دراسات إسرائيلية: السعودية تسعى لتحالف سنى مع مصر وتركيا لمواجهة إيران.. وضم باكستان بمثابة "بوليصة تأمين" للتحالف.. معهد الأمن القومى: مساعى المملكة تأتى على خلفية تزايد النفوذ الإيرانى

الجمعة، 10 أبريل 2015 12:33 م
دراسات إسرائيلية: السعودية تسعى لتحالف سنى مع مصر وتركيا لمواجهة إيران.. وضم باكستان بمثابة "بوليصة تأمين" للتحالف.. معهد الأمن القومى: مساعى المملكة تأتى على خلفية تزايد النفوذ الإيرانى الملك سلمان
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجمع عدد من الخبراء والاستراتيجيين الإسرائيليين فى تحليلهم لما يحدث حاليًا بالمنطقة، على أن السعودية تسعى إلى تكوين تحالف سنى ضخم بقيادتها وتكوين كتلة كبيرة قوية تكون قادرة على مواجهة المد الشيعى الذى تتزعمه إيران، كما أن الرياض تحاول لم شمل الدول السنية على خلفية التحديات الناجمة عن الاضطرابات فى العالم العربى وتزايد نفوذ طهران.
تعزيز العلاقات بين السعودية وتركيا لبناء التحالف السنى

وقال الباحثان الإسرائيليان جاليا ليندستراوس، ويأول جوزنسكى، خلال دراسة لهم بمعهد "الأمن القومى الإسرائيلى للدراسات السياسية والاستراتيجية" حملت رقم 679 لعام 2015، إن السعودية تسعى لتعزيز علاقتها مع تركيا وأن تكون بينهما علاقات جيدة وقوية من أجل إقامة تحالفات أقوى فى الوقت الحالى لمواجهة النفوذ الإيرانى المتصاعد فى الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن هناك بعض الفترات التى كانت علاقة البلدين أقرب ما يمكن مثل الفترة فى عام 2005، لافتين إلى أن الرياض ترى أن التهديد الإيرانى أصبح الآن أكثر قوة وأنها على استعداد لابتلاع "الدواء المر" وهو جماعة "الإخوان المسلمين" الذى تدعمها تركيا لغرض بناء تحالف سنى قوى مناهض لإيران، وذلك على الرغم من أن مصر تعتبر تلك الجماعة تهديدا خطيرا للاستقرار الداخلى لها، مؤكدين على أن السعودية ستسعى لعقد مصالحة بين القاهرة وأنقرة لتصفية الخلافات بينهم وتسوية مشكلة الإخوان.

تحول الموقف التركى تجاه إيران


وقال ليندستراوس وجوزنسكى إن الزيارة التى قام بها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إلى السعودية أوائل مارس الماضى ولقاءه بالملك السعودى الجديد، سلمان بن عبد العزيز آل سعود، كانت بمثابة دفعة قوية للعلاقات بين الرياض وأنقرة، فى الوقت الذى تسعى فيه المملكة لفتح صفحة جديدة، مؤكدين على أن أردوغان واحد من رؤساء الدول السنية الذين جاءوا إلى الرياض لعقد اجتماعات مع الملك الجديد، وجاءت زيارته فى نفس توقيت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى، مضيفة أن الملك سلمان التقى بعد اجتماعه بأردوغان والسيسى مع رئيس الوزراء الباكستانى نواز شريف، مشيرة إلى أن هناك أيضا تقارير تفيد بإجراء اتصالات بين حماس والسعودية وزيارة مرتقبة لخالد مشعل للمملكة.

وأضافت الدراسة التى نشرها معهد "الأمن القومى الإسرائيلى للدراسات السياسية والاستراتيجية" أن سلسلة الاجتماعات التى عقدت فى الفترة الأخيرة بالمملكة تأتى على خلفية ارتفاع مكانة ونفوذ إيران الإقليمية، مما يؤكد سعى الرياض لخلق تحالف سنى من شأنه أن يعيق النفوذ الإقليمى المتزايد لإيران وتوابعها.

ضم باكستان للتحالف السنى بمثابة "بوليصة تأمين"


وقالت الدراسة الإسرائيلية إنه على المستوى الرمزى، فيمكن النظر إلى سياسة الملك الجديد للسعودية بأنها تعكس الماضى والحاضر ومستقبل السياسة الخارجية السعودية، موضحة أن الاجتماع مع السيسى يمثل قمة تلك السياسة التى أتبعها الملك الراحل عبد الله، أما اجتماعه مع أردوغان فيؤكد سعيه لبناء تحالف سنى، كما يمكن أيضا أن ينظر إلى الاجتماع مع نواز شريف بمثابة "بوليصة تأمين" حال فشل محاولة تعزيز التحالف بمشاركة مصر وتركيا.

وأشارت الدراسة الإسرائيلية إلى أن الاتفاق الذى تم توقيعه بين إيران والقوى العظمى بشأن القدرات النووية الإيرانية، وتنامى السيطرة الشيعية فى اليمن ودور إيران النشط فى سوريا والعراق ولبنان من خلال حزب الله كلها عوامل أدت بالرياض بأن تدرك أن ذلك التحالف يحتاج تركيا كمشارك فى التحالف المناهض لإيران، مشيرة إلى أن ما يؤكد ذلك تصريحات أردوغان عقب زيارته للمملكة بأن "مصر والسعودية وتركيا - هذا الثلاثى - هى أهم الدول فى المنطقة، ولدينا جميعا واجبات لتنفيذ السلام والهدوء والرفاهية فى المنطقة".

دعم مصر ماديا واقتصاديا لزيادة دورها النشط فى التحالف


وأشارت الدراسة الإسرائيلية إلى أن المملكة تواصل سياستها فى الاستثمار بكثافة فى مصر، من أجل تعزيز الاستقرار هناك واكتساب نفوذ أكبر لها داخل القاهرة، زاعمة أن مشاركة الرياض بقوة فى مؤتمر التنمية الاقتصادية بشرم الشيخ أوائل مارس الماضى، وتعهدها بالوقوف جنبا إلى جنب مع الكويت والإمارات العربية المتحدة ماديا بجانب مصر بمساعدات وصلت لـ 12 مليار دولار ليصبح المبلغ الإجمالى للمساعدات الخليجية لمصر حوالى 23 مليار دولار، هو استثمار سيؤتى ثماره فى شكل مشاركة مصر النشط فى التحالف الذى تقوده السعودية فى اليمن.

المملكة السعودية ستتخذ نهجا أكثر انفتاحا مع "حماس" لدعم التحالف


وفيما يتعلق بجماعة "الإخوان"، تقول الدراسة إنه بالرغم من حظر المملكة لأنشطتها إلا أن التقديرات تؤكد أن الملك الجديد يدرس نهجا أكثر انفتاحا على "حماس"، أحد أفرع الإخوان، بهدف ضمها إلى الحلف المناهض لإيران فى التشكيل، وأن تليين موقف السعودية تجاه الإخوان يعد أساسا جيدا لتحسين العلاقات بين تركيا والمملكة، مضيفة أنه مع ذلك، فإنه من المبكر جدا أن يحدث تغيير فى موقف نظام السيسى تجاه الإخوان المصنفة بمصر على أنها إرهابية.

وتشير الدراسة إلى أن إعراب أردوغان عن دعمه لـ"عاصفة الحزم" والتدخل العسكرى فى اليمن، وتصريحاته ضد الهيمنة والنفوذ الإيرانى فى المنطقة فاجأ طهران، ويمكن فهمه بأنه تغيير استراتيجى فى العلاقات بين إيران وتركيا، ويلفت الأنظار إلى تحسن حقيقى فى العلاقة بين تركيا والمملكة العربية السعودية دون أن يكون هناك أى تأثير سلبى بسبب العلاقات بين تركيا ومصر.

وقالت الدراسة إن تحسن العلاقات بين السعودية وتركيا، للحد من هيمنة إيران وتعزيز نفوذها فى المنطقة، ليس بالضرورة أن يشير إلى أى تطور إيجابى بالنسبة لإسرائيل، ففى ضوء الأزمة بين إسرائيل وتركيا، ودخول أنقرة فى الائتلاف السنى بقيادة السعودية يزيد من نقاط الاحتكاك بين التحالف السنى وإسرائيل، حيث إن العلاقة البراجماتية التى تتماشى بين إسرائيل والدول السنية المعتدلة فيما يتعلق بالمخاوف من إيران يمكن أن تتعرض للأذى.

الحرب فى اليمن اختبار للتحالف العربى العسكرى والسنى


وفى السياق نفسه، كشفت دراسة أخرى للمعهد نفسه أجراها الخبير الاستراتيجى إفرهام كام، ويأول جوزنسكى، أن التحالف العسكرى العربى الذى تقوده السعودية حاليًا ضد ميليشيات الحوثيين فى اليمن هو أكبر اختبار للتحالف السنى الذى تسعى لتكوينه المملكة، وقالت الدراسة التى حملت رقم 680 لعام 2015، إن المملكة أمضت وقتًا طويلًا فى توحيد الصفوف العربية لاتخاذ إجراءات موضوعية وتشكيل تحالف عسكرى عربى لمواجهة جهود إيران لاختراق مختلف الساحات وتوسيع نفوذها فى جميع أنحاء المنطقة وسيطرتها على بعض الدول العربية.

ودعت الدراسة الإسرائيلية أن تستفيد تل أبيب من هذه الخطوة الجماعية التى تقودها السعودية فى اليمن، لأنها من وجهة نظر الدراسة تجذب انتباه العالم نحو إيران ونفوذها المتنامى فى المنطقة، وأن التهديد القادم من إيران لا يقتصر فقط على طموحاتها النووية، لكن يتجلى أيضا فى الطموح الصارخ لتصبح القوة المهيمنة الإقليمية، ورغم ذلك لا يمكن تصور أن هذه الخطوة ستساعد على خلق مصالح مشتركة بين إسرائيل والدول الأعضاء فى التحالف السعودى.

واستخلصت الدراسة الإسرائيلية من عمل التحالف العربى فى اليمن الذى لا يزال فى مرحلته الأولى، بعض الاستنتاجات وقامت بتقييم أهميتها بالنسبة لإسرائيل والمنطقة، من بينها أن الدول العربية تمكنت من توحيد صفوفها لوقف زيادة النفوذ الشيعى الإيرانى فى المنطقة، مشيرة إلى أنه إذا نجح العمل العسكرى ضد الحوثيين ومؤيديهم فى اليمن فإنه قد يمثل أول نجاح لضربات عسكرية مشتركة.

وأوضحت الدراسة أن التحرك الجماعى العربى يعد أول تحرك عسكرى كبير حتى من دون قيادة الولايات المتحدة، والذى يؤكد أنه عندما كانت المصالح العربية على المحك تحركت الدول العربية بسرعة دون أى اعتبار لموافقة واشنطن من عدمها، عندما رأوا خطرا واضحا وقائما على أمن دولهم.

وأضافت الدراسة أنه من بين الاستنتاجات التى توصلت لها أن العرب ينوون بكل قوة التحرك ضد الاتفاق النووى مع إيران، فى الوقت الذى اتخذت فيه الولايات المتحدة مرة أخرى المقعد الخلفى فيما يتعلق باليمن.

وقالت الدراسة إن العملية الأخيرة ضد اليمن أظهرت النفوذ الاقتصادى والسياسى لدول الخليج فى العالم العربى، وإنها لا تزال بحاجة إلى المساعدة العسكرية والدعم السياسى من الدول العربية الأخرى، وعلى رأسها مصر، من أجل تسجيل الشرعية واستمرار مدها بالمساعدات والخبرات العسكرية، فبرغم من الاضطرابات الإقليمية التى ضربت الشرق الأوسط بقى الجيش المصرى الأقوى بين الجيوش العربية، ولكن بسبب الظروف الأمنية المضطربة التى شهدتها مصر فى السنوات الأخيرة، فإن نظام السيسى يحتاج للمساعدة الاقتصادية الضخمة القادمة من دول الخليج، وعلاوة على ذلك فإن ترك مضيق باب المندب - الممر البحرى الاستراتيجى لقناة السويس – حرا للنفوذ الإيرانى خطر كبير لمصر وبالتالى كان تحركها سريعا لإنقاذه.

وأضافت الدراسة أن اليمن ليست دولة عربية بارزة سياسيا أو اقتصاديا، ولكنها بسبب موقعها الجغرافى القريب من السعودية، التى تشترك معها فى حدود تصل إلى 8000 كيلومتر، وسيطرتها على مضيق باب المندب (البوابة البحرية الجنوبية لقناة السويس) أصبحت ساحة من عدة ساحات يستمر الصراع فيها بالشرق الأوسط بين إيران وأقمارها الصناعية، من جهة، والكتلة الملكية السنية، من جهة أخرى، مضيفة أنه من وجهة نظر السعوديين، فإن إيران تريد إنشاء نفوذ لها فى اليمن، لكى تحيط بالسعودية من جميع الجوانب بعد مد نفوذ لها فى سوريا والعراق ولبنان، ليأتى بعذ ذلك تأجيج الشيعة الزيدية فى المملكة العربية السعودية للسيطرة عليها.


اليوم السابع -4 -2015

اليوم السابع -4 -2015



موضوعات متعلقة..


- إيران تستغل الشعائر الدينية لتحقيق مصالحها السياسية وتستخدم "طائرات المعتمرين" لاستفزاز السعودية.. سلاح الجوى الملكى يمنعها من الهبوط لعدم امتلاكها تصريحًا.. ورجال دين شيعة يقترحون إلغاء السفر للمملكة









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة