محسن حسنين

مولد سيدى الفيس بوك!!

الإثنين، 05 سبتمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مش معقول أبدًا أن يتعامل المصريون اللى خرموا التعريفة ودهنوا الهوا دوكو مع الفيس بوك نفس معاملة كل خلق الله؛ فلابد من وضع "التاتش المصرى"؛ وإظهار ملامح العبقرية المصرية الفريدة صاحبة حضارة السبعتلاف سنة.!

 فخلال الشهور القليلة الماضية منذ بدء التعامل مع الفيس بوك شفت العجب العجاب.. خبراء إستراتيجيون فى كل المجالات من السياسة للاقتصاد للثقافة والأدب وحتى قلة الأدب؛ وفتاوى فى كل شىء فى الدين والدنيا؛ وحتى أسعار الفاصوليا والبامية، وطريقة عمل طاجن المسقعة باللحمة المفرومة من غير ما تحط فيه لا مسقعة ولا لحمة مفرومة..إزاى ما أعرفش..!!

 ولأننا عباقرة فمش غريب أن يصدم عينيك بين الحين والآخر بوست كاتبه، واحد أكيد

 من داعش، بيقول: "إلهى ينطس فى حبابى عينيه.. ويجيله المرض الوحش.. وتخبطه عربية سواقها أحول.. وتتبعزق أشلاؤه.. كل حتة فى ناحية، وما يعرفوش يلموها.. كل اللى يشوف الصورة دى وما يقولش سبحان الله".!!

أو بوست من واحدة نحنوحة بتقول: "شوفوا بقى اللى هايقل أدبه وفاكر إنى علشان عملت له لايك على بوست إننا خلاص قرينا فاتحة؛ وعايز يكلمنى على الخاص؛ هأ ابهدل كرامته وها أخلى اللى ما يشترى يتفرج عليه على الفيس بوك، ومش ها ياخد منى غير البلوك المتين"..طراخ..!! ده طبعا صوت البلوك المتين..!

 

وطبعًا تجد الكثير من الفيسبوكين، وكلهم رجال بالمناسبة، داخلين يهدوا النفوس.. فتجد من يكتب بوست تضامن مع النحنوحة مؤكدًا لها أن الأخلاق بقت فى الحضيض يا هانم.. إزاى يعملوا كده مع واحدة فى جمال ورقة حضرتك.. دى إنت يا هانم تقولى للقمر قوم وأنا أقعد مطرحك..! يا هانم واضح إن الأخلاق والرجولة والشهامة راحت فى الوبا زى ما راحت هنادى يا أماااى..؟!

فترد النحنوحة بخجل: ميرسى لذوق حضرتك.

 ما يشجع النحنوح على استكمال مسيرة التضامن فيقول: عمومًا يا هانم أنا عايز أقول لك على حاجات كتير بتحصل بس للأسف ما أقدرش أقولها قدام الناس.. اكتبى لى تليفونك على الخاص علشان أحكيها لك..!

 

واحدة تانية نحنوحة كاتبة تقول: اسمعوا بقى يا جماعة مش معنى إنى بأكلمكم على أسرار أوضة النوم والراجل بيعمل إيه مع مراته بعد العيال ما يناموا، إنى بأتكلم فى حاجات أبيحة لا سمح الله..ده اسمه علم يا جماعة..ولا حياء فى العلم.. لذلك أرجو ألا يصور لكم خيالكم المريض حاجات تانية أبيحة والعياذ بالله..!

 

وهناك أشخاص على الفيس بوك عايشين الدور وفاهمين إن كل الخلايق تتابع أخبارهم لحظة بلحظة؛ لذلك تراه ينقل لك الوصف التفصيلى لتحركات حضرته بالتفصيل الممل، فشر الكابتن لطيف الله يرحمه، فيقول مثلا: حمادة فى طريقه للسخنة مع الشلة.. أو عبد السميع سمعان جعان لذلك هو فى طريقه لشراء سندوتشين فول وطعمية واحد بسلطة طحينة وواحد من غير..!

أو قد تجد شخصًا معجبًا بنفسه يقول: محمد عبد الشافى مزنوق ولذلك فهو فى طريقه إلى بيت الأدب لا مؤاخذة أدعو له إن ربنا يسهل له..شفاكم الله وعافاكم..!

والأنكت من كده أنه يرفق مع البوست خريطة عليها أسهم حمراء توضح تحركات حضرته بالضبط..أى والله هذا ما يحدث..!

ولأن الأسماء على الفيس بوك ببلاش.. تجد عيل بتلاتة تعريفة عامل لى قصة عرف الديك مسمى نفسه "سيد الرجال"..أو سيدة تسمى نفسها "حورية الجنة".. أو عطر الورد أو ريحانة الربيع.. إلى آخر ذلك من الأسماء والمسميات التى ما أنزل الله بها من سلطان..

ومثل هؤلاء لابد أن يحاكموا بتهم الغش والاحتيال وانتحال صفة.. بل وبالبلاغ الكاذب إذا لزم الأمر..!

وهناك بنت نحنوحة تسمى نفسها "أنا مزة" وعنوان بروفايلها "الخاص ممنوع".. أو تنشر بروفايل جديد لها وهى بالمايوه وتطلب من المعجبين أن يعلقوا على البروفايل فى حدود الأدب وبس..!

هذا مجرد غيض من فيض ما يحدث فى مولد سيدى الفيس بوك؛ وإذا كانت مثل هذه العينة من السلوكيات لا تضر أحدًا؛ بل أن الكثيرين، وأنا منهم، لا يأخذها على محمل الجد بل يعتبرها مجرد نكتة وحاجة لطيفة ظريفة تخفف عنا ضغوط اليومين دول؛ وما يحاصرنا من هم وغم وكرب عظيم.. إلا أن هناك من يستغل الفيس بوك لنشر الفتن والشائعات.. والتشكيك فى كل شىء وأى شىء.. والنيل من عزيمة الأمة وجيشها النبيل.

ولأننى عاشق لنظرية المؤامرة.. فإننى على يقين من أن هناك أجهزة مخابرات معادية تلعب فى أدمغة المصريين من خلال الفيس بوك.. وهناك كتائب إليكترونية لا عمل لها إلا بث الشائعات، وإهانة الجيش المصرى، ومحاولة زعزعة ثقة المصريين فيه، وهم يستغلون فى ذلك أى شىء وكل شىء.. حتى محاولة القوات المسلحة التخفيف من حدة أزمة ألبان الأطفال الأخيرة سخر منها المغرضون والمشككون.

وحتى يخرس المشككون أنا شخصيًا أرى أن توفير السلع الأساسية للمواطنين وقت الأزمات مهمة وطنية جليلة تصب فى خانة الحفاظ على الأمن القومى المصرى، وهو دور طبيعى للقوات المسلحة لا يتعارض أبدا مع دورها الأساسى فى حماية تراب هذا الوطن والحفاظ على أمنه وسلامته.

عموما أتمنى، وليس كل ما يتمناه المرء يدركه، ألا نترك ملعب الفيس بوك ليلعب فيه ويتلاعب أعداء الوطن بأدمغة المصريين، بل يجب أن نواجه شائعاتهم وأكاذيبهم بحقائق دامغة.. مع توعية الناس بكل خطوة تخطوها الدولة فى الاتجاه الصحيح.. وتسليط الضوء على ما تقوم به القوات المسلحة فى مواجهة الإرهاب، وفى حماية تراب هذا الوطن، وصد المؤامرات التى تحاك ضده وضد شعبه الطيب.

فإذا كان البعض يعتقد أن الفيس بوك مجرد مولد.. فإننى أستطيع أن أؤكد أنه قد يكون مولدا نعم لكن صاحبه ليس غائبا أبدًا..!!










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة