والمفارقة أنه فى ظل المنافسة الشرسة بين القنوات الفضائية وتغيير الخرائط البرامجية فى شهر أكتوبر من كل عام وتقديم برامج جديدة وإضافة تغييرات على البرامج المستمرة فى أى قناة حتى لا يشعر المشاهد بالملل، إلا أن التليفزيون المصرى كان ومازال خارج المنافسة، ومنذ التسعينات تقريبا لم يستطع التليفزيون المصرى تقديم برنامج واحد يحقق النجاح الذى حققته برامج مثل برنامج "بانوراما فرنسية" الذى كانت تقدمه المذيعة مرفت فراج، حيث كان يلتف أفراد الأسرة كل يوم ثلاثاء حول شاشة القناة الثانية فى السهرة لمشاهدة كل الأخبار الجديدة عن السينما الفرنسية ويعرض مقتطفات من أهم الأفلام الفرنسية.
وكان القائمون على التليفزيون المصرى وقتها حريصين على التنوع لإرضاء جميع الأذواق، فمثلما كان هناك برنامج مخصص للفن الفرنسى كان أيضا هناك سهرة مخصصة لهواة مشاهدة الأفلام الأمريكية من خلال برنامج "نادى السينما" الذى كانت تقدمه الإعلامية درية شرف الدين فى سهرة يوم السبت من كل أسبوع، حيث كان يعرض فيلم أمريكى حائز على جوائز عالمية، وفى سهرة الأربعاء من كل أسبوع كانت تطل علينا الإعلامية فريال صالح برقتها وأناقتها لتعرض كل ماهو جديد فى الفن بمختلف لغاته من خلال برنامج "اخترنا لك".
وبمجرد سماع صوت المطربة والفنانة سيمون وهى تقول "تاكسى" مساء يوم الاثنين ندرك أن هذا هو موعد عرض برنامج السهرة الشهير "تاكسى السهرة" الذى شاركت فى تقديمه أكثر من مذيعة من بينهم سهير شلبى ونهلة عبد العزيز وكان البرنامج يعرض مقتطفات من أهم الأفلام العربية والأجنبية التى يتم عرضها فى دور العرض السينمائى، مما يعطيك فكرة عنها، يمكنك على أساسها أن تقرر الفيلم الذى تقرر مشاهدته فى السينما.
كما كانت هناك برامج منوعات غنائية مثل برنامج "أمانى وأغانى" الذى ارتبط أسمه فى أذهان جيل الثمانينات والتسعينات باسم مقدم البرنامج أحمد مختار، حيث كان المشاهدون ينتظرون البرنامج بشغف لمشاهدة كل الكليبات الغنائية الحديثة للمطربين الشباب وقتها مثل عمرو دياب، وأنغام، ومصطفى قمر، ومنى عبد الغنى وغيرهم، وكان هناك أيضا برنامج "العالم يغنى" تقديم المذيعة حمدية حمدى ويعرض فى سهرة يوم الأحد على القناة الثانية وكان يعد البرنامج نافذة إطلال على أحدث وأشهر الأغانى العالمية بلغات مختلفة، مع ترجمة لها.
"إيه ده أستاذ طارق علام أنا مش مصدق نفسى".. بهذه الجملة كان يستقبل جمهور الشارع طلة الإعلامى طارق علام من خلال برنامج "كلام من دهب" الذى كان يجوب من خلاله الشوارع والميادين فى فترة التسعينات ليسأل الجمهور سؤالا فى المعلومات العامة، والجائزة كانت جنيه دهب، وكان يحرص طارق علام على أن يشارك الجمهور فى الشارع غناء تتر البرنامج الشهير "دهب دهب دهب..كان الكلام من فضة دلوقتى أصبح دهب".