون موضوعًا للحوار الأول بعد القطيعة، وهو الوفد الذى هيأ الأجواء لاستقبال البابا فرنسيس فى مصر الشهر المقبل.

 

مصر والفاتيكان علاقات ممتدة منذ 1947

تحتفظ مصر والفاتيكان بعلاقات ودية ومستقرة منذ بدء تبادل العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين فى 23 مايو 1947.

 

ويوجد اتفاق عام فى سياسة الدولتين تجاه قضايا أساسية، وعلى رأسها عملية السلام فى الشرق الأوسط والتوصل إلى حل نهائى بشأن وضعية القدس، وإخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وتعزيز الحوار بين الأديان (الإسلامى – المسيحى)، والحفاظ على الترابط الأسرى، وتحريم الإجهاض والمحافظة على البيئة، ومكافحة الإرهاب.

 

كما يخصص الفاتيكان عدداً من المنح الدراسية للطلاب الذين توفدهم الكنيسة الكاثوليكية بمصر بغرض دراسة العلوم الدينية والفلسفية والقانون الكنسى بجامعات ومعاهد الفاتيكان المتخصصة.

 

ويثمن الفاتيكان الدور الذى تلعبه مصر فى مجال الحوار الإسلامى – المسيحى، كما يعتبرها ركيزة أساسية على هذا الصعيد بالنظر إلى مكانتها التاريخية فى العالم الإسلامى من جانب، ولاحتضانها الأزهر الشريف على أراضيها من جانب آخر.

 

 رئيس لجنة زيارة البابا فرنسيس: يوجد ألفة وتقارب فى العلاقات بين البلدين

من جانبه، اعتبر الأنبا عمانوئيل مطران الأقصر للكاثوليك ورئيس لجنة تنسيق زيارة البابا فرنسيس لمصر، أن الزيارة انعكاس للعلاقات التاريخية التى تجمع بلد الأزهر ودولة الفاتيكان، مؤكدًا على أن البابا فرنسيس فى تواصل مستمر مع مصر كدولة وكنيسة ولديه اهتمام خاص وحب وتقدير لدور مصر فى المنطقة.

 

وقال الأنبا عمانوئيل لـ"اليوم السابع"، إن العلاقات بين مصر والفاتيكان تشهد فترة انتعاشة حقيقية بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى وشيخ الأزهر، وكذلك استئناف الحوار الدينى بين الأزهر والفاتيكان الأمر الذى خلق ترابط وتواصل وتقارب فى وجهات النظر وألفة فى العلاقات الثنائية.

 

وعن البابا فرنسيس، قال الأنبا عمانوئيل إنه أحد القيادات الدينية التى تؤمن بالبحث عن الفضائل المشتركة بين الأديان حتى لا يقع المؤمنون فى فتن ومنعطفات خطيرة تحاول الجهات كثيرة جر العالم إليها، مؤكدًا على أن البابا فرنسيس يطبق جوهر الإيمان المسيحى الذى يقوم على الترابط والحوار والمحبة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة