الأسعد الجاموسى: هذه آخر دورة لى فى إدارة المهرجان حتى أتفرغ لأعمالى كفنان

السبت، 26 نوفمبر 2016 10:00 ص
الأسعد الجاموسى: هذه آخر دورة لى فى إدارة المهرجان حتى أتفرغ لأعمالى كفنان الأسعد الجاموسى
رسالة قرطاج - جمال عبدالناصر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- اخترت الأعمال المصرية بما يتناسب مع طبيعة مهرجان أيام قرطاج

- تفهمنا اعتذار محمد صبحى وبشرى ويحيى الفخرانى كان مفاجأة حفل الختام

 

يتميز الفنان والدكتور الأكاديمى الأسعد الجاموسى مدير الدورة الـ18 من مهرجان أيام قرطاج المسرحية بأنه رجل مسرحى عاشق للمسرح وأكاديمى متخصص ولديه فكر جديد ومختلف فى إدارة الثقافة بشكل عام والمهرجانات الفنية بشكل خاص، وهو كمثقف تونس لديه حلم يكشف عنه فى حوارنا معه، كما أنه يوضح أسباب اعتذار الفنانين المصريين عن المهرجان، ويكشف عن تفاصيل المشروع الذى دعى له كل رؤساء المهرجانات المسرحية والمهتمين بالمسرح العربى والأفريقى.

 

بدأ الفنان الأسعد الجاموسى مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية حديثه معنا بقوله: النفوذ السلطانى المالى أو الأدارى أو الحكومى لا يجب أن يكون مع الفن فإذا أردنا بالفعل إبداعات خالصة ومعانقة للإنسانية، فينبغى أن تتحرر من جميع القيود المالية والإدارية، ويكون الدعم من خلال المؤسسات الدولية للدعم ومن خلال الجمهور وكمثال فرقة "التياترو" فهى مجموعة تعمل منذ فترة طويلة، وتستطيع أن تعمل بدون دعم لأن جمهورها أصبح هو الداعم الأساسى.

 

هل معنى ذلك أن تطالب بأن تبتعد الدولة عن الثقافة ولا تدعمها؟

من واجب الدولة أن تساهم فى الثقافة بكل تأكيد، لكن ينبغى أن تفعل ذلك من خلال مؤسسات وأن تمنحها الاستقلالية حتى لا تتدخل الدولة تدخلا سافرا فى الثقافة، وفى المهرجانات والتى يتوجب أن تديرها مؤسسات مستقلة، وهو ما يؤدى إلى تطورها مادامت بعيدة عن سلطة الدولة.

 

وما هى مطالبك بالتحديد؟

أطالب بمؤسسة المهرجانات فى كل الدول العربية، وأن تكون لكل مهرجان مؤسسة وإدارة مستقلة، فمثلا "أيام قرطاج المسرحية" لا يجب أن تكون إدارته تابعة للوزارة أو للوزير، لكن من خلال مجلس أعلى للثقافة ممثلا فعلا، وينبغى أن يكون هيكلا ممثلا للمثقفين والمبدعين ومن هذا المجلس ينتخب المدير من خلال تصويت ديمقراطى، وإذا وصلنا لإيجاد هذه الآليات حمينا المؤسسة وليس الأشخاص من هذه التداخلات من الدولة وخارج الدولة.

 

هل هناك من يحارب الأسعد الجاموسى مدير مهرجان أيام قرطاج المسرحية؟

بالفعل هناك من يفعل ذلك فهناك بعض المأجورين الذين يهدفون لإرباك مهرجان "أيام قرطاج المسرحية"، وهم من الداخل ومن الخارج وهناك من يحارب المهرجان ولا أختزل المهرجان فى شخصى فينبغى أن تتجاوز فكرة الشخصنة، وأن يتحول المهرجان لعمل مؤسساتى على مستوى العربى الأفريقى، لأن من يدير مهرجان بحجم مهرجان أيام قرطاج المسرحية أو أى مهرجان آخر ينبغى أن يكونون فى حماية من أى شكل من أشكال التسلط من خلال كونفدرالية دولية، لكى تتحرر تلك المهرجانات من التدخلات السافرة، وأن تكون تلك المؤسسات نواة لفتح مجالات الانتشار فى الجانب العربى والغربى، وأن تصبح تلك الكونفدارلية شريكا دوليا مهما، وأن تكون فى علاقة مهمة مع مؤسسات عالمية مثل اليونسكو أو الألسكو أو الأمم المتحدة بشكل مباشر أو مثل بنوك تنمية أو مؤسسات دولية للدعم الثقافى وأنا قد دعيت كل رؤساء المهرجانات من أجل ذلك.

 

وما آليات ذلك وتفاصيل ذلك المشروع الذى تحلم به؟

من خلال تلك المؤسسة الكونفدرالية نقوم بشراء مسرح بمدينة أفينيون الفرنسية التى تحوى أحد أهم مهرجان مسرحى على مستوى العالم، ويكون هذا المسرح ملك للمؤسسة، ومن خلالها نقدم المسرح بشكل مستمر، ويكون ملكا لكل من شارك فى تأسيسه من الدول والمهرجانات فهذا المسرح يكون ملك مشاع ومشترك تديره هيئة مشتركة من كل الدول المؤسسة.

 

وما هو حلمك الآخر فى مهرجان أيام قرطاج المسرحية؟

حلمى الآخر أن أكون متفرجا مثل باقى المتفرجين ومستمتعا، وأنا مستقيل من إدارة المهرجان عقب انتهاء هذه الدورة، حتى أتفرغ لمشاغلى الأكاديمية وطلبتى التى أشرف عليهم وعلى رسائلهم العلمية للحصول على الدكتوراه، فهذا من واجبى ومن آمالى وأحلامى أيضا أن أتحرر من هذا الحمل كممثل وكمسرحى، فهذه آخر دورة لى فى إدارة مهرجان أيام قرطاج المسرحية، لكن هذا لا يعنى أننى سوف أتخلى عن المهرجان لكننى أعتقد أن كل من ساهم فى بناء هذا الصرح لابد أن يواصل دعمه والتزامه لهذا الصرح، وإذا توصلنا لتحويله من هيئة مديرة معينة حسب ما هو قائم لمؤسسة منتخبة من الممكن أن اترشح من جديد لإدارة المهرجان، فهذا ما يتلائم مع موجتى وآمالى فأيام قرطاج المسرحية ليس مجرد مهرجان، لكنه مشروع ضخم فى التكوين المسرحى والالتقاء العربى الأفريقى الغربى والترويج المسرحى للمشاريع وانجازها وبه رهانات باستدعاء 70 مبرمجا دوليا فى المسرح.

 

كيف اخترت الأعمال المصرية المسرحية المشاركة؟

العرضان المسرحيان "ياسم" للمخرجة شيرين حجازى ومسرحية "زى الناس" للمخرج هانى عفيفى اخترتهما بنفسى من خلال حضورى للقاهرة ومشاهدة عدد من العروض المسرحية، وهما من أفضل وأجمل العروض المصرية التى يجب أن تشارك فى مهرجانات خارجية، وهذا كان الأفضل بالنسبة لى لأنى لدى اقتناع أن المبرمج يختار حسب توجهات مهرجانه وشخصية مهرجانه لأننا تركنا للوزارات أو الجهات المعنية للاختيار كان يجلب لنا عروض لا تتناسب معنا ولا مع شخصية المهرجان.

 

وما هى شخصية مهرجان أيام قرطاج المسرحية؟

شخصية مهرجان أيام قرطاج المسرحية تتمثل فى كونه منصة دولية عالمية لالتقاء الأعمال المسرحية العربية الأفريقية من أجل ترويجها فى الداخل العربى والأفريقى وفى الخارج وأقصد به أوروبا وأمريكا وهذه هى السمة الأساسية أيضا لمهرجان أيام قرطاج السينمائية، فقد خرج أيام قرطاج المسرحية من رحم أيام قرطاج السينمائية، وما أسس عليه الطاهر شريعة مهرجان السينما تم نقله للمسرح وأنا بالمناسبة اعتبره الأب الروحى لى، وأنا الابن الروحى للطاهر شريعة وكل التونسيين يعرفون ذلك، وأنا اقرب ما يكون لفكره فى التشبيك بين الثقافة العربية والأفريقية لأن هذا العمق هو العمق الطبيعى الثقافى والاقتصادى والتاريخى وينبغى أن نعمقه وأن يجمعنا ويشبكنا لأنه سيكون مصدر قوة لنا كعرب.

 

هل لذلك اخترت الفنانة الكاميرونية الشهيرة وارى وارى ليكينج مطربة الراب الشهيرة لافتتاح المهرجان؟

هذه الفنانة تسمى فى أفريقيا الملكة الأم وهى لها جمالية كاملة وتحافظ، وتحمى التراث الأفريقى بكل ما فيه من جمال وهى تجمع بين الشكل الأفريقى فهى لها استقلاليتها الفريدة فيما تقدمه من فن ما بين التراث الطقوسى الاحتفالى والمشهدية الأوروبية الكونية لفن المسرح.

 

كنت قد أعلنت قبل بداية المهرجان عن تكريم وحضور الفنانين محمد صبحى وبشرى لكنهم لم يحضرا؟

كان لكل منهما ظروف فبشرى كانت قد انشغلت بتصوير فيلم سينمائى والفنان محمد صبحى له ظروف خاصة بمرض زوجته، ونحن نلتمس له العذر بكل تأكيد ومكانته محفوظة لدينا يأتى فى أى توقيت فنحن نعتبره فنانا عظيما ومفكرا كبيرا وأستاذا ومساهما فى العمق الفكرى والمعرفى، لكننا كرمنا الفنان يحيى الفخرانى فى ختام المهرجان وهذه مفاجأة كانت لكل المسرحيين فى تونس الذين يعشقون ذلك الفنان الكبير.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة