نقاد "استخدام الحياة" لـ أحمد ناجى: كتابة مغامرة وتنتمى لـ "graphic novel"

الجمعة، 23 ديسمبر 2016 11:00 م
نقاد "استخدام الحياة" لـ أحمد ناجى: كتابة مغامرة وتنتمى لـ "graphic novel" الكاتب الكبير محمد سلماوى
كتب أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كيف استقبل النقاد رواية أحمد ناجى "استخدام الحياة" التى أثارت أزمة وتسببت فى سجن صاحبها؟.. منذ البداية أبدى النقاد تعاطفهم مع "ناجى" مؤكدين أن رأيهم فى الكتابة سواء بالإيجاب أو بالرفض، له وقت آخر،  لذا نحاول أن نعرف آراء الكتاب فى الرواية.

قال الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة، أستاذ الأدب العربى جامعة القاهرة، إن رواية أحمد ناجى استخدام الحياة اجتهاد طيب، وبها محاولة للتعبير بطريقة مغامرة، وبها النقاط لبعض القضايا المهمة، وبها أيضا قدر من الجراءة فى التعبير.. لكن هناك بعض الملاحظات التى يمكن ملاحظتها حول هذه الرواية، وربما يمكن التوقف عند جوانب لم تكن جميلة فيها، إلا أن هذا كله يمكن تفسيره بخبرة الكتابة القصيرة لدى ناجى، وبمحاولة تقديم تجربة خاصة ومميزة.

وأضاف الدكتور حسين حمودة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، على أى حال، بغض النظر عن القيمة الفنية لهذه الراوية، ففكرة معاقبة الكاتب عموما على بعض العبارات فكرة تحتاج إلى إعادة نظر، وأتصور أن ميراث الكتابة العربى القديم كان يتحرك فى مساحة كبيرة من الحرية نفتقدها الآن، ولنا أن نستعيد كتابات بعض القدماء، ومنهم بعض رجال الدين مثل جلال الدين السيوطى، لكى نكتشف أننا تراجعنا كثيرا فيما يخص حرية الكتابة يضاف إلى هذا أن هذه الرواية نفسها تحتمل وجهات نظر متعددة فيما يتعلق بما يردده البعض عن "خدش الحياء"، ففى محاكمة لهذه الرواية ذهب صاحبها إلى السجن، وفى محاكمة أخرى أطلق سراحه.

هذا وقد اوضح الكاتب الكبير محمد سلماوى رؤيته حول رواية "استخدام الحياة"، قائلا: هى تنتمى لاتجاه جديد فى الرواية العالمية يسمى graphic novel وتمزج بين الكتابة الروائية والرسوم الفنية، وكاتبها هو أحد أبرز الكتاب الروائيين من جيل الشباب الذين ينعقد عليهم الأمل فى مستقبل الأدب الروائى فى البلاد، وله أعمال إبداعية سابقة.

وحول أحد الفصول بالرواية الذى أثار الأزمة، قال الكاتب الكبير محمد سلماوى، لا يجوز فى الأدب، اجتزاء مقطع وحده هكذا وقراءته مستقلا عن الرواية إنما يخرجه عن السياق الذى كتب فيه، ومن المبادئ الراسخة فى النقد لمن درسوه أن العمل الفنى لا يؤخذ إلا فى مجمله لأن المقصود منه هو تأثيره الكلى على المتلقّى وليس تأثير جزء واحد منه منفصلا عن السياق الذى جاء به، لذلك لا يمكن لنا أن نجتزئ قطعة من تمثال لرائد فن النحت المصرى الحديث محمود مختار، مثل ثدى الفلاحة فى تمثال نهضة مصر الشامخ أمام الجامعة ونعرضه وحده على الملأ، وإلا كان بالفعل خادشا للحياء لأنه خرج عن المعنى الوطنى الذى يرمز له التمثال ليصبح تأثيره حسيا بحتا، فما يخدش الحياء فى الحياة لا يكون كذلك فى الفن، وفى الوقت الذى يخدش حياءنا مشهد العرى فى الطريق العام فإننا نرسل طلبة المدارس إلى المعارض والمتاحف التى تضم لوحات فنية قد يكون بها بعض العرى دون أن يكون فى ذلك ضررا عليهم.

كما أشار "سلماوى" إلى أن هناك أعمالا كثيرة صودرت ربما كان أشهرها رواية "عشيق الليدى تشاترلى" للكاتب البريطانى الكبير د. ه. لورنس، لكنهم وعادوا وصرحوا بها، وقد كان ذلك فى عهود تخلف غابرة يتندرون بها الآن، فالمصادرة بهذا الشكل ولهذه الأسباب منافية للفهم الصحيح للأدب ووظيفته، إضافة إلى أنه مناقض للدستور، وإلا كان علينا أن نصادر الكثير من تراثنا الفنى العظيم الذى نباهى به بين الأمم مثل "ألف ليلة وليلة"، أو من أمهات أدبنا الحديث الذى تربينا عليه مثل رائعة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين "دعاء الكروان" التى يغتصب فيها البطل عذرية الفتاة الريفية البريئة هنادى، وهو ما لا يكون فقط خادشا للحياء فى حياتنا العادية خارج العمل الفنى، وإنما هو أيضا جريمة يعاقب عليها القانون، لكن فى إطار الرواية المذكورة هو ضرورة تفرضها الاعتبارات الفنية التى لا يجب أن تغيب عن نظر من يعطى لنفسه الحق فى تقييم العمل الفنى.

بينما قال القاص الكبير سعيد الكفراوى، إنه قرأ الرواية باعتبارها رؤية، أيا كانت هذه الرؤية نتفق معها أو نختلف لكن "ناجى" من حقه كمبدع أن يمارس التجريب فى الكتابه، وأن يعبر بالطريقة التى تتلاءم مع طموحه.

وأوضح سعيد الكفراوى، أنه لا يعنيه أى تجاوز للقيم السائدة لكن يعنيه فى العمل الأدبى كيف كتب "الرؤية والشكل والبناء، وأحمد ناجى قدم شكلاً مغايرا للكتابة الجديدة، قائلا: أنا واحد فى وقت من الأوقات أنتمى لجيل كان يحاول دائما كسر السائد واختراق القيم ومجابة سلطة القمع ومجاوزة الماضى، فأنا مع توجه أحمد ناجى فى الكتابة وأن يضمن له المناخ السائد فى أن يكون حرا ومعبرا وأن ينتمى هذا الواقع إلى أن التخيل شىء وكتابة الواقع شىء آخر.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة