بعد حادث الواحات.. عبده زكى يكشف سر قوة ذئاب الظهير الصحراوى الغربى.. الطبيعة الجبلية تسهل هروب الإرهابيين من الرصد والتمركز خلف السواتر.. الإلمام بالدروب والاحتماء بالمغارات.. والتماس مع دول تئن بالإرهابيين

الأحد، 22 أكتوبر 2017 10:00 ص
بعد حادث الواحات.. عبده زكى يكشف سر قوة ذئاب الظهير الصحراوى الغربى.. الطبيعة الجبلية تسهل هروب الإرهابيين من الرصد والتمركز خلف السواتر.. الإلمام بالدروب والاحتماء بالمغارات.. والتماس مع دول تئن بالإرهابيين شهداء الواحات البواسل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ربما لا يكون الأخير.. أتحدث عن حادث الواحات الذى زلزل مشاعر المصريين مؤخرا ووحدهم خلف قواتهم المسلحة والشرطة المدنية.. حادث الواحات البحرية الأخير ليس غريبا أو الأول من نوعه من حيث ضحاياه، فهؤلاء أبطال كمين الفرافرة بمحافظة الوادى الجديد راحوا فى هجمتين بينهما وقت قصير؛ وإن اختلف "حادث الواحات" عن "الفرافرة" فى تفاصيل بسيطة ففى الفرافرة داهم الإرهابيون الكمين وفى الواحات داهم الشرفاء الإرهاب وفى الحالتين خسرنا أبطالا.. لا فرق إذا بين أن تُهاجم أو تهاجم طالما بقى غول الظهير الصحراوى الغربى متوحشا، وطالما غاب التفكير فى أفضل سبل اختراقه والإلمام بتفاصيله وقهر نقاط القوة التى يمنحها لطيور الظلام والإظلام.

 

والظهير الصحراوى الغربى لجمهورية مصر العربية تحول مؤخرا إلى أوكار للإرهابيين، فيه يقيمون معسكرات التدريب على القتال، وفيه يتعلمون تصنيع المتفجرات بكافة أنواعها، وفيه يخبئون أسلحتهم وقنابلهم، ومنه ينطلقون إلى العمران لتنفيذ جرائمهم بحق رجال الشرطة والجيش والأقباط وغيرهم ثم يعودون، وكثيرا ما يترجلون من الجبال إلى مسافات قريبة ليقتلون وينهشون لحوم البشر.

20171021040347347

وقبل الدخول فى التفاصيل نقول إن الغرض الذى يستهدف خفافيش الجبال الإرهابية تحقيقه بات من العلم العام بحيث لا يحتاج دليلا لإثباته سواء لدى المثقف أو لدى الأمى ومتوسط التعليم، فهؤلاء الضالين المغيبين يسعون فى المقام الأول إلى قلب نظام الحكم بعد هز استقرار الوطن ومن ثم الوصول للسلطة وهو شبح لو تعلمون رهيب فهؤلاء فقدوا عقولهم وأخذوا من التراث ما يشفى مرضهم وحقدهم ويبرد نار كرههم للحياة.

 

بيئة ملائمة للخفافيش
 

وبعيدا عن التنظير والبحث فى الخلفية الثقافية والعقدية لأعداء الإنسانية والحياة، نرصد فى السطور التالية كيف أن الصحراء الغربية والصحراء عامة بيئة ملائمة للإرهاب..

 

1. يجد الإرهابيون فى الظهير الصحراوى الغربى والصحارى بصفة عامة بيئة ملائمة حيث الدروب المظللة بالصخور والتى تخفيهم من الرصد الجوى والنجاة من الطلقات النارية بمختلف أنواعها وكذلك المغارات المنحوتة فى بطن الجبال والتى تتسع كل منها إلى العشرات والمئات بل ولا ويمك إخفاء السيارات الضخمة والمتوسطة فيها.

2. وهذه الطبيعة الجبلية للأسف تجعل من الصعوبة اختراقها إلا باستعدادات ضخمة ففيها "السواتر" التى تقهر طلقات الرصاص التقليدية بما فيها أحيانا "الآر بى جى" بل وقذائف الطائرات وهذه "السواتر" يتمركز خلفها الإرهابى ويوجه سلاحه منتظرا ضحيته من أبطال الشرطة أو الجيش فإذا صوب نحوهم كان متمكنا فيما يصعب على الآخر اصطياده لأنه لا يمتلك فرصة "الساتر".

3. وفى الصحراء الغربية أيضا المظلات الصخرية التى تحمى حتى المترجلين فيها من الرصد الجوى فبإمكان الإرهابيين التحرك أسفلها أو بعد استطلاع الجو والتأكد من خلوه من الطائرات وفى أسوأ الظروف يتنقل المجرمون ليلا كخفافيش الظلام.

4. وهناك الدروب الصحراوية التى لا يعرفها إلى سكان المنطقة ولا يعرفها رجال الأمن بطبيعة الحال وهذا الدروب تحقق للإرهابيين هدفين الأول هو سرعة الهرب والثانى القدرة على مهاجمة القوات من الخلف والقدرة على توجيه ضربات مؤثرة.

5. والجبال عادة شبه مهجورة ما يعنى أن دخول أحد فيها يكون واضحا للإرهابى ومن ثم يسهل انتظاره والاستعداد لمواجهته سواء كما قلنا بالتمركز خلف السواتر الصخرية أو حفر حفرة فى الرمال لحماية جسده من الرصاص ناهيك عن أن الإرهابى يأخذ بسهولة كامل استعداده ويمتلك المبادرة فى الإطلاق والإطلاق بتركيز شديد وهاتين ميزتين لا يمتلكهما رجل الأمن المداهم والقادم إلى منطقة الإرهابيين غير معلومة التفاصيل فى الأساس.

6. وكون الصحراء مهجورة فهى بيئة يصعب اختراقها سواء بالمخبرين أو المرشدين السريين فسكان المنطقة الجبلية معروفون فضلا عن أن عقاب المرشد الرهيب يمثل عبرة لمن يفكر فى الإبلاغ ومن ثم حين تداهم القوات تمركزات إرهابيين تكون فى الغالب بلا معلومات تفصيلية وكل ما تملكه هو أن خلية إرهابية موجودة فى مساحة غالبا ما تكون شاسعة مع عدم الأخذ فى الاعتبار تنقل الإرهابيين من أماكنهم ليداهموا الشرطة قبل وصول آخر مكان وردت معلومة بتواجدهم داخله.

7. ويبقى الأخطر هو أن الظهير الصحراوى - وعر التضاريس كثير الدروب والمغارات وغير ذلك من المزايا للإرهابيين- يبقى نقطة التماس مع دولتين لا تملكان قدرة السيطرة على حدودهما فضلا عن توغل الإرهابيون فيهما وهما ليبيا من جهة الغرب حيث التنظيمات الفتاكة وعلى رأسها داعش والسودان حيث الجنوب الذى استقبل عدد كبير من الإرهابيين قبل انتقالهم منها إلى دول أخرى دون علم السلطات بطبيعة الحال.

8. التخويف والتهديد..وسيلتا الإرهابيين فى إسكات سكان العمران فى المدن والقرى الملاصقة للظهير الصحراوى فالصورة الذهنية لدى غالبية الناس فى هذه المناطق تكمن فى أن الإرهابى أخطر من الضابط فالأول يعاقب بالرصاص والثانى يعاقب بالقانون ومن ثم يصمت الناس عن الإبلاغ عن الإرهابيين اللذين يزدادون قوة وحماية ولو مؤقتة.

9. لكنهم يستخدمون الترغيب أيضا فالإرهابى يوهم البسطاء وهم كثر على طول الشريط الموازى للصحراء الغربية بأن يكون مثله مقابل الجنة ومال ينفق به على نفسه وأسرته ومع الجهل والفقر يتزايد عدد الإرهابيين.

10.   ولأن المكان "الصحراء" آمن ومؤمن على النحو السالف ذكره يتحول إلى مكان لاستضافة كارهى الحياة والهاربين من الأحكام الجنائية والفاشلون فى حياتهم والمرضى النفسيون اللذين يتحولون إلى إرهابيون فى قمة الخطورة.

 

· أبرز جرائم الإرهابيين القابعين فى الظهير الصحراوى الغربى:
 

 ولعل من الجرائم الإرهابية التى ارتكبها هؤلاء مؤخرا بعد انطلاقهم من تمركزاتهم و"مغاراتهم" القابعة فى قلب الجبال وسواء كانت تلك الجرائم وسط رمال الصحراء أو فى المدن ولمزيد من التركيز يقتصر كلامنا على الظهير الصحراوى الغربى أو الصحراء الغربية والتى تمتد بطول البلاد من أسوان جنوبا وحتى السلوم شمالا ما يلى..

download

كمين الفرافرة
 

عصر السبت، 19 يوليو 2014 وقبيل إفطار الصائمين فى رمضان هاجم الإرهابيون كمين الفرافرة بالوادى الجديد – القابع فى الصحراء الغربية- بالأسلحة الفتاكة ما أدى لاستشهاد 21 جنديا.

 

وبدأت الأحداث باقتراب سيارة دفع رباعى من الكمين فى الثالثة عصرا، قادمة من ناحية الفرافرة، حيث نزل منها ملثم ودخل الوحدة وفجَّر نفسه، وأطلق آخر النار على القوة وانطلقت قذائف آر.بى.جى ونيران من أسلحة متعددة، من سيارة أخرى ترتكز على قمة جبل خلف الكمين مباشرة والتى نزلت باتجاه الكمين، وتسلل منها عدد من الأشخاص، وهاجموا الجنود بالأسلحة الآلية، فبادلوهم بالمثل وقتلوا أحدهم بعد قتل 2 فى بداية الهجوم منهم أحدهما يرتدى حزاما ناسفا ويحمل قنابل يدوية.

 

ولم تكن هذه هى المرة الأولى التى هاجم فيها إرهابيون كمين الفرافرة فقد هاجموه فى 5 يونيو 2014 وقتلوا 4 جنود وضابطا.

 

أتوبيس الكنيسة
 

وفى صبيحة يوم الجمعة 26 مايو 2017 أطلق مسلحون الرصاص، على أتوبيس يقل أقباطا، وذلك فى الطريق المؤدى لدير الأنبا صموئيل المعترف بمدينة العدوة محافظة المنيا، ما أسفر عن سقوط نحو 30 شهيدا و25 مصابا.

سائق-أتوبيس-المنيا-يروي-التفاصيل-الكاملة-للحادث-الإرهابي

السياح المكسيكيين
 

وفى النصف الأول من شهر سبتمبر 2015 ساهم الإرهابيون فى أذمة بين مصر والمكسيك سرعان ما انتهت بفعل الدبلوماسية، فأثناء ملاحقة قوات الجيش والشرطة بمنطقة الواحات قتلت بالخطأ 12 وأصابت 10 آخرين من جنسيات مكسيكية ومصرية بينهم 8 قتلى مكسيكيين.

 

وأفاد بيان الداخلية أن القوات تعاملت بالخطأ مع 4 سيارات دفع رباعى، وتبين أنها خاصة بفوج سياحى مكسيكى يتواجد فى منطقة محظورة".

 

كيف النجاة؟
 

حوادث أحدثت ضجيجا وأثارت الرأى العام ذكرنا بعضها سلفا وأخرى متفرقات أقل تأثيرا انتقل فيها الإرهابيون إلى أعماق المدن بطول نهر النيل فى الوادى والدلتا وسفكوا الدماء وأضروا بالمؤسسات وهددوا اقتصاد الوطن.

 

ويبقى السؤال: ما أبرز الحلول المتاحة والعاجلة لمواجهة ذئاب الظهير الصحراوى الغربى لجمهورية مصر العربية؟.

والإجابة بعيدا عن تنمية الصحراء فالتنمية وإن كانت على قدر من الأهمية فى مواجهة الإرهاب إلا أنها تحتاج أموالا طائلة لا تملكها مصر فى هذه الآونة فضلا عن حاجة التنمية لوقت طويل ونحن لا نمتلك رفاهية الوقت فى ظل "تسعر" الإرهابيين ونهمهم للدماء.

 

والحل الأسرع فى تصورنا هو خلق الولاء لدى الأهالى خاصة فى خط الصعيد وهذا الولاء يكون بحسن تعامل الشرطة معهم ةمن ثم كسب مساندتهم وتعاطفهم.

 

وفى هذا الصدد نذكر نموذج حدث فى أسيوط إبان حقبة التسعينات من القرن الماضى، حيث وصل الإرهاب ذروته ومات من رجال الشرطة أكثر من الإرهابيين، وبعد حادث الأقصر المروع انتهجت وزارة الداخلية أسلوبا جيدا من سكان الصعيد فحدث تعاون كبير دفع الأهالى ذو الطبيعة الخشنة والتحدى الكبير إلى صعود الجبال والقبض على الإرهابيين أو قتلهم وكانت هذه بداية نهاية الإرهاب فى أسيوط.

 

ومن ثم يصبح التعاون بين الشرطة والأهالى المقيمون على التماس مع الصحراء الغربية وكذلك التعاون مع البدو داخل الصحراء ضرورة قصوى، حيث إن البدو يعرفون طبيعة الصحراء والدروب وعاشوا قسوتها وتدربوا سنوات متواصلة على الأسلحة والسير فى الظلام ويجيدون حرب العصابات بطبيعتهم القبلية والريفية وكذلك سكان الصعيد حيث قسوة الطبيعة وحيازة الأسلحة بدافع القوة والعزوة وحماية الممتلكات والثأر.

 

وتكمن أهمية التعاون بين الأمن والأهالى فى أن مواجهة الإرهاب لا تحتاج حربا بمفهومها المعروف عسكريا وإنما تحتاج حرب عصابات، كر وفر، تربص فى الظلام واختباء فى حض الرمال، وخلف الصخور، وهذا النوع من المواجهة لا يحتاج قوات نظامية تحارب عدوا واضحا محدد المعالم فالقضاء على الإرهاب يتطلب قنص الإرهابيين تقليل عددهم وتقليم أظافرهم ومداهمتهم بعد إنهاكهم للقضاء على فلولهم.

 

على أى حال يبقى الأمل معقودا فى قواتنا المسلحة الباسلة وفى شرطتنا المدافعة عن الوطن فى جبهته الداخلية ويبقى الأمل فى صبر وصمود الشعب وتماسكه وإصراره على تطهير أرض بلاده من ذئاب الصحراء.. أعداء الإنسانية.

 









مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

منصور امام

الى كاتب المقال

في اختراع اسمه الطيران الحربي يمكنه دك هذه الحصون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة