ماجدة إبراهيم

لا تغرنكم كثرتكم

السبت، 18 يونيو 2016 06:53 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كم كان مشهدا مهيبا روحانيا لا مثيل له، ذلك المشهد الذى لن تراه إلا هناك فى منتصف الأرض تحت عرش الرحمن.. تتدفق آلاف وملايين البشر من كل حدب ونسل مهرولين مكبرين كما دعا إبراهيم عليه السلام: «فاجعل أفئدة من الناس تهوى إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون» رأيت عشرات الجنسيات ولهجات ولكنات لا حصر لها يجمعهم قول واحد: «لا إله الا الله محمد رسول الله».. رأيتهم يتحدثون لغاتهم بطلاقة لكنهم يقرأون القرآن بلغة واحدة هى اللغة العربية، سبحان الله، عندما تريد أن تراهم على قلب رجل واحد فاذهب إلى هناك إلى البيت الحرام فى مكة أو افتح القنوات المباشرة التى تنقل لك صلاة التراويح فى شهر رمضان الكريم، أو فى وقت الحج وهم على جبل عرفات، مشهد لابد أن يصيب أعداء الإسلام برعب وصدمة لا مثيل لها.

وإذا أردت أن ترى مشهدا يناقض مشهد القوة والترابط فقلب فى القنوات الإخبارية اليومية، سترعبك مشاهد القتل والتدمير فى العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها من الدول العربية والإسلامية، ستصدمك دماء الأطفال والضحايا تسفك بقلب بارد، وما بين القوة والضعف وما بين التوبة والذنب، وما بين الحق والباطل تختلط كل الأمور، ومن يقترب ويدقق فى المشهدين لابد أن يصاب بدوار وتخبط.. فكيف يجتمع ملايين البشر من جميع أنحاء العالم على قول «لا إله إلا الله محمد رسول الله» ويتفرقون فى بلادهم من أجل أطماع زائلة.. كيف يتركون الحياة والجاه والولد والراحة ليطوفوا ويتعبدوا فى بلاد بعيدة بلا ملابس فاخرة كلكم سواء لا فرق بين عربى ولا أعجمى إلا بالتقوى ولا فرق بين أبيض ولا أسود إلا بالقرب إلى الله.. بعمله الخير.. بنقاء سريرته وصفاء نيته.. ويعودون لبلادهم لأطماع وتيجان ونفوذ ما أنزل الله بها من سلطان.. متناسين قول رسولنا الكريم: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه».. فتشت عن المحبة فوالله ما وجدتها.. فتشت عن الرحمة فوالله افتقدناها.

هل فكرت مرة بتمعن لماذا تشتغل الحروب وتحاك المؤامرات فى بلاد العرب والمسلمين؟!.. من أجل هذا المشهد المهيب.. من أجل هذا الترابط والتلاحم بين ملايين البشر.. نعم إنها مؤامراة.. مؤامراة طويلة المدى.. مؤمراة من العيار الثقيل، فكلما ذهب المسلمون ليكونوا على قلب رجل واحد اشتاط الأعداء وباتوا ينسجون الحيل ويخربون العقول الشابة ويشعلون الفتن، فهل يعقل أن تتحول كل بلادنا العربية إلى ساحات حرب دامية ويطفو على السطح الدين.. ذلك الدين الذى جمع ملايين الحجاج والمعتمرين من شتى بقاع الأرض لينشروا كلام الله، ويقفوا فى مواجهة الشيطان.. رايات ترفع مدعين كذبا أنها بأمر الله ودماء تسفك تحت مظلة الدين.. والدين منهم براء.

هل جربتم أن تفكروا كيف تفسدون حيل أعدائكم، فليس العدو من وقف فى مواجهة تجار الدين وليس الصديق والحليف من أشعل وطيس الحروب من أجل جنة فى أفكاركم المريضة: «كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه»، أين نحن من سنة نبينا؟! أين نحن من كلام ربنا عز وجل «واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا» تأملوا معى مشهدكم أيها المسلمون.

أيها المتقون.. الباحثون عن مغفرة من رب رحيم.. بقدر صدقكم وحسن نيتكم فى نيل رضا الله.. بقدر وصولكم لأهدافكم.. فما نيل المطالب بالتمنى ولكن تؤخد الدنيا غلابا.. فلا يغرنكم كثرتكم فى أيام الحج والعشر الأواخر من رمضان.. فليس دليلا على قوة ولا دليلا على التلاحم وإنما بالعمل وحده والاعتصام بالله تنالون ما تريدون ولا تنسوا قوله تعالى: «وأعدوا لهم ما أستطعتم من قوة ومن رباط الخيل»، فماذا أعددتم لمواجهة أعدائكم؟.. ماذا أعددتم من علم وقوة واتحاد لتواجهوا كل الأطماع؟.. ماذا فعلتم حتى لا يغرر بكم فى طريق بلا نهاية؟!.. جهزوا أجنداتكم وضعوا خططكم فلا تنتظروا الفعل لكى تكونوا رد الفعل.. فالمعركة ما زالت طويلة فهل أنتم مستعدون؟!








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

ألشعب الاصيل

للاسف نحن العرب نعيش فى غيبوبه

بدون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة