سلوى إبراهيم تكتب: علمنى الخوف!

السبت، 26 سبتمبر 2015 08:00 م
سلوى إبراهيم تكتب: علمنى الخوف! ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أذكر جيداً فترة من فترات مرضى حين كنت مصابة بقرحة فى قرنية العين.
كانت مؤلمة للغاية ! لم أكن أستطيع تحمل الضوء أبدا!
لم أكن قادرة على القراءة ولا على مشاهدة شىء!
أذكر جلوسى وحدى فى غرفتى فى ظلام تام!
عندما أرجع بذاكرتى لهذا المشهد أندهش من وضوح الرسالة!
كنت أهرب من الحياة ! كنت خائفة من كل شىء!
تلك الجلسة فى الظلام كانت تقول لى أنى ميتة (على قيد الحياة ) ! أننى فى قبر! أننى أختنق !
إدراكى جاء متأخرا لم أفهم بسهولة، رغم وضوح أن الخائف دائما ما يختبئ.
وإن لم يستطع الاختباء فإنه يغمض عينيه ! يمنع نفسه من الرؤية، يفصل نفسه عن الحياة !
يذكرنى ذلك بعصفورى الكنارى الذى يهاب الخروج من القفص !
وإذا خرج خطأً يختبئ واضعاً رأسه فقط تحت الأريكة ظناً منه أن هذا الظلام يحميه !
أذكر ضحكى عليه وعلى ظرافته ولكنى لم أنتبه أننى بنفس الظرافة !
ولكن لحسن الحظ كنت صادقة فى رغبتى فى الخروج من المأزق الذى كنت أشعر به
ولا أفهمه، ففتح الله لى الطريق .
حضرت الكثير من الدورات وقرأت العديد من الكتب وكلها كانت تأخذنى
خطوة صغيرة فخطوة أخرى إلى النور !
ودخل فى حياتى أشخاص كالرسائل، كالكتب أو عن ألف كتاب !
ولكنى بقيت أخرج ببطء شديد !
أذكر مرة كنت فى رحلة وكانت من بين النشاطات المتاحة الاننتقال السريع بين جبلين معلقةً على حبال !
أقدمت على ذلك بعد محاولات حثيثة للإقناع ممن حولى !
خفت جداً ! (شعرت) بالخوف جداً ! كنت دائماً أخاف أن أعرض نفسى للخوف ! مضحكة هذه الجملة ولكنها حقيقية!
لم أعرف أن شعورى بالخوف هو بالتحديد ما سيحررنى من الخوف!
أذكر بكائى الشديد بعد وقوفى على الأرض ! كنت أبكى وكنت أعرف فى قلبى أننى أتخلص من عبء كبير !
" إذا هبت أمراً فقع فيه " مقولة كنت أجد لذة عجيبة فى ترديدها وقراءتها وتأملها
وكأن روحى كانت تصرخ بأنها الدواء!
وفعلاً لم أجد نفسى فى الخارج تماماً وفى قلب النور إلا عندما قررت أن أفعل ما يخيفنى(تحديداً) وأصبحت شيئا فشيئا أبحث عما يخيفنى وأقرر الخوض فيه
ومع كل مواجهة للخوف بدأت أشعر أن لى أجنحة
لى أجنحة! ولَك أجنحة ولنا جميعا أجنحة
فبدأت (أحب) الحياة!
الحب هو النور، معه لا تبقى أى ظلمة
ولابد للشفاء أن يسرى !
ما أن تبدأ فى مواجهة الخوف ولو فى أبسط ما تخاف
ما أن تبدأ فى حب نفسك وحياتك
حتى تشعر بلذة للحرية لا تشبهها لذة أخرى
ستشعر أنك حى .. حى فعلاً
ولا شىء يضاهى الإحساس بالحياة !










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة