عادل السنهورى

التباكى على النووى المصرى!

الأحد، 22 نوفمبر 2015 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمجرد إعلان التوقيع على بدء انطلاق المشروع النووى المصرى مع روسيا لبناء محطة الطاقة النووية السلمية فى منطقة الضبعة، انطلقت بعض الكتابات والآراء تطالب بالتراجع عن المشروع وتحذر من مخاطره، وترى أن الأجدى طرح الضبعة للاستثمار السياحى، والبعض الآخر رأى أن الدولة تبنى محطات نووية وتترك الأزمات الاقتصادية والأسعار والفقر والبطالة، وبالتالى فلا داعى للمشروع من أصله والاهتمام بمشاكل وهموم المواطن اليومية.

تابعت هذه الكتابات التى لا تختلف كثيرا عن كتابات «الندب والتباكى» فى مناسبة 5 يونيو 67، وأنا أسترجع بداية المشروع النووى الهندى فى نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات، عندما قرر الزعيم الهندى جواهر لال نهرو إطلاق المشروع النووى، وكانت الهند تعانى مشاكل اقتصادية لا حصر لها، ونسبة البطالة والفقر تتجاوز الـ%50، ومع ذلك لم يتراجع نهرو عن مشروع المستقبل لتوفير الطاقة اللازمة لمشروعات التنمية فى الهند، ولم يطلب منه أحد التراجع عن المشروع والاهتمام بقضايا الفقر والبطالة، الهند كانت تحتاج إلى الطاقة، وكان لا بديل عن إيجاد مصادر غير تقليدية.

الفقر والبطالة وباقى المشاكل الاقتصادية لم تمنع الهند من البدء فى مشروعها القومى فى نفس التوقيت مع المشروع المصرى.

الهند تقدمت ومصر تراجعت بعد إجهاض مشروعها النووى وتعثره، وأصبح لديها حاليا 23 مفاعلا نوويا فى 6 محطات للطاقة النووية بطاقة 4 آلاف و780 ميجاوات حتى العام 2012، ومع ذلك استمرت مشكلة الفقر موجودة رغم انخفاضها، فحسب مفوضية التخطيط الهندية، فإن %29.8 من سكان الهند البالغ عددهم 1,21 مليار نسمة يعيشون تحت خط الفقر، وكان المعدل عام 2004 يبلغ %37.2 وهى تقديرات رسمية، فى حين أن تقديرات غير رسمية تشير إلى أن نسبة الفقر قد تزيد عن %77.

الوضع الحالى يقول: إن الطاقة النووية هى رابع أكبر مصدر للكهرباء فى الهند بعد الطاقة الحرارية، والطاقة الكهرومائية والمتجددة من الطاقة الكهربائية، فى حين أن هناك 7 مفاعلات أخرى تحت الإنشاء، ومن المتوقع أن تولد 5300 ميجاوات إضافية، وأحرزت الهند تقدما فى مجال الثوريوم المستندة إلى الوقود، والعمل على تصميم وتطوير نموذج أولى لمفاعل نووى باستخدام الثوريوم واليورانيوم منخفض التخصيب، وهو جزء رئيسى من برنامج الهند ذى الـ3 مراحل للطاقة النووية.

وفى أكتوبر 2010، كشفت الهند عن خطة طموحة للوصول إلى قدرة طاقة نووية تصل إلى 63 ألف ميجاوات فى عام 2032، بمعنى أن شبه القارة الهندية سوف تمتلك حوالى 30 مفاعلا نوويا لتوليد الطاقة، رغم بعض الاحتجاجات للتوسع فى المشروع النووى الهندى من سكان عدد من الولايات الهندية، والتساؤل حول الطاقة النووية كبديل آمن ونظيف، هذه هى الهند وتجربتها النموذجية فى توفير الطاقة النووية لبلد حجم سكانه يتجاوز المليار و100 مليون نسمة، ويعانى مشاكل اقتصادية جمة، لكنه حقق تجربة تنموية هائلة، يحاصر من خلالها معدلات الفقر ومستويات البطالة، وهو ما حدث بالفعل خلال الـ50 عاما الماضية، وفى رأيى أن المشروع النووى المصرى هو المشروع القومى للمستقبل بعد مشروع محور تنمية قناة السويس، وتأخرنا فيه كثيرا، لكن علينا الإسراع فى إنجازه إذا أردنا المضى نحو مستقبل أفضل للأجيال القادمة، والفيصل هو الإرادة السياسية والمجتمعية فى مواجهة أية ضغوطات خارجية أو إحباطات داخلية، فالمستقبل يستحق التضحية، وهو ما فعلته الهند، ولو خضع نهرو للضغوطات أو استمع لآراء مرتعشة هنا أو هناك، لتحولت الهند إلى دولة ينهشها الفقر والجوع والمرض، ولم تصل إلى ما وصلت إليه الآن من تطور تكنولوجى ونووى، واكتفاء ذاتى فى مجالات زراعية وتصنيعية مختلفة.








مشاركة

التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نهاد عبدالله

عندك حق

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة