سارة الديب تكتب: الفطرة السوية والنفس الأمارة بالسوء

الأربعاء، 31 أغسطس 2016 10:00 م
سارة الديب تكتب: الفطرة السوية والنفس الأمارة بالسوء رشوة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلق الله البرية جميعها على الفطرة ليس من شىء من يؤلمه ضميره أو تلح عليه نفسه بفعل السوء، بل تأوى النفوس وتركن إلى فعل الخير والميل إلى الطبيعة واستحباب الألوان واللهفة إلى رؤية كل جديد.
 
 ولكن بمرور الوقت تنضج النفس الأمارة بالسوء وتبدأ فى الإلحاح المؤلم ولا يظل الضمير ساكنا فى هذا المشهد فيبدأ هو الأخر فى تنفيذ ما خلق لأجله، فيزدرى النفس ويصارعها حتى يصبح الجسد الطينى مكانا لما هو أشد من العراك والمقاتلة مكانا يجتمع فيه الخير والشر معا، فمن الأقوى لكى يحكم ويصبح سيد الموقف.
 
 كما تبدأ الشهوة فى النمو وتنضج يوما فيوما حتى تصل للذروة، وحينها يبدأ الصراع الخارجى مع البيئة التى تحوينا فيكون حب التملك وحب الذات وتمجيدها وحب السيادة وحب البقاء والسعى إلى تحقيقه بكل الوسائل، والله سبحانه وتعالى لم يحكم بالتكليف على الإنسان إلا عند اكتمال كل الغرائز والشهوات والتى بدورها تكون الفاصل الأول فى الحكم على هذا الإنسان بالخير أو الشر بصلاح نفسه وقوامة ضميره أو باتباعه هواه وانحطاط نفسه لشهواته وغرائزه، وقد اجزأ المولى جل جلاله الصالح الذى يقوم نفسه ويسعى لإنكارها ويعلم علم اليقين أن الدوام لمالك الملك وأن وجوده فى هذه الدنيا هو مجرد وجود مؤقت، وأنه فى زيارة عابرة قد من الله عليه بها فى كونه ودنياه، ولم يسلم أو يركع لشهواته بجنة الخلد وقد يرزقه لذة النظر إلى وجهه الكريم سبحانه وتعالى، وأن من سار على هواه وظن أن الدنيا له ولا حد أو عقاب لموبقاته وحكم على ضميره بالموت وقبل الرشوى وأجهض الحبلى وقبل المال الحرام، فذلك الحقير فى جهنم وبئس المصير والعياذ بالله.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة