أحمد أيوب

التستر الغربى على الفشل البلجيكى

الجمعة، 25 مارس 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإرهاب كأس وداير على الجميع، قالها كل المصريين من رئيسهم إلى أصغر واحد، رصاص الإرهاب غادر لا يفرق بين غربى وعربى، وما طالنا من لهيب ليس بعيدا عن أوربا ولا أمريكا، لكن الغرور الغربى جعلهم يستكبرون على النصيحة ويتخيلون أنهم فى مأمن من هذا الخطر، اعتقدوا أن البحر سيحميهم من عودة بضاعتهم المهربة إلى المنطقة العربية لكن ما استبعدوه يوما يحدث الآن وبعنف شديد، ربما أشد مما يحدث فى المنطقة العربية، فعلى قدر انتشار التيارات والتنظيمات الإرهابية فى الدول العربية لم نجدها يوما تنفذ سلسلة تفجيرات فى وقت واحد فى عدة أماكن حساسة داخل دولة واحدة وفى قلب العاصمة كما حدث فى باريس ثم بلجيكا.

القضية بالطبع ليست شماتة وإنما تذكرة للبعض من أهلنا ممن كانوا يساندون الغرب فى سخريته مما اعتبروه، بجهل أو عن عمد، فشل مصرى فى مواجهة الإرهاب تذكرة لمن كانوا يطالبون بأن نتعلم من الأوربيين كيف نؤمن أنفسنا وأننا عندما نطبق الديمقراطية مثلما يطبقها الغرب فلن يجد الإرهاب مكانا له.

هؤلاء الآن لابد أن يراجعوا انفسهم على تجنيهم فى حق بلدهم وأجهزتها الأمنية، فما حدث فى بروكسل درس للجميع، فالسلطات هناك كانت على علم وتوقع كامل بأن البلاد مهددة بعمليات إرهابية وتابعنا خلال الأيام الاربعة السابقة على التفجيرات تصريحات لمسئولين بلجيكيين عن إجراءات أمنية غير مسبوقة لمنع هذه الهجمات، لكن كل هذا لم يمنع الإرهابيين من تنفيذ ما يريدون وفى وضح النهار، ومع وقوع التفجيرات وجدنا كل ما كان ينتقده الغرب فى مصر يتم تنفيذه فى بلجيكا وفرنسا وبتشدد، حتى وصل الخوف الأوربى إلى حد التفكير جديا فى تنظيم مباريات بطولة يورو 2016 بفرنسا وسط مدرجات خاوية"، خوفاً من تجدد الهجمات الإرهابية أثناء البطولة، بل وخرجت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوربى باكية وهى تقول ان أوربا الآن تعانى مما عانى منه الشرق الأوسط، أى أنها أخيرا اعترفت أن النار التى أشعلوها وتهربوا منها طالتهم وأصابتهم.

وحسبما أفاد مسئولون أوروبيون فهم يواجهون صعوبة بالغة فى مواجهة الإرهاب"، ورغم هذا الاعتراف الصريح وحالة الرعب الأوربى الواضحة بل ووسط ما يمكن أن نعتبره انهيارا وفشلا أمنيا ذريعا لم نسمع مسئولا غربيا واحدا يوجه ولو مجرد لوم للسلطات البلجيكية أو يتحدث عن إمكانية تعليق رحلات الطيران إلى المناطق المهددة، وكأن التفجيرات وقعت فى الصحراء وليس فى مطار عاصمة الاتحاد الأوروبى وأهم محطة مترو فيها، وكل ما خرج من واشنطن أو العواصم الأوروبية الأخرى هو مطالبة رعاياهم توخى الحذر أثناء تواجدهم فى بروكسل، رغم ان الاعتراف البلجيكى بالتقصير والفشل كان واضحا حتى إن أحد المسئولين اعترف بأن الإرهابيين دخلوا المطار والمتفجرات فى حقائبهم، بما يعنى أنه لم تكن هناك أى إجراءات أمن تقريبا.

الموضوع بسيط جداً فبلجيكا دولة أوربية ولا يمكن التخلى عنها أو تركها تسقط، بل ولو تطلب الأمر فلا مانع أن يتستر الغرب على الفشل الذى سقط بسببه أبرياء، لكن مصر لها وضع آخر فسقوطها مطلوب وبأى طريقة، إن لم يكن بالحصار فبالإرهاب أو الحملات الموجهة إعلاميا والتشويه، وتصيد أبسط الأخطاء وتضخيمها، وهذا هو الفارق الذى يصر بعض الأغبياء بيننا على تجاهله.













مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة