كان يأتى إلينا على فترات متباعدة، فنحتفى به كضيف عزيز، نُنزله منزلة كبيرة بيننا، ونحرص أن يتبوأ مقعد الحكيم بيننا، فيفتينا فى أمور كثيرة رغم تفاهتها أحيانا .
على أن حديثه كان يملأ القلوب دفئا ومحبة ويبعث فى الأوصال رغبة فى التلاقى.
يختفى كثيرا ويظهر كل فترة فجأة وكأنه خرج من العدم، بغتة نراه فنُهرع إليه بأفئدتنا وقلوبنا فننصت له كثيرا ونتحدث نادرا فى حضرته.
ثم يختفى دون إشارة أو علامة على مكان بعينه يذهب إليه، فكما جاء يمضى.
صورة أرشيفية
