بعد قتل أب لابنته "الرضيعة" لكثرة صراخها..

"كلنا بننضرب واتربينا على الضرب".. جملة اغتالت البراءة.. اليونيسيف يدق ناقوس الخطر: 65% من أطفال مصر يتعرضون للضرب.. خبراء: لدينا أفضل قانون فى العالم نحتاج تفعيله.. وضرب النشء يفقده الثقة ويكسبه العداوة

الجمعة، 24 نوفمبر 2017 02:47 م
 "كلنا بننضرب واتربينا على الضرب".. جملة اغتالت البراءة.. اليونيسيف يدق ناقوس الخطر: 65% من أطفال مصر يتعرضون للضرب.. خبراء: لدينا أفضل قانون فى العالم نحتاج تفعيله.. وضرب النشء يفقده الثقة ويكسبه العداوة عنف أسرى - أرشيفية
كتب محمود حسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عمرها كان 40 يوما فقط، لا تدرك ولا تعى أى شيء فى هذه الحياة، لكن الأب انهال عليها ضربا لكثرة صراخها، فأحدث فى جسدها إصابات هى كسر فى الجمجمة والفخذ وكدمات بالوجه، هكذا قتل "رامى أ ع" والبالغ من العمر 21 عاما، أمس الخميس، طفلته بقرية البيضاء بالدقهلية، والسبب بسيط للغاية، أنها تصرخ كثيرا، وأنه لم يكن راغبا فى إنجاب بنات.

هذه ليست واقعة متفردة من مختل نفسيا، ففى سبتمبر الماضى، قتل أب فى القليوبية نجله البالغ من العمر 8 سنوات، وأصاب الآخر البالغ من العمر بكسر فى الحوض، بسبب إنفاقهم 50 جنيها فى احتفالات العيد، بعد أن انهال عليهما ضربا بـ "شومة"، وفى أكتوبر الماضى، قتل أب ابنته صاحبة الـ 5 سنوات بعد ضربها بماسورة مياه بسبب عدم قدرتها على عمل الواجب المنزلى لـ "الحضانة".

الأمم المتحدة للطفولة:  65% من الأطفال الذين شملتهم العينة تعرضوا للضرب والعنف الجسدى

فى بحث أجرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة  اليونيسيف، بالتعاون مع المجلس القومى للطفولة والأمومة، فى 3 محافظات هى القاهرة والإسكندرية وأسيوط، ونشر عام 2015 كشف البحث أن نحو 65% من الأطفال الذين شملتهم العينة تعرضوا للضرب والعنف الجسدى، كما أكد البحث على أن الكثير من الأهل والمعلمين بل وحتى من الأطفال أنفسهم يعتبرون أن العقاب الجسدي أسلوب مقبول تماما من أساليب التأديب. فالكثير من الفتيات اللاتي شاركن في المقابلات يعتقدن أنه من حق أفراد الأسرة الأكبر سنا ضربهن كنوع من العقاب، وأن أهلهن يضربهن لأنهم يهتمون بهم.

الغريب إلى أن البحث يكتشف بأن الآباء والأمهات الذين لم يلتحقوا بالدراسة أو تسربوا من الدراسة في كل من القاهرة والإسكندرية، كانوا الأقل ميلا لاعتبار الضرب وسيلة فعالة لتأديب الأطفال، كما أن 40% من العينة البحثية للمعلمين التى شملها البحث وافقت على استخدام الضرب.

كلنا بنتضرب وكلنا اتربينا على الضرب

أحمد حنفى استشارى حماية الطفولة، ومسؤول خط نجدة الأطفال السابق بالمجلس القومى للأمومة والطفولة، قال إننا نواجه مشكلة هامة فى مجتمعنا المصرى وهى ترسخ لمفهوم "كلنا بنتضرب وكلنا اتربينا على الضرب"، وهذه هى أول المشاكل، فلابد من رفع وعى الأهل بوجود بدائل بخلاف الضرب، وكذلك رفع مهارات المعلمين ليتمكنوا من السيطرة على فصول دراسية ذات كثافة عالية عبر التواصل وليس الضرب.

ضرب أطفال
 

وأكد حنفى فى تصريح لـ "اليوم السابع" أن قضايا العنف الموجه ضد الطفل فى مصر يحتاج إلى وقفة على مستوى أكبر من المستوى الحالى الذى يتوقف عند جهود منظمات المجتمع المدنى لمواجهة العنف، فالحقيقة أن لدينا القانون رقم 26 لسنة 2008 والذى يواجه العنف ضد الأطفال وهو من أفضل القوانين التى تحدثت عن حد الطفل، لكن للأسف الكثير من مواده غير مفعلة.

وضرب استشارى حماية الطفولة مثالا، بالأب الذى قتل طفلته صباح هذا اليوم، هذا إذا لم يكن وكيل النيابة واعيا لهذا القانون، وصاغ تحقيقاته وفقا لهذا القانون فإن أب مثل هذا من الممكن جدا أن ينال عقوبة سنتين أو ثلاثة سنوات بأقصى حد، فنحتاج هنا نوع من التدريب على استخدام هذا القانون كى يكون رادعا.

نيابات ومحاكم مختصة لمواجهة ضرب الأطفال

وطالب حنفى بخلق نيابات ومحاكم متخصصة لمواجهة مثل هذه القضايا، قائلا إن تلك القضايا لا يجب أن يكون مكانها أروقة المحاكم العادية، فلا يمكن أن يمر الطفل الذى يتم إحضاره كشاهد عبر الأقسام والنيابات التى تحكم المجرمين الجنائيين، هذه تجربة ليس على أى طفل أن يمر بها، وطالب الإعلام أيضا باحترام هذه النقطة خلال تناولهم لمسألة تعرض الطفل للعنف، حيث لا يجب أن يتم عرض الانتهاكات التى يتعرض لها أطفال على الشاشات، مطالبا وسائل الإعلام فى الوقت نفسه بمواصلة حملاتها حين تعرض طفل لانتهاك ما حتى لحظة إقرار عقوبة على الجانى حتى يكون رادعا، وكى لا يكون فقط العرض من باب "مصمصة الشفاة"

ضرب أطفال
 

وعن خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومى للأمومة والطفولة والذى كان حنفى أحد المشرفين عليه فى أحد الأوقات، قال إنه أحد الخطوات الناجحة التى أتخذتها الدولة فى عهد الوزيرة مشيرة خطاب عام 2005 والتى أصرت على جعله مجانيا فكشف الكثير من الوقائع لتعرض أطفال إلى عنف سواء من الأسر أو من المدارس، وعلى مر السنوات تزايدت معدلات البلاغات وتطورت طرق الاستجابة والأهم اليوم هو وجوب تضافر منظمات الدولة لمساعدة خط نجدة الطفل.

وضرب حنفى مثلا بقضايا استخدام الأطفال فى التسول، أن كل المتسولين الذين يقبض عليهم بحوزتهم أطفال، يكون الهدف هو التأكد إذا كان الطفل مخطوفا أم لا، فإذا أحضرت المتسولة شهادة ميلاده أطلق سراحها دون النظر إلى أنها اساءت لمستقبل طفل.

مشكلة نفسية تتدرج حسب حجم الضرب

جمال فرويز استشارى الطب النفسى بدوره قال، إن تعرض الطفل للضرب يخلق مشكلة نفسية لديه تتدرج بحسب حجم الضرب ومصدره، فإذا كان مصدر الضرب من شخص أنت مقرب منه فهذا ما يزيد المشكلة النفسية الناتجة عن هذا العنف.

وأشار فى تصريح خاص لـ "اليوم السابع" أن الطفل الذى يتلقى عنفا يولد لديه عدم ثقة فى نفسه وعدم ثقة فى الآخرين، وكذلك كراهية تجاه المجتمع، نافيا فى الوقت نفسه صحة ما يتردد بين الأهالى من أن الضرب هو وسيل فى التهذيب، قائلا إن العنف قد يتسبب فى مشاكل أكثر عمقا فإذا كان الوالد يضرب الطفل وهو مرتديا زيا بلون ما، فسيدفع هذا الطفل لأن يكره كل شخص يرتدى هذا اللون لا شعوريا، لأنه يذكره بموقف العنف الذى تعرض له.

وعن تفشى هذه الظاهرة قال فرويز إن الانحدار الثقافى الذى ألم بنا منذ السبعينات هو السبب وراء تفشى مثل هذه الظاهرة وغيرها، معقبا: "الثقافة ليست قراءة كتب، بل هى طريقة العلاقات بين الناس، والوعى الدينى، والعلاقات داخل المجتمع الواحد"، وأغلب المشكلات المجتمعية هى ناتجة عن هذا الانحدار الثقافى الذى يجب أن تجد الدولة فى مواجهته.










مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

باعطي محمد

تربيت شبل من ذاك الاًسد

كلنا بننضرب هناك من يضرب بلعصى لانه عصى وهنك من يضر بلقانون وهناك من يضرب بحيلة ا القانون يهدم بيته او متجره ولا يعوض له او يطرد من عمله بغير سبب هل فكرت الينسيف في هذه الاًشيئ لكي تفعل القانون ادن فماهو الحل لئجل ان نربي اًطفال بالقنون اليونسف حتى لا يخرج طفل معنفا وعندما يكبر ويواجه الحقيقة التي لا مفر له منها ماذا يصنع سيكون نعجتا اًكلتها الذئب الحياة قاصية فلبد ان نربي اًطفلنا على هذا طقس الذي تربينا فيه وترعرنا فيه وهذه هي الحياة العربي الذي يكون مع زمان بدورته مند نعومت اًظفره ولكم واسع اًنضر .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة