أحمد أيوب

السيسى أمانة فى رقبتنا

الأربعاء، 23 ديسمبر 2015 08:02 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعلم أن الرئيس عبد الفتاح السيسى صادق النية وهو يعلن أمام الجميع أنه ليس طامعا فى السلطة، وأنه مستعد لمغادرتها إن طلب الشعب ذلك، لكن رغم ذلك لا أوافقه على هذا الأمر، ولا كنت أتمنى أن يتحدث هذه اللغة، لأن القضية لم تعد فى اسم السيسى وإنما فى شخصية الرئيس الذى اخترناه وقبلنا معه التحدى.

السيسى اختيارنا نحن وليس اختيار شعب آخر، لم يفرض علينا ولم يستحوذ على السلطة فى غفلة من الشعب، بل اختاره وأيده 97 بالمائة من الناخبين، اختيارًا بأغلبية كاشفة لدعم الشعب له، ولا يمكن لهذه الأغلبية حتى وإن انخفضت بعض الشىء، بفعل الظروف الصعبة، أن تسمح لعدة آلاف لا يعجبهم شيئًا فى الدنيا أن يكسروا إرادتنا ويغيروا المشهد كما يريدون.. لا هذا منطق ولا معقول وإنما هو السفه السياسى والخبل الذى لم يعد يحتمله الوضع المصرى.

السيسى هو رئيس فى جمهورية مصر الجديدة التى نريدها، ومغادرته السلطة ليست قراره وحده وإنما هى قرار الشعب الذى اختاره، وبالطرق التى حددها الدستور وليس التى يريدها هواة التدمير، كما سلمنا السيسى رئاسة مصر وقيادة البلاد كأمانة فى عنقه سيسأل عنها أمام الله، فهو أيضا أمانة فى أعناقنا سنسأل عنه إن لم نسانده ونتحمل معه المسئولية، فالرجل منذ اللحظة الأولى لم يخدعنا ولم يبع لنا الوهم، وإنما كان صادقا واضحا فى أنه لا يملك عصا سحرية ولا يقوى على العمل وحده، وإن كان البعض يستعجلون النتائج وقلة يسعون للتغيير فالأغلبية الكاسحة راضية بالسيسى رئيسا، تعلم أنه وطنى لا يدخر جهدًا فى سبيل إنقاذ مصر، شريف لا يقبل الفساد، محايد لا ينحاز لفئة ولا يميل لهوى سياسى ولا ينتمى لتيار أو مذهب.

غالبية المصريين يعلمون أن ما فعله السيسى خلال العام والنصف الذى قضاه فى الرئاسة حتى الآن لم يكن من السهل تحقيقه فى ست سنوات وربما أكثر.. الأغلبية من المصريين يدركون ثقل المهمة ويشفقون على الرئيس، يطمعون فى المزيد لكنهم لا يبخسون حق الرئيس فيما أنجزه، يضجرون من الفساد لكنهم يدركون أنه ميراث تحمله السيسى ويسعى للقضاء عليه.. يحلمون برفع الظلم الاجتماعى عن الغلابة ويثقون أن هذا هو نفسه ما يحلم به السيسى ويقاتل من أجله.

المؤكد الذى يجب أن يعلمه السيسى نفسه أن الأغلبية لن تعطيه ظهرها لأنهم ليسوا ناكرين للجميل، بل ستكون أيديهم بيده، لن يتركوه يواجه المخربون وحده، بل سيقفوا إلى جانبه، وعلى السيسى أن يعلم ذلك ولا يعطى اهتماما لمن يسعون دائما لإسقاط البلد فى غياهب العراق ووحل سوريا وسراب ليبيا، فالمصريون لن يسمحوا لهم بتحقيق غايتهم بل سيكونوا فى صف رئيسهم الذى اختاروه وهم يعلمون أنه منهم وليس عليهم.

سيادة الرئيس.. أرجوك لا تكرر هذا الحديث مرة أخرى، فالشعب هو من سيقرر متى ستغادر موقعك وليس آخرين.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة