الفيروسات تهدد الدواجن.. مُربى: النافق يصل إلى 100%.. وأخصائى: اللقاحات مستوردة ولا تناسب العترات المحلية.. "البيطريين": الأمصال المحلية لا تكفى 5%.. "الشعبة" تعلن زيادة الأسعار لارتفاع الأدوية 300%

الجمعة، 03 فبراير 2017 06:00 ص
الفيروسات تهدد الدواجن.. مُربى: النافق يصل إلى 100%.. وأخصائى: اللقاحات مستوردة ولا تناسب العترات المحلية.. "البيطريين": الأمصال المحلية لا تكفى 5%.. "الشعبة" تعلن زيادة الأسعار لارتفاع الأدوية 300% الفيروسات تهدد صناعة الدواجن
كتبت آية دعبس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أزمة تكرر كل عام، فمع انخفاض درجات الحرارة فى فصل الشتاء، تظهر أزمة فى نقص الأمصال واللقاحات البيطرية، الذى بدوره يؤدى إلى زيادة حجم النافق فى المزارع على مستوى الجمهورية، فكما أكد عددا من الخبراء العاملين بالقطاع البيطرى، أن حجم الانتاج الداخلى لا يكفى 5% من احتياجتنا لمواجه حجم الإصابة بالفيروسات، ويتم الاعتماد بشكل أساسى على اللقاحات المستوردة، وبرغم أنها أزمة ليست جديدة إلا أن وزارة الزراعة وهيئة الخدمات البيطرية لم يجدا حلا يقضى على تلك الأزمة نهائيا.

 

وكشف تقرير رسمى صادر عن هيئة الخدمات البيطرية، وجود 19 بؤرة إصابة بأنفلونزا الطيور، من سلالةH5N1، من بينها 3 بؤر فى التربية المنزلية، و3 حالات فى الأسواق بـ4 محافظات "الشرقية والإسماعيلية والجيزة والبحيرة"، مشدداً على أهمية تطبيق قواعد الأمان الحيوى فى التربية الريفية لحماية قطاع الدواجن.

 

مربى يغلق 13 مزرعة للدواجن بعد نفوق 100% بسبب فيروس "الأى بى"

 

قال ماجد عثمان أحد مربى الدواجن، إنه نتيجة لانتشار مرض "الأى بى" دون أى تأثير من اللقاحات على الدواجن، مما دفعه لوقف 13 مزرعة من إجمالى 16 كان يملكها، نتيجة نفوق 100% من الدواجن بها، وأصبح يعمل بـ3 مزارع فقط، لافتا إلى أن نصف الدواجن التى يربيها نفقت، وتسببت له فى خسائر كبيرة، حتى أنه فى حال بيعه لكيلو الدجاج بـ30 جنيه لن يعوض الأموال المصروفة على تربية الكمية كاملة، مشيرا إلى أن كيلو العلف وصل إلى 7 جنيهات، وأن كل دجاجة تحتاج إلى 3 جنيهات للدواء، و3 جنيهات آخرين غاز وعماله وجنيه مصروفات ناهيك عن تكلفة الأعلاف.

 

وأشار ماجد، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إلى أن تكلفة العنبر الواحد قد تصل إلى نصف مليون جنيه، وفى النهاية لا يحقق مكاسب مما أدى إلى توقف الكثير من العاملين، لافتا إلى أن ذلك أدى بدوره إلى ارتفاع أسعار البيض، حيث بلغ سعر طبق البيض31 جنيها على المربى ويتم بيعه بـ 32 جنيها للمستهلكين، والفراخ ارتفعت أسعارها من 16 جنيها ووصلت إلى 23 جنيها، مطالبا بتخفيض أسعار العلف كمساهمة من الدولة فى تخفيض أسعار الدواجن، مستنكرا عدم اعتراف وزارة الزراعة بوجود أزمة والتعامل مع الوضع بتهاون، فى ظل تصاعد الأزمة.

 

أخصائى دواجن: ارتفاع مدخلات صناعة الدواجن بنسبة 300%

وبدوره أوضح الدكتور محمد إمام أخصائى دواجن، أن ارتفاع أسعار الدواجن يرجع إلى أنه مع تعويم سعر الجنيه تمت زيادة أسعار مدخلات الصناعة بنسبة من 200 إلى 300%، والتحصينات والأدوية من 200 إلى 300%، مشيرا إلى أن سعر العلف العام الماضى كان 4 آلاف و500 جنيه للطن، والعام الحالى وصل إلى 6800 جنيه، وهناك زيادة منتظرة خلال الفترة المقبلة تتخطى بها الأسعار الـ8 آلاف جنيه.

 

وأضاف الإمام، أن الأدوية بها مشكلتين أساسيتين هما:"أنها دون تسعيرة موحدة من الدولة، مما يجعل الشركات تغير أسعارها كل شهرين طبقا لأهوائها، بجانب انتشار أدوية مغشوشة وغير فعالة نتيجة عدم وجود رقابة"، لافتا إلى أن الأمراض الفيروسية الموجودة " الأى بى، نيوكاسيل، إنفلونزا الطيور"، قد تؤدى إلى نفوق نسبة 100% فى بعض المزارع ، لافتا إلى أن نسبة الإصابة حاليا على مستوى المزارع تكاد تصل إلى 100%، فى الوقت الذى تتواجد فيه تحصينات ليس لها أى جدوى، بسبب استيراد 90% من اللقاحات من الخارج، نتيجة اختلاف العترات المحلية عن تلك التى تم تصنيع اللقاح لها".

 

ولفت أخصائى دواجن، إلى أنه لإعادة صناعة الدواجن إلى وضع جيد، لابد من دعم الصناعة وإلغاء الدعم عن الجمارك عن الأعلاف والأدوية والتحصينات وبالتالى تقليل التكلفة، بجانب تشكيل لجنة لتحديد سعر البورصة للتكلفة الفعلية للفرخة، وهامش ربح المربين، وإنشاء مصنع لقاحات محلى تحت سيادة الدولة، وتسعير للأدوية وعمل رقابة عليها، لافتا إلى إمكانية سيطرة الدولة على إنفلونزا الطيور فى حال صدور قرارات بتحصين أى كتكوت قبل خروجه من معمل التفريخ بشكل إجبارى.

 

عضو بـ"البيطريين": استيراد اللقاحات المتغايرة يخفض من أسعار الدواجن

فى سياق متصل، قال الدكتور زكريا الشناوى، عضو مجلس نقابة الأطباء البيطريين، إن كل خامات الدواجن مستوردة، وهذا سبب أساسى يجعل الدولار متحكم فى ارتفاع أو انخفاض أسعار الدواجن، بالإضافة إلى أن نسبة النافق يصل إلى 50% فى بعض المزارع، وبالتالى قلة المعروض يجعل من زيادة السعر أمر طبيعى.

 

وأوضح الشناوى، أن ارتفاع معدلات النفوق فى المزارع يأتى نتيجة لانتشار مرض "الأى بى" أو "التهاب الشعبى الفيروسى"، والذى تحور كثيرا عن وقت دخوله إلى مصر، وأصبحت اللقاحات الموجودة حاليا لا تناسب العترة المنتشرة، لافتا إلى أن اتحاد منتجى الدواجن تقدموا بطلب لاستيراد التحصينات المتغايرة، مؤكدا أنه فى حال الوصول إلى حل للأمر سترجع الأسعار إلى وضعها الطبيعى إلى 17 و18 جنيها بالمزرعة و20 جنيها للمستهلك.

 

وأكد عضو مجلس نقابة البيطريين، إنه فى حال مصر قدرة "فاكسيرا"، وشركة أخرى خاصة، الموجودين فى مصر والعاملين فى تصنيع اللقاحات، العمل بكامل طاقتهم لن يغطوا 5% من احتياجات المربيين بالمزارع، خاصة أن حجم الانتاج اليومى يصل إلى 4 ملايين دجاجه وجميعهم يحتاجون إلى تحصين، الأمر الذى يستدعى وضع الدولة لخطة لإنشاء عدد من المصانع لإنتاج اللقاحات.

 

شعبة الدواجن: زيادة أسعار الدواجن يرجع إلى ارتفاع الأدوية بنسبة 300%

من ناحيته، قال عبد العزيز السيد رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة، إن تغيير أسعار الصرف هى أول الأسباب التى أدت إلى ارتفاع كافة مستلزمات الانتاج بصفة عامة، مشيرا إلى أن الذرة كان يتم استيرادها بسعر 9 جنيهات، وصلت إلى 20 جنيها، وارتفاع أسعار الأدوية بنسبة 300%، بحيث ارتفع سعر أدوية التحصينات من 160 جنيها إلى 600 جنيه، كما ارتفع سعر أدوية السموم الفطرية من 180 جنيها إلى 500 جنيها، وارتفعت سعر الفيتامينات من 100 جنيه إلى 300 جنيه.

 

وطالب عبد العزيز، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، بسرعة التدخل من قبل الحكومة لحل أزمة ارتفاع أسعار الأدوية الذى أصبح فوق طاقة المربين، والعمل وبأقصى سرعة فى زراعة الذرة الصفراء، ومنع تداول الدواجن الحية وتقليل الأمراض الوبائية، بالإضافة إلى العمل على إصدار قرار أو إعداد قانون للتحكم فى الحلقات الوسيطة المعنية بنقل الدواجن لتحديد هامش الربح، خاصة أن سعر الدجاجة قد يكون بالمزرعة 22 جنيها فى المزرعة، ومن المفترض أن تصل بـ25 جنيها للمستهلك، لكنها تصل له بأسعار تتعدى ذلك بكثير.

 

اتحاد منتجى الدواجن: استيراد اللقاحات المناسبة للفيروس تستغرق من 3 إلى 6 أشهر

من جانبها، قالت الدكتورة منى محرز مدير عام اتحاد منتجى الدواجن، ومدير معهد بحوث الحيوان السابق، أن تصاعد أزمة فيروس "الأى بى"، يرجع إلى وجود عترات جديدة متحورة، وتحتاج لتحصين بنوع من اللقاحات المختلفة عن التقليدية، حتى أصبحت المزارع تواجه عددا من الفيروسات مثل "نيو كاسيل، الأى كولاى، المايكوبلازما"، مما أدى إلى وجود أزمة أكبر من قدرة المربين على التصرف معها، بالتزامن مع غياب اللقاح الذى كان من المفترض تواجده قبل دخول الشتاء بشهرين.

 

وأضافت:"إن اللقاحات التى تقدم الاتحاد بطلب لاستيرادها كان مصرح باستعمالها سابقا ثم قررت الهيئة العامة للخدمات البيطرية عدم استعمالها، ووقف استيرادها، مضيفة:" ثم وجدنا أن هناك ضرورة لإرجاعها خاصة أن كافة المعطيات تؤكد أن الوضع يحتاج لعودة استيرادها، وبالفعل بعد اجتماع مع الهيئة حصلنا على الموافقة، إلا أن المشكلة تكمن فى أن اللقاحات لا يمكن أن تأتى بعد الطلب مباشرة، حيث يتم تصنيعها طبقا للطلب وإرسالها، فكل عترة تختلف عن الأخرى، وبالتالى تستغرق تلك العملية مدة من 3 إلى 6 أشهر".

 

واستطردت،:" على الهيئة أن تسرع من إجراءاتها لسرعة استيراد التطعيم ضد مرض من أمراض الشتاء "الأى بى"، وأن معمل العباسية يسرع من عملية المعايرة، وإخراج النتائج سريعا خاصة أن إجراءاته تستغرق من شهر إلى شهرين، للحاق بموسم الشتاء الحالى ، ونرجو أن تصدر الهيئة قرار ثورى مراعاة للظروف الحالية، بأنه فور وصول اللقاحات يتم توريدها للأسواق، وبالتالى لا تستغرق سوى شهر".

 

وقالت:"الأى بى وحده فيروس ليس له تأثير كبير، لكن نظرا لوجود عدة فيروسات أخرى كإنفلونزا الطيور والنيو كاسل، جميعها تؤدى إلى تقليل مناعة الطائر والنفوق سريعا لعدم قدرته على المقاومة"، مشيرة إلى  توقف نسبة النفوق فى كل مزرعة طبقا لتعاملها مع الطيور وحسب تطبيقها لنظم الأمان الحيوى، موضحة أن متوسط نسبة النافق عادة من 30 إلى 40% على مستوى كافة المزارع.

 

 

"الزراعة" تشكل 3 لجان لدراسة المشكلات التى تواجه صناعة الدواجن

فيما قرر الدكتور عصام فايد، وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، تشكيل 3 لجان لدراسة المشكلات التى تواجه صناعة الدواجن فى مصر، وهي: لجنة الإجراءات العاجلة لتوفير المنتج وضبط أسعار الدواجن، ولجنة دراسة المشكلات التى تواجه صناعة الدواجن وتقديم مقترحات حلها، ولجنة وضع الخطة المتكاملة لتطوير والنهوض بصناعة الدواجن فى مصر والتغلب على المشكلات التى تواجهها.

 

وأشارت وزارة الزراعة، على أن  ذلك يأتي ضمن تكليفات وتوجهات الحكومة فى النهوض بصناعة الدواجن فى مصر وتطويرها وتنميتها، وتنفيذا لقرار رئيس مجلس الوزراء المهندس شريف إسماعيل والذى حمل رقم 3140 لسنة 2016، بتشكيل لجنة لدعم صناعة الدواجن والتغلب على المشكلات التى تواجهها، وهى اللجنة التى يتولى رئاستها الدكتور عصام فايد وزير الزراعة واستصلاح الأراضى.

 
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة