وزراء الخارجية العرب يطالبون بموقف موحد ضد التدخلات الإيرانية.. أحمد أبو الغيط: الصاروخ الذى استهدف السعودية رسالة عداء إيرانية.. سامح شكرى: على طهران احترام سيادة الدول العربية.. والجبير: لن نقف مكتوفى الأيدى

الأحد، 19 نوفمبر 2017 07:31 م
وزراء الخارجية العرب يطالبون بموقف موحد ضد التدخلات الإيرانية.. أحمد أبو الغيط: الصاروخ الذى استهدف السعودية رسالة عداء إيرانية.. سامح شكرى: على طهران احترام سيادة الدول  العربية.. والجبير: لن نقف مكتوفى الأيدى وزراء الخارجية العرب يطالبون بموقف موحد ضد التدخلات الإيرانية
كتب مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن الصاروخ الذى أطلقته ميلشيات الحوثى على منطقة مطار العاصمة بالمملكة العربية السعودية يوم 4 نوفمبر الجارى، والذى نجحت قوات الدفاع الجوى السعودية فى التصدى له، هو مجرد الحلقة الأخطر فى سلسلة طالت من التجاوزات والتدخلات فى الشئون الداخلية وممارسة التخريب ونشر الفتنة، مؤكدًا على أنه ليس أمامنا فى مواجهة حدثٍ خطير كهذا سوى أن نسمى الأشياء بأسمائها.

وأوضح أبو الغيط، خلال كلمته فى الجلسة الافتتاحية للاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، لبحث سبل التصدى للتدخلات الإيرانية فى المنطقة، أن الصاروخ الذى استهدف الرياض إيرانى الصن، وهو رسالة إيرانية واضحة فى عدائيتها – مضيفًا: "لم يُفلح المسئولون الإيرانيون حتى فى تجميلها- بأن العواصم العربية تقع فى مرمى صواريخ طهران الباليستية، بل إنها رسالةٌ غير مقبولة، شكلًا أو مضمونًا، وإن الدول العربية تعتز بسيادتها، وهى قادرة على الدفاع عن استقرارها وأمنها.ولن تقبل أبدًا أن تعيش رهينة الخوف أو تحت ظل الترهيب".

 

واستطرد الأمين العام لجامعة الدول العربية: "لم تقف التدخلات الإيرانية عند هذا الحد، وهناك وقائع مثبتة لأعمال تخريبية وإرهابية، آخرها تفجير أنابيب النفط فى البحرين ليلة 10 نوفمبر الجارى، وثمة وقائع مثبتة لشبكاتٍ تجسس وتخريب تم الكشف عن نشاطها الهدام، مثل شبكة العبدلى فى الكويت وشبكات مختلفة فى العديد من الدول العربية منها الإمارات ومصر والسعودية والبحرين والأردن والمغرب والسودان، وثمة وقائع مُثبتة لدعم وتمويل الميلشيات المسلحة فى أكثر من مكان بالعالم العربى".

 

وأضاف أبو الغيط: "لقد استمعنا جميعًا إلى تصريحات الرئيس الإيرانى المرفوضة والمستهجنة من أنه لا يمكن القيام بأى خطوة مصيرية فى العراق وسوريا ولبنان وشمال أفريقيا والخليج من دون إيران، ومثل هذا الحديث الصادر عن أعلى جهة تنفيذية فى إيران، ليس استثنائيًا ولا يخالف ما دأبت عليه القيادات الإيرانية، بل هو يعكس نهج التفكير وحقيقة السياسة التى تتبعها طهران، نهج هيمنة وسيطرة، إننا نستنكر هذه التصريحات الاستعلائية والتحريضية والعدائية، ونطلب من إيران أن تراجع مواقفها إزاء الدول العربية".

 

وأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، على أن المنطقة كلها قاست من جراء تبعات ونتائج هذه السياسة الإيرانية الخطيرة خلال السنوات المنصرمة، فتنةً، وعنفًا، وتأجيجًا طائفيًا، واعتداءً على السفارات، وإشاعة للانقسام فى المجتمعات، ودعمًا حثيثًا لميلشيات خارجة عن سلطة الدولة، واعتداءً على الشرعية، وزرعًا لشبكات التجسس، والقائمة تطول، مشيرًا إلى هذه التدخلات التى لم تراعِ المبدأ الأهم فى العلاقات الدولية وهو الامتناع عن استخدام القوة أو التلويح بها، والالتزام بعلاقاتٍ تقوم على حسن الجوار، بل إنها سارت عكس هذا النهج على طول الخط، حتى قوضت أى فرص حقيقية لبناء الثقة مع الجانب العربى الذى بادر أكثر من مرة إلى تحسين الأجواء وإقامة علاقات جوارٍ على أساسٍ سليم مع الجانب الإيرانى، من دون جدوى.

 

وشدد أبو الغيط، على أن الدول العربية تعتبر التدخلات الإيرانية سببًا أصيلًا فى حالة انعدام الاستقرار السائدة فى اليمن، وذلك من خلال ما تقوم به من تسليح ميلشيا الحوثى وتحريضها لاستهداف منطقة الخليج بالصواريخ الباليستية، مضيفًا أنه خرجت كبريات الصحف الإيرانية تُباهى بهذه الهجمات الصاروخية وتتوعد الحواضر الخليجية بالمزيد، وأن ثمة وقائع عديدة لسفنٍ أوقفتها قوات التحالف العربى، وكانت تحمل أسلحةً وصواريخ متجهة إلى اليمن، وقد تم الكشف عن الكثير من عمليات تهريب الأسلحة من البر والبحر للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

 

وتابع الأمين العام لجامعة الدول العربية: "الحقيقة أن الخطة الإيرانية لم تعد خافية على أحد، فطهران تسعى لأن يكون اليمن شوكة فى خاصرة المملكة العربية السعودية والخليج، مستغلة حالة الضعف السياسى والاحتراب الداخلى التى يعيشها هذا البلد العربى العزيز، والحقيقة أيضًا أن هذه السياسة الإيرانية الممنهجة هى السبب الأول لإطالة أمد النزاع اليمنى، والشعب اليمنى هو أول ضحاياها وهو من يدفع الثمن من حاضره ومستقبله".

 

وأوضح أبو الغيط، إن جامعة الدول العربية ترفع صوتها للمجتمع الدولى بمنظماته وقواه المؤثرة، وبالتحديد للجهاز المنوط به الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، أى مجلس الأمن الدولى، نقول فى عبارة واضحة أن التهديدات الإيرانية تجاوزت كل حد، وهى تدفع بالمنطقة إلى هاوية خطيرة، لافتًا إلى أن البرنامج الإيرانى للصواريخ الباليستية يُمثل تهديدًا خطيرًا على الاستقرار فى المنطقة، متابعًا: "لقد أطلقت ميلشيات الحوثيين 232 صاروخًا باليستيًا، منذ بدء النزاع اليمنى، منها 76 صاروخًا على المملكة العربية السعودية، وليس بخافٍ أن الصواريخ تأتى من مصدر واحد هو إيران، أن هذا السلوك العدائى يُمثل انتهاكًا صارخًا لقرار مجلس الأمن 2231 (لعام 2015) فى شأن تطوير صناعة الصواريخ الباليستية، فضلًا عن مخالفته الصريحة لما نصّ عليه القرار 2216 (لعام2015) خاصة فيما يتعلق بضرورة الامتناع عن تسليح الميلشيات.

 

إن استقرار العالم العربى كلٌ متكامل، وأمن دوله بنيان مترابط، وقد آن الأوان أن يتحمل كل طرف مسئولية أفعاله، وأن تنعم هذه المنطقة باستقرار حقيقى بعيدًا عن التأجيج الطائفى، والإرهاب، وحروب الميلشيات، وفوضى السلاح، أن الأوان أن تتخلص منطقتنا من مظاهر العنف والطائفية".

ومن جانبه، قال سامح شكرى، وزير الخارجية، إن اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم الأحد، فى دورة غير عادية، يأتى وسط أحداث وتطورات متلاحقة، التزاما منا بحماية الأمن القومى العربى، وتأكيدا على موقفنا الرافض لأى تدخلات، من أى طرف غير عربى، فى شئون الدول العربية.

 

وشدد شكرى، فى كلمته، على أن جمهورية مصر العربية أدانت بأشد العبارات الاعتداءات التى تعرضت لها المملكة العربية السعودية مؤخرا من ميليشيات الحوثى، وكذلك العمل الإرهابى الذى استهدف أنبوب النفط بمملكة البحرين الشقيقة، مشيرًا إلى أن المساس بأمن دول الخليج الشقيقة خط أحمر، والتزام مصر بدعم أمن واستقرار دول الخليج، هو تطبيق عملى لمبدأ راسخ من مبادئ الأمن القومى المصرى، وهو الرفض القاطع لأى محاولة من أى طرف إقليمى لزعزعة استقرار الدول العربية والتدخل فى شئونها.

 

وأضاف وزير الخارجية المصرى، أن أى تقييم دقيق وصريح للوضع العربى الحالى، يظهر بجلاء أن هناك محاولات مستمرة للتدخل فى الشؤون الداخلية لعدد كبير من الدول العربية، متابعًا: "فمن الخليج إلى ليبيا، ومن العراق وسوريا إلى اليمن والصومال، تتعدد المحاولات المرفوضة، من أطراف مختلفة، لزعزعة استقرار الدول العربية، سواء من خلال محاولة تحريك أطراف داخلية محسوبة على قوى إقليمية معينة، أو من خلال التواجد غير الشرعى لقوات عسكرية غير عربية على أراضى الدول العربية. وعلينا جميعا مسئولية واضحة للتصدى لجميع هذه التدخلات بدون استثناء".

 

وأشار سامح شكرى، إلى أنه سبق لهذا المجلس الموقر، أن أصدر، فى عدد من دوراته السابقة، قرارات واضحة ولا لبس فيها بشأن التدخلات الإيرانية، وشروط إقامة علاقة جوار صحية بين العرب وإيران، مشددًا على ضرورة أن تكون هذه القرارات تمثل الأساس الذى ينعقد عليه اجتماع اليوم، وتبنى عليه مخرجاته، لما تعكسه من توافق عربى على سبل التعامل مع محاولات التدخل فى شؤون الدول العربية من قبل إيران، ومحددات الموقف من السلوك الإيرانى فى المنطقة.

 

 

وقال وزير الخارجية المصرى، إن إيران عليها مسئولية لا شك فيها، لاحترام سيادة الدول العربية والامتناع عن التدخل فى شئونها، والسعى لإقامة علاقات جوار أساسها احترام سيادة الدول العربية، ومبدأ المواطنة، وتجنب إذكاء النعرات الطائفية والعرقية والمذهبية.

 

وأكد سامح شكرى، على أن موقف مصر فى هذا الصدد واضح كل الوضوح، ومبنى على ثلاثة مبادئ أساسية لا تقبل المساومة، أولها الحفاظ على استقرار وسلامة مؤسسة الدولة الوطنية، القائمة على قاعدة المواطنة الكاملة، هو الشرط الضرورى لمواجهة خطر الإرهاب والتفكك الذى يواجه عددا من دول المنطقة، وهو الأساس الذى تبنى عليه أى علاقات جوار، وبالتالى، فإنه لا يمكن قبول أى محاولة لاختراق الدول الوطنية أو زعزعة استقرارها، وبنفس المنطق، فإن علاقة جوار سليمة لا يمكن أن تقوم إلا بين دول وطنية ذات سيادة محترمة من الجميع، ولا مكان فيها لأى محاولة لتخطى مؤسسات الدولة الوطنية والتعامل المباشر مع ميليشيات وكيانات طائفية أو مذهبية أو عرقية.

وشدد وزير الخارجية المصرى، على أن أى شكل من التواجد الأجنبى غير المشروع على أى أرض عربية، سواء من خلال محاولة إقامة قواعد عسكرية، أو من خلال الاعتماد على قوى محلية ذات ولاء خارجى، أو دعم عمل التنظيمات الإرهابية، هو أمر مرفوض شكلا ومضمونا، ولا يمكن التسامح معه أيا تكن الذرائع، مؤكدًا على ولابد أيضا من إجراءات واضحة وقوية تنزع فتيل التوترات الموجودة فى المنطقة، وتجنبها مخاطر الصراعات المسلحة والصدامات الطائفية والعمليات الإرهابية على حد سواء، وهو ثانى مبدأ لا يقبل المساومة.

 

وعن ثالث مبدأ، قال سامح شكرى، إن مبدأ حسن الجوار، وإقامة علاقات تعاون بين الدول العربية ودول جوارها، بما فيها إيران، هو أمر مطلوب وضرورى. ولكن له شروط لا يستقيم بدونها. فلا تستقيم علاقات جوار إلا بالتوقف الكامل عن أى محاولة لتصدير أيديولوجيات أو دعم ميليشيات خارجة عن القانون أو تنظيمات إرهابية، أو كيانات طائفية.

 

ولفت وزير الخارجية المصرى، إلى أن الدول العربية لم تتوقف يوما عن التأكيد على اهتمامها بإقامة علاقات حسن جوار مع جميع دول المنطقة. ولا شك عندى أن اجتماعنا اليوم سيعيد التأكيد على هذا المبدأ، وسيبلور المزيد من الخطوات المطلوبة لتحقيقه.

واستطرد سامح شكرى: "وبالمقابل، فإن على دول الجوار العربى، وفى مقدمتها إيران، أن تتخذ موقفا واضحا وحاسما لتأكيد التزامها باحترام سيادة الدول العربية، والتزامها بعلاقات جوار قائمة على أساس الامتناع عن التدخل فى الشؤون الداخلية، وعن استخدام القوة أو التهديد باستخدامها، والتوقف فورا ونهائيا عن تقديم أى دعم للميليشيات أو الجماعات المسلحة أو الكيانات الإرهابية فى جميع الدول العربية".

وفى سياق متصل، قال عادل الجبير وزير الخارجية السعودى، إن الاستجابة السريعة لعقد الاجتماع هو استشعار من الدول العربية للمخاطر التى تتعرض لها المنطقة.

 

وأضاف الجبير، خلال كلمته بالاجتماع: "يجب أن نقف بجدية مع شعوبنا ودولنا للتصدى لسياسات إيران"، مؤكدًا على أنه أى تراخى بالتعامل مع سياسات إيران‪ العدوانية تجاهنا سوف يشجعها على الاستمرار فى هذه السياسة.

 

وشدد وزير الخارجية السعودى، على أن المملكة لن تصمت على استهدافها من قبل الجارة ولن تقف مكتوفة الأيدى، مشيرًا إلى أننا تعاملنا بأمان معها حتى اعتدت وساعدت على إشعال النار فى المنطقة العربية.

 وفى السياق ذاته، قال الشيخ خالد بن أحمد الخليفة وزير الخارجية البحرينى: "إننا تحملنا آلاف الجرحى بسبب الممارسات الإيرانية فى البحرين، وتفجير خط أنبوب النفط فى المنامة يأتى ضمن سلسلة اعتداءات إيرانية على البلاد"، مشيرًا إلى أن الخطر الإيرانى هو خطر كبير يستهدف دولنا العربية والصاروخ الذى استهدف الرياض لم يكن أول صاروخ.

 

وأكد الشيخ خالد، على أن لبنان يتعرض لسيطرة تامة من قبل حزب الله وعلى الدول العربية التصدى لها، مضيفًا أن يجب التصدى للحزب لأنه يشكل تحديا للأمن القومى العربى.

 

وأشار وزير الخارجية البحرينى الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة، إلى أن السؤال الأهم فى اجتماع وزراء الخارجية العرب لمواجهة التدخلات الإيرانية اليوم هو هل آليات العمل العربى المشترك قادرة على صيانة الأمن القومى العربى أم لا؟.

 

واعتبر آل خليفة، أن تعاون دول الخليج مع الترتيبات الأمنية الدولية تساهم فى حماية امن الخليج اكثر من آليات العمل العربى المشترك، مثل حماية الأسطول الأمريكى الخامس، داعيا إلى خروج ببيان يضع النقاط على الحروف اليوم عن اجتماع وزراء الخارجية العرب.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة