3 أسباب ترجح فشل سيناريو "انفصال كتالونيا" .. رفض رجال المال والاقتصاد بالإقليم.. غياب التأييد فى برشلونة.. عدم اعتراف حكومة مدريد بمشروعية الاستفتاء.. وفورين أفيرز: سيناريو تصويت 2014 قابل للتكرار

الأحد، 01 أكتوبر 2017 08:00 م
3 أسباب ترجح فشل سيناريو "انفصال كتالونيا" .. رفض رجال المال والاقتصاد بالإقليم..  غياب التأييد فى برشلونة.. عدم اعتراف حكومة مدريد بمشروعية الاستفتاء.. وفورين أفيرز: سيناريو تصويت 2014 قابل للتكرار استفتاء كتالونيا
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بأجواء مشحونة ووسط اشتباكات متقطعة بين الأمن ومحتجين، انطلق صباح اليوم استفتاء انفصال إقليم كتالونيا عن الحكومة الإسبانية، فى خطوة وصفها مراقبون وكثيرون من دوائر صنع القرار داخل القارة العجوز بـ"غير المدروسة"، مرجحين أن تنتهى عملية التصويت إلى نتائج غير قابلة للتنفيذ، بحكم ما هو قائم من حقائق جغرافية وتاريخية فى ذلك البلد الأوروبى الكبير.

وفى الوقت الذى جرت فيه اشتباكات فى عدة دوائر انتخابية داخل الإقليم الساعى للانفصال، رصدت دورية فورين أفيرز الأمريكية فى تقرير لها اليوم 3 أسباب بإمكانها أن تجعل من الاستفتاء عملية التصويت صورية لا تؤدى فى النهاية إلى انفصال أو حكم مستقل لـ"كتالونيا".

 

وقالت "فورين أفيرز" فى تقريرها إن جميع المؤشرات فى كتالونيا تؤكد أن الاستمرار تحت ولاية إسبانيا مرشحة للتزايد. وتابعت : "لا ينبغى أن يتوقع أحد استقلالا قريبا لكتالونيا حتى لو أسفرت نتائج الاستفتاء الذى يجرى اليوم الأحد عن انتصار حاسم للحركة المطالبة بالاستقلال. فمن ناحية لا يبدو واضحا أن الحركة تحظى بالدعم الذى تحتاجه للفوز فى الاستفتاء، ناهيك عن صعوبة المفاوضات مع مدريد، والتى سيشملها الانفصال المنظم".

ووفقا لأحدث استطلاعات الرأى التى أجرتها صحيفة إلبايس، كبرى الصحف الإسبانية، فإن أغلبية واضحة من الكتالونيين تفضل أن يكون للإقليم حق تقرير مستقبله السياسى، لكن عددا من يدعمون قطع العلاقات مع إسبانيا أقل ممن يرغبون البقاء داخلها.

 

وعن أبرز أسباب فشل الاستفتاء، قالت الدورية الأمريكية إن تأييد الاستقلال فى أضعف مستوياته فى برشلونة ، عاصمة الإقليم التى يوجد بها مئات الآلاف من غير الكتالونيين إلى جانب أصحاب الأصول الإسبانية المولودين بالخارج القادمين من أمريكا اللاتينية وشمال إفريقيا ومناطق أخرى فى أوروبا. وبالنسبة لكثير منهم ، فإن احتمال استقلال كتالونيا مقلق. ويخشى كثيرون من موجة كراهية للأجانب، فعلى أقل مستوى سيكون هناك حملة على الهجرة.

 

ومن بين الأسباب الأخرى، قالت فورين أفيرز إن دعم الاستقلال فاترا بين قادة الأعمال ورجال البيزنس فى برشلونة، حيث يشعر كثير منهم بشكوك عميقة إزاء إمكانية أن تستطيع كتالونيا البقاء اقتصاديا. ويخشون أيضا من أن تؤثر الأزمة على صناعية السياحة خاصة فى حال اندلاع أعمال عنف عقب الاستفتاء. وتقول فورين  أفيرز إن كل هذا يعد مفارقة نظرا  لأن مؤيدى الانفصال يتحدثون عن بروز برشلونة كمدينة عالمية كأساس منطقى لاستقلال كتالونيا.

وتابعت الدورية الأمريكية : "الأكثر أهمية ان استقلال كتالونيا لا تعترف به الحكومة المركزية  فى مدريد. وفى هذا الصدد يختلف بشكل كبير عن استفتاء الانفصال فى كيبيك وأسكتلندا. حيث إن هذا الاستفتاء غير قانونى بموجب القانون الدستورى.  وعدم قانونية الاستفتاء تجعل نتيجته محل شكوك بدرجة كبيرة.. وقد اجرى استفتاء غير ملزم من قبل فى نوفمبر 2014، كبالون اختبار، ولم يؤد إلى أى نتيجة. وحصل على موافقة 80% ، لكن كثيرين لم يأخذوا تلك النتيجة على محمل الجد".

 

وبرغم ذلك، لا تقلل فورين أفيرز من أهمية هذا الاستفتاء، وقالت إن المخاطر مرتفعة للغاية لحكومة رئيس الحكومة مارينو راخوى وللحزب الشعبى المحافظ، فبعد اثنين من الانتخابات التى لم يستطع حسمهما،  أصبحت قبضة راخوى على السلطة فى مدريد ضعيفة إلى حد ما. ويمكن أن يؤدى تأييد الاستقلال إلى انهيار حكومته سواء بإجراء تصويت لسحب الثقة من داخل حزبه أو خروج عن ائتلافه "المواطنين". وعلى أقل تقدير، فإن التصويت لصالح انفصال كتالونيا سيضعف حكومة راخوى بزيادة الهجمات من المعارضة البرلمانية ضده.

وتزداد احتمالات أن يدفع راخوى ثمن الاستفتاء، أيا كانت نتيجته، لسوء إدارته للأزمة، سواء بتجاهله لها من البداية إلى محاولة إجبار حكومة كتالونيا على إلغائه.

 

وتوقعت الدورية الأمريكية أن يكون السيناريو الأكثر ترجيحا للأزمة الحالية هو ذهاب الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات، بحثا عن استقلال ذاتى لكتالونيا، وهو الحل الذى لن يرضى الانفصاليين. والحل الأكثر جذرية سيكون حشد الطبقة السياسية الإسبانية لتحرك الإرادة السياسية فى اتجاه الفيدرالية الكاملة، وهو ما سيكون صراعا شاقا بالتأكيد.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة