فى أول تعليق بعد إخلاء سبيله.. أحمد ناجى: أحاول استيعاب ما حدث بعد 300 يوم عزلة

السبت، 24 ديسمبر 2016 09:48 م
فى أول تعليق بعد إخلاء سبيله.. أحمد ناجى: أحاول استيعاب ما حدث بعد 300 يوم عزلة الكاتب أحمد ناجى
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قال الكاتب أحمد ناجى، فى أول تعليق له، بعد قرار إخلاء سبيله، إن كل ما حدث ويحدث من تضامن ورسائل محبة، وما يحدث فى العالم بعد أكثر من 300 يوم عزلة عن العالم الخارجى، يمثل مفاجأة متجددة تحتاج لوقت طويل لاستيعابه. جاء ذلك فى أول تعليق للكاتب أحمد ناجى عقب إخلاء سبيله، فى رسالة نشرها على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" عبر صفحته "وسع خيالك"، وجاء فيها:

 

صباح الخير، وورد الوردوش على الجميع..‏

بعد أكثر من 300 يوم من العزلة عن العالم الخارجى والإنترنت الحبيب، يدور المكان ببطء ‏فى محاولة لاستيعاب ما يحدث فى العالم وإيقاع اللحظة حتى أكون قَادراً على التحدث بما ‏يمكن فهمه، لذلك عذراً على التأخير فى الكتابة.

 

لا أزال فى المراحل الأولى لاستيعاب ما حدث وكل رسائل الحب والتضامن التى فاقت كل ‏توقعاتى ولم أكن أعلم عنها شيئاً طوال فترة السجن، حيث كان يتم حجب هذه الرسائل، لذلك لا ‏أزال فى صدمة استيعاب كل ما كان يدور بالخارجِ طوال عشرة شهور مضت ومعرفة كل ما ‏فعلتوه. الموضوع مُذهل خصُوصاً بالنسبة لشخص غير اجتمَاعى مثلى، ولا مُثقف تنويرى. ‏كل ما حدث وما يحدث من حُبكم يبدو مُفاجأة مُتجددة أحتاج لوقت طويل لاستيعَابها. أدين لكل ‏هذه الرسائل بالطاقةِ والدفء التى كانت أفضل عون للاستمرار والتماسك والقدرة على ‏ممارسة وتجاوز التجربة.‏

 

أدرك أيضاً أن الكثير من هذا التضامن ليس لشخصى الضعيف ولا لـ #استخدام_الحياة بل ‏يأتى من أفراد يهمهم أن يكونوا فى مُجتمع صحى أكثر بحد أدنى من سقف لحرية الرأى ‏والتعبير. من آخرين لديهم هذا الشغف بالأدب وبالإيمان بأخوته العابرة للحدود القومية ‏والأعراق الجنسية. وأنا لم أكن أتخيل أن يكون عدد أفراد الفئات سابقة الذكر بمثل هذا العدد ‏وهذا الاهتمام والحماس للتعبير عن أنفسهم، وعن ما نحب. فشكراً لهؤلاء الذين لا أعرفهم ‏لأنهم فتحوا عينى على عالم كنت أظنه فى هشَاشةِ الزجاج بينما أتضح أنه فى قوة الماء.‏

 

الزملاء الكتاب سواء فى مصر أو الدول العربية، على عهد المقاومة والمرواغة وسعيد بأنى ‏جزء من هذه الفسيفساء المُتنَاقضة المُتنافرة الشَاردة وسط خرابات الشرق الأوسط الكبير، وفى ‏زمن عودة الانحطاط القومى الغربى مُدججاً بقوة سخَافة الديمقراطية فأخوة الكُتاب مُمتدة ‏ومتمَاسكة، وسعادتى لا توصف برسائل التضامن والمحبة التى وصلتنى بشكل خاص من ‏كتابى المفضلين وبعضهم كانت أعمالهم اللذة الوحيدة المتاحة فى السجنِ، والبعض الآخر ‏قرأت لأول مرة له أيضاً داخل السجن.‏

 

أما مفاجأة العام فقد كانت هذه التيار من السياسيين والبرلمانيين المصريين الذين أظهروا ‏انحيازهم للدستور أولاً الذى أقسموا عليه، ولتعزيز حرية الرأى والتعبير من خلال تغيير ‏القوانين المعوقة لحرية الرأى والتعبير أو التى توقع عقوبات سَالبة للحرية على النشر أو ‏التعبير الفنى مما يحمل تناقضا صريحا مع الدستور. صحيح أن جهود هؤلاء لا تزال جزءا من ‏عملية الشد والجذب فى حلبةِ الصراع اللا سياسى فى مصرنا الحنونة. لكن شهدنا زمن يكون ‏فيه البرلمان هو المبَادر بتغيير العقوبات السَالبة للحريةِ فى جرائم النشر والعلانية بينما ‏تعترض الحكومة. وهى خطوة أولى على طريق طويل.

 

بشكل شخصى أوجه الشكر للنواب ‏أحمد سعيد، والدكتورة نادية هنرى، على مبادرتهما بتقديم مقترح لتغيير العقوبة السالبة للحرية فى مادة ‏خدش الحياء بما يتماشى مع الدستور وعلى التكاتف والتأييد الذى أبداه عدد من النواب ‏أبرزهم أعضاء حزب المصريين الأحرار. وخارج البرلمان كان التكاتف والاهتمام من جانب ‏عدد من الأحزاب السياسية دليل آخر أنه حتى وسط وحش التضخم الذى نهوى جميعاً داخل ‏أحشاءه لا نزال قادرين على التفكير فى حقوقنا الطبيعية.‏

 

أيام السجن بصراصيرها وعرقها وبردها ومهانتها. لم أكن بقادرٍ على تحملها ‏وتخطيها إلا بسبب رفقة الزملاء المساجين، وبشكل خاص زملاء عنبر 4-2 بسجن الزراعة، ‏والسادة البكايتة والدباديب من كل الجنسيات الأفريقية واللاتينية والعربية فى عنبر 1-2. ‏وأمنيتى للجميع أن يأتى الغد بتعديل أكثر إنسانية لقوانين الحبس الاحتياطى بحيث لا يكون ‏عدد مرتدى الأبيض فى السجون أكثر من مرتدى الأزرق.‏

 

الزملاء الصحفيون والإعلاميون.. شكراً على المتابعة والاهتمام والتغطية. لدى ظروف صحية، ‏والتزامات عائلة تحتل الآن ولأيام قَادمة الجزء الأكبر من وقتى إلى جانب عدم وجودى داخل ‏القاهرة. فقدت خط هاتفى لكن سأحاول الحصول على رقم جديد فى أقرب وقت. ليس لدى ما ‏أضيفه أو أرغب فى التعليق عليه فى الوقت الحالى، والأولوية للالتزامات العائلية الآن، ‏أعتذر عن عدم قدرتى على تلبية أى دعوات لإجراء أى أحاديث أو تصريحات فى الوقت ‏الحالى حتى "نرفع المكن ونزيت الماتور" وأفهم ما الذى يحدث يدور فى الكون الذى يدور، ‏شكراً لاهتمامكم وتفهمكم.‏

 

الأصدقاء والصحاب والأحباب "نفر نفراية وفرد فرداية"، فى سويداء القلب ومحبة موصولة ‏دائماً وليالينا قادمة وكلام وأحضان كتير فى انتظارنا. أخيراً، لا تزال القضية مفتوحة، ولا تزال هناك جلسة مصيرية يوم الأحد بعد القادم أمام محكمة ‏النقض. تضامنكم وحبكم حتى نتجاوز تلك الخطوة الأخيرة بكل الخير وبسعادة.‏

 

الكاتب أحمد ناجى
 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة