صل على النبى، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الشَّرِيفُ، تَرَكُوهُ، وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمُ الضَّعِيفُ، أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ»، هى دى مصر حاليا، حرامية كبار تفتح لهم كل الأبواب ويضرب لهم فى اليوم مئات تعظيم السلامات، وفقراء يستحقون الرثاء مرميين فى السجون.
قوات أمن الجيزة قبضت على «أب» عشان سرق واحدة شيكولاتة من سوبر ماركت من غير ما ياخد باله إن الكاميرات بتصوره، عمال المحل بلغوا الشرطة، والشرطة اللى ما بتجيش جت، وقبضت عليه، ومن القسم للنيابة ومن النيابة للمحكمة، والأب لقى نفسه دخل فى قضية كبيرة عشان كان نفسه يدخل على ابنه بشيكولاتاية يفرحه بيها، وفى لحظة هبل وعدم وعى مد إيده عشان يجيبهاله.
وطبعا فى المحضر اتكتب إنه «سرق السوبر ماركت كله» دون أن يرى أنه محاط بكاميرات مراقبة، ليتم القبض عليه بتهمة سرقه المحل بأكمله دون شفقه أو رحمة من أصحاب المحل، حيث قام العاملون بإبلاغ قسم الشرطة الذى القى فى الحال على الأب، وتم تحرير محضر بالواقعة ليتم عرضه على النيابة، بعدها تحولت القضية إلى محكمة جنح الجيزة، لتبدأ معاناة الأب الذى وجد نفسه متهما بقضية كبيرة دون إداركه بذلك.
الأب اسمه حسام، وحسام ولا نهب أموال الشعب، ولا تاجر فى الآثار، ولا خد رشوة 100 مليون جنيه، حسام لا تاجر فى قوت الشعب، ولا خان مصر لصالح إسرائيل، ولا ولا ولا ولا، حسام راجل فقير، كل ذنبه إن قلبه اتقطع لما لقى ولاد قرايبه بياكلوا شيكولاتة وابنه واقف قدامهم زى المحروم، وبيقول: «ابنى كان شايف قرابيه بياكلوها ونفسه فيها، وأنا مقدرتش أقوله مفيش، فعملت كده عشان يدوقها».
قضية ومحضر وشرطة ونيابة ومحكمة على شيكولاتاية بخمسة ولا عشرة جنيه، والحرامية الكبار قاعدين فى قصورهم، هى دى مصر.
