"الغنوشى" رئيس ظل داخل تونس.. جولات زعيم "النهضة" المكوكية تثير قلق "القصر".. القيادى الإخوانى قدم نفسه وسيطا للأزمة الليبية فى لقائه مع "بوتفليقة".. وبرر: تحركاتى دبلوماسية شعبية لا تلغى دور الدولة

السبت، 28 يناير 2017 03:11 م
"الغنوشى" رئيس ظل داخل تونس.. جولات زعيم "النهضة" المكوكية تثير قلق "القصر".. القيادى الإخوانى قدم نفسه وسيطا للأزمة الليبية فى لقائه مع "بوتفليقة".. وبرر: تحركاتى دبلوماسية شعبية لا تلغى دور الدولة  الغنوشى وبوتفليقة و الباجى قائد السبسى
آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جولات ومباحثات نشطة ووساطات إقليمية قلّبت قصر قرطاج على زعيم حركة النهضة الإسلامية راشد الغنوشى، بعد أن لفت الأنظار مؤخراً بتحركاته الدبلوماسية بين عواصم عربية وأوروبية، حتى طغت على تحركات الدولة الرسمية، فى محاولة من شيخ الحركة التى تعد ذراع الإخوان فى تونس لإيجاد مكانة دولية وإقليمية، بعد أن حجمت الصناديق مكانة النهضة الشعبية منذ عامين.

الغنوشى
الغنوشى

 

تحركات الغنوشى التى أصبحت مثيرة للجدل فى الأوساط السياسية داخل تونس، بلغت ذروتها مع زيارته الأخيرة للجزائر منذ أيام، والتى كانت سببا فى ظهور التحفظات الرئاسية للعلن، فتلك الزيارة والتى التقى خلالها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة - المقل فى لقاءاته لظروف صحية - حظيت باهتمام إعلامى واسع، خاصة أنها كشفت عن دخول حركة النهضة على ملف الأزمة الليبية.

القيادى الإخوانى والمعروف بعلاقاته بالحركات الإسلامية فى ليبيا يقوم بوساطة لديهم للقبول بالجلوس على طاولة حوار مع بقية الأطياف تستضيفها الجزائر، حيث أعلن الغنوشى أن جزءاً مهماً وكبيراً من زيارته الأخيرة للجارة الغربية متصل بتفاعلات الملف الليبي، بل وأكد على أن هناك أطرافاً أساسية فى المعادلة لا يمكن أن يتحقق السلم والاستقرار من دون مشاركتها، وأضاف قائلاً: "هذه الأطراف أو بعضها لنا بها علاقة".

 

الملف الليبى من أبرز الملفات المسيطرة سواء على الساحة الإقليمية أو الدولية، وبلغ درجة من التعقيد ألقت بظلالها على كافة المحاولات لحلحلته، والغنوشى يعلم جيدا أهمية هذا الملف للجزائر ، التى تمتلك حدودا مترامية مع ليبيا تهدد استقرارها كلما تفاقمت الأزمة.

بوتفليقة
بوتفليقة

 

 ويخشى نظام بوتفليقة من استغلال تلك الحدود لتسلل الارهابيين إلى بلاده، وانطلاقا من ذلك استطاع الغنوشى النفاذ إلى النظام الجزائرى ليعرض نفسه كوسيط بإمكانه إقناع الإسلاميين فى ليبيا بالقبول بحوار على الأراضى الجزائرية.

وبدأ زعيم حركة النهضة فى استثمار علاقته التى إذا نجحت ستحجز له مكانة مرموقة فى المجتمع الدولى، وتواترت الأنباء عن أن الجزائر من المنتظر أن تستضيف عبد الحكيم بلحاج زعيم حزب الوطن الليبي، ومحمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الليبى، الذى يعد الجناح السياسى لتنظيم جماعة الإخوان فى ليبيا، بالإضافة إلى عدد من القيادات الليبية المسيطرة على طرابلس وغرب ليبيا، وهى زيارات تأتى على خلفية ما دار بين المسئولين وراشد الغنوشى خلال وجوده بالجزائر.

وبعد أن لفتت زيارة الغنوشى للجزائر على وجه الخصوص الأنظار تجاه الدور الذى يسعى لاقتناصه، واجه موجة عالية من الانتقادات بأنه يلغى دور الدولة ويعمل بشكل موازٍ لها، إلا أن الغنوشى اعتبر أن ما يقوم به من اتصالات خارجية إنما يندرج ضمن ما يعرف بالدبلوماسية الشعبية التى لا تعوض الدبلوماسية الرسمية للدولة، وأدعى الغنوشى أن الرئاسة التونسية على علم بكل تحركاته، وأنه التقى الرئيس التونسى الباجى قائد السبسى قبل سفره للجزائر وأن تحركاته جاءت لدعم الموقف التونسى تجاه الأزمة الليبية.

 

تصريحات الغنوشى حول علم الرئيس بتحركاته محاولة منه لإضفاء الشرعية على ما يقوم به، إلا أن الرئاسة التونسية وضعت زعيم الحركة الإسلامية فى مأزق بعد أن تبرأت مما يقوم به، حيث أكد نور الدين بن نتيشة المستشار الأول للرئيس، فى تعليق هو الأول من نوعه أن الغنوشى لم يلتقى بوتفليقة كمبعوث شخصى للرئيس السبسى، لافتا إلى الغنوشى من حقه يلتقى بمن يريد إلا أنه ليس المبعوث الخاص لرئيس الجمهورية إلى الجزائر، مشددا على أن الحديث باسم الدولة التونسية من مسئولية رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية فقط.

الباجى قائد السبسى
الباجى قائد السبسى

 

ويبدو أن تعليق الرئاسة التونسية جاء بعد أن طفح الكيل من تحركات الغنوشى، التى نشطت بشكل لافت خلال الأشهر القليلة الماضية، حتى أنها شملت عدة دول أوربية هامة، منها إيطاليا التى شارك خلالها بمنتدى حوار المتوسط، الذى ألقى خلاله عدد من المحاضرات تحدث فيها عن التجربة التونسية وكأنه بطلها الوحيد، وأجرى على هامشه لقاءات مع وزراء خارجية إيطاليا وروسيا والمبعوث الأممى إلى ليبيا مارتن كوبلر.

وسبق زيارته لإيطاليا بفترة وجيزة زيارة قوية إلى فرنسا التقى خلالها العديد من المسئولين بدءا من  وزير الخارجية الفرنسى جون مارك إيرولت، وبرئيس البرلمان، وحتى مجموعات من القيادات السياسية والفاعلين الاقتصاديين.

ويبدو أن حركة النهضة الإسلامية تسعى إلى العودة لصدارة المشهد سواء داخليا باستغلال الفراغ السياسى بسبب انقسام وتشرذم الأحزاب العلمانية والليبرالية، أو على المستوى الاقليمى والدولى من خلال تحركات رئيسها.

وكما تؤكد صحيفة المغرب اليوم، فإن مغانم كثير ستجنيها الحركة من خلال ما يقوم به الغنوشى من فرض نفسه كفاعل إقليمى رئيسى فى المشهد، وهو دور سيجعله فى ارتباط مباشر مع صناع القرار الإقليميين والدوليين، وعلاقات قد تكون جيدة إن قرر الغنوشى تقديم نفسه كمرشح لرئاسة الجمهورية فى وقت لاحق. أو الدفع بان تكون حركته فى سدة الحكم مرة آخرى.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة