حكايات من دفتر التحرش.. بين أخذ الحق والخوف من الفضائح .. أصغر أعضاء حملة «اعتبرها زى أختك» عندها 14 سنة وتقول: شاركت فى الحملة بعد تعدى عجوز فوق الـ62 عاما علىّ.. ومن حقى مخفش من جسمى بسبب ناس مريضة

الخميس، 01 أكتوبر 2015 05:28 م
حكايات من دفتر التحرش.. بين أخذ الحق والخوف من الفضائح .. أصغر أعضاء حملة «اعتبرها زى أختك» عندها 14 سنة وتقول: شاركت فى الحملة بعد تعدى عجوز فوق الـ62 عاما علىّ.. ومن حقى مخفش من جسمى بسبب ناس مريضة تحرش
كتبت – أسماء شلبى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

- أصغر أعضاء حملة «اعتبرها زى أختك» عندها 14 سنة وتقول: «شاركت فى الحملة بعد تعدى عجوز فوق الـ62 عاما علىّ.. وقررت أن من حقى مخفش من جسمى بسبب ناس مريضة»



تسير بخطى مرتعشة، تترقب، تعلو ضربات قلبها إذا لمحت ظل ذكر يمشى بالقرب منها، خوفا من أن يطول جسدها بفعل بذىء منتهكا خصوصيتها وحقها فى الشعور بالأمان، تخشى إظهار أنوثتها خوفا من أن تلاحقها أيدى الذئاب البشرية التى لا ترحم ولا تحترم آدمية من يعيشون معهم، ويتعاملون مع الأنثى من منطلق أنها قطعة لحم لا بد أن يفترسوها وإن قاومت وحاولت الدفاع عن نفسها فإنهم سيتهمونها بقلة الأدب وتنالها ألسنتهم بالاتهامات السخيفة.

نسبة تعرض الإناث للعنف الجنسى بلغت 99.3% من الإناث فى مصر، منهن من تحاول مقاومة الوقوع تحت مقصلة الاضطهاد وأخذ حقها فى العيش بحرية بعيدا عن أيدى الذئاب البشرية وألسنتهم، ومنهن من تقع تحت وطأة الضغوط وتنسحب من المجتمع وتصاب بالعقد و«الكلاكيع» بعد الاستماع للاتهامات السخيفة والخوف من الفضائح والوقوع تحت سلطة «ألسنة من لا يرحمون».

- «اليوم السابع» تنشر «دليلك أيتها الفتاة لمواجهة التحرش»: أشهر الأدوات إبرة المنجد ورذاذ الفلفل الحار ومبرد الأظافر.. وأسلحتك لشل قدرة المتحرش «سيف اليد وأصابعك المقبوضة وحذاؤك وأسنانك»



أحمد من حملة «متخافيش»: البنت لما تطلب حقها بيتقالها «ما تلبسى محترم - أنتى خارجة من بيتكم ليه - اقصرى الشر - هو عملك إيه يعنى؟» والمتحرشون بيقولوا: لو مش لابسة كويس تستاهل اللى يجرى لها وأنا اللى أحدد هى محترمة أو غير محترمة وتستاهل ناخد راحتنا معاها

- زينب ذات الـ54 عاما: «زمان وأنا صغيرة كنا بنمشى فى الشارع على سنجة عشرة ومحدش يقدر يكلمنا لكن دلوقتى اللى عندها 60 سنة مش بتسلم من الرجالة اللى معندهاش دم»



خريجة «علوم سياسية»: هتكوا عرضى وعاملونى كـالعاهرة وتهكموا علىّ فى القسم بـ«إيه اللى مروحك متأخر».. وفى الطب الشرعى دفعت للعاملة عشان تغطينى بملاية تسترنى من الفرجة عليا

- دليلك العملى لمقاومة «العنف الجنسى» فى مصر .. 3 فتيات من الإسكندرية يطلقن حملة «أنتِ أقوى» وينجحن فى تعميم الفكرة فى القاهرة والبحيرة تحت شعار «من حقى إن محدش يلمسنى ويستبيح جسمى»



أطلقت ثلاث فتيات من الإسكندرية حملة تحت شعار «أنتِ أقوى كونى عقل العالم وواجهى التحرش»، وقد استطعن مد تأثير الحملة إلى محافظات عدة من أجل حماية المزيد من الفتيات، وقالت سارة إحدى المؤسسات: «البداية كانت بمشاركتنا فى حملة ولاد البلد ضد التحرش، وكان العمل فيها بصورة تطوعية دون أى عائد مادى، وبعد نجاحها بدأنا بتأسيس حملة «أنتِ أقوى» فى الإسكندرية، وبعدها رأينا استجابة من الشارع والفتيات، فقررنا التوسع بمشاركة زميلتى «مى عبده ونجوى شمس الدين»، ومساعدة غيرنا، لمواجهة التحرش والاعتداء الجنسى والتعدى على حريتهن، وعيش حياتهن دون الخوف والترقب، وقمنا بالذهاب إلى القاهرة والبحيرة وأقمنا فروعا هناك».

وتابعت سارة بنت الإسكندرية: «الحملة تنقسم إلى 3 جوانب، منها المهارة القتالية، تحت إشراف مدرب مشارك معانا، وهو الكابتن عصام شعبان وفيها بيعلم البنات حوالى 100 حركة وتكنيكات معينة لمواجهة التحرش والاغتصاب، أو محاولة الخطف المعرضة له فى الشارع، تحت شعار «من حقى إن محدش يلمسنى ويستبيح جسمى»، والحملة مش بتشرط سن معين، بل بالعكس بيشارك فيها كل الأعمار».

وتابعت: «الجانب الثانى جلسات الدعم النفسى، وبتكون عبارة عن جلسات جماعية، لمحاولة كسر حاجز الخوف اللى عند البنت، وإزاى تتعلم المواجهة، وعدم الهرب والسيطرة على تعودها على الخضوع، وأنها سبب الخطأ فى كل شىء، البنت اللى بتمارس النوع دا من الكورسات بتبقى مرتاحة نفسيا مع ذاتها وإيجابية، وتدريب الفتيات عن التعافى من آثار بعض التجارب التى تعرضوا لها».

وأضافت: «الخطوة الثالثة الدعم القانونى، وبنحاول نعلم ندوات لتعليم البنت كيفية الدفاع عن حقها، ودى الحاجة الوحيدة المشترك فيها بنات وولاد، وشرح حالات التحرش والخطوات اللى تاخد حقها بيها من أول الذهاب للقسم لعمل محضر حتى معاقبة المتجاوز، وكمان تقديم الخدمة القانونية للبنت الواقع عليها التحرش، وهدفنا الوصول لكل لمساعدة أى بنت فى التوعية وأخذ حقها والعيش بدون خوف».

وقالت عن دور الأمن فى مواجهة ظاهرة التحرش والعنف الجنسى فى مصر: «للأسف عندنا الحل الأمنى سلبى من أول دخول البنت القسم وأسئلة الأمناء والضباط والضغط عليها معنويا، والنظر لها كأنها المتهمة وسؤالها أكثر من ألف مرة عن التكيف القانونى للمحضر، هل سبق وقذف ولا تحرش، بالإضافة لنظرة المجتمع للبنت ودا بيخليها تضعف وتخاف وتتراجع عن المواجهة».

وتابعت سارة: «نزولنا فى الشارع ومساعدة الفتيات كانت الخطوة الإيجابية الوحيدة اللى نقدر نمارسها والبديلة عن التزام الصمت وعن رفض الجملة الشهيرة اللى بنسمعها فى الشارع بمنتهى البجاحة «كبرى دماغك والبسى محترم».

«فتحى فريد»: «البنت بتمشى تتلفت حواليها خوفاً من التحرش» وقال فتحى فريد أحد العاملين، بحملة «شفت تحرش»: «العنف الجنسى فى مصر جريمة آمنة يفلت مرتكبوها من العقاب، ومن هنا كانت بداية تواجد الحملة لمواجهة الظاهرة المتفشية فى مجتمعنا، ومحاولة إيصال غضبنا لـ«الإدارة السياسية» للقضاء على تلك الجريمة».

وأضاف فريد: «البداية كانت فى 2012 وكنا عبارة عن مجموعة من مؤسسات المجتمع المدنى والعاملين فى قضايا حقوق الإنسان والمرأة، على رأسها مركز وسائل الاتصال والتنمية «act» ومؤسسة فؤادة ووتش هى والعديد من الحركات النسوية الأخرى المهتمة بمساعدة الإناث فى مصر لحفظ حقهن فى العيش فى حياة آمنة».

وتابع: «الفتيات فى مصر عن تجربة من خلال سنوات من الاشتراك فى الحملة والنزول فى مناسبات، الأعياد، يكثر فيها حالات التحرش وتتعرض الفتيات للعنف الجنسى، كما تم وصفه من كثير منهم بتمشى تتلفت حواليها من كتر الخوف، ولو لمحت ولد جنبها ضربات قلبها بتزيد بمعدل 10 أضعاف، لأنها بتحس بوجع حقيقى، وإنها مكسورة عندما يقدم على لمس جزء من جسدها».

وأكمل: «الفتيات فى مصر يشتكين من تلك الجرائم التى تبدأ منذ خروجهن من المنزل حتى وقوع التحرش الفعلى بهن، وصولا إلى العقبات التى يرينها إذا صرخن مطالبات بحقهن فى منع الأذى عنهن، فمنذ دخولهن القسم يسمعن ألفاظا ومصطلحات ونظرات فاحصة بهن، مرورا بالنيابة وعدم الخصوصية وحصول المعتدى على صورة من المحضر لإثبات الضرر الذى وقع عليها». وأكمل: «للأسف أكتر من 99% من الفتيات يتعرضن للتحرش فى مصر بكل مستوياته بداية من التحرش اللفظى إلى الاغتصاب، لذا وجب على الدولة إيجاد حل رادع واستخلاص ضرورة آليات جديدة ومراعاة الشغل على الأرض لحماية حرية الفتيات فى عدم الوقوع فى ذلك الفخ».

وقال فريد: «عن تجربة شفت تحرش، أول شغل كان فى أكتوبر 2012، وكنا عبارة عن متطوعين وأقمنا غرف عمليات وخريطة بالأماكن التى يكثر بها التحرش «كورنيش النيل - أمام دور السينما الحدائق العامة - أماكن انتظار الأتوبيسات العامة وخلافه»، بخلاف المبادرات التى تم تأسيسها فى المحافظات».

وعن آليات العمل قال: «الناجيات من العنف الجنسى يتم إحالتهن للدعم القانونى ومحامين ودعم نفسى، ومن هنا تبدأ مشكلتنا مع العوائق الكثير التى تواجهها المرأة للإقدام على خطوة الإبلاغ، وإقناعها أنها مش غلطانة وصاحبة حق وليها حقوق، وإنها قادرة على المواجهة وكثير للأسف فى ظل الضغوطات بيميلوا للتنازل، وما يساعد على الأمر الخطاب العدائى فى الإعلام ضدها والإعلانات المخصوص التى تروج على أنها سلعة، ومواجهة العادات وتقاليد المتواجدة فى الأسر المصرية التى تبنى شخصية المتحرش واستباحة جسد البنت له بسبب المفاضلة بينهما، والعنصرية فى التربية، فالمرأة هنا تواجه العيب والفضيحة والوصمة بخلاف آثار الجريمة الواقعة عليها».

وتابع فريد عن المشاكل التى تواجه الحقوقيين والمتطوعين فى مواجهة العنف الجنسى فى مصر: «غياب الأرقام الحقيقة بيضعنا أمام أزمة للتقييم، المشكلة فقديما فى الخمسينيات، كانت هناك فى أقسام الشرطة معلومات توضح أن مثلا دائرة قصر النيل فيها حالات بعدد معين، أما الآن فلا نرى ذلك بالرغم من التطور».

مدرب الدفاع عن النفس للمتحرشين: «روحوا اتعالجوا أنتم عندكم مشكلة فى الرجولة»

يوسف عماد مدرب للدفاع عن النفس ومساعدة الفتيات لمواجهة التحرش قال: «بداية اهتمامى بتعليم الإناث الدفاع عن النفس جاء بعد الاطلاع عن الأرقام المخيفة والتجارب التى رأيتها وعايشتها منذ عام 2011، ووقوع حالات تحرش كتيرة، فقمت باستغلال ممارستى للألعاب القتال متعدد الأساليب واللى بيتضمن مجموعة مختلفة من أنواع القتال، ومنها فن الالتحام وتعليم كيفية التخلص من شخص معتدى عليك، وبدأت دراسة كورسات لمدة 6 شهور بداخل وخارج مصر، واستحداث نموذج لممارسة السيدات الدفاع عن النفس بمفهوم فكرى وليس عضلات فقط».

وقال عن المشاركين بالحملة معه: «أغلب اللى بيشاركوا معانا بيكونوا مروا بمراحل التحرش، سواء النظرى أو التحرش الجسدى، وبعض الحالات بيبقى تم الاعتداء عليها، وأهم خطوة تقدم عليها المشاركة فى الكورس بداية تعلمها للدفاع عن نفسها، هى معرفة دوافعها، وإنها ليس بالضرورة أن تبقى قوية وجسديا والشخص المواجه لها ضعيف، وأن الدفاع عن النفس عبارة عن قرار، ولو أى بنت اتعرضت للتحرش لازم تاخد قرار إنها تتدافع عن نفسها بضرواة، وبلاش تستهون بنفسها وقدرتها على الدفاع ومواجهة التحرش، لأن من هنا بيدأ الفشل».

وعن المراحل التى يجب أن تمر به المقدمة عن الدفاع عن نفسها قال: «لدينا أربعة مراحل أن تكون الفتاة مستعدة، وأن تتوقع الفعل الذى يقوم به المتحرش وتكون على دراية به، وأن تؤمن بمقدرتها على المواجهة، وأنها ليست ضعيفة».

وقال مدرب الدفاع عن النفس: «المجتمع للأسف مشارك فى تحويل الفتاة التى تتعرض لتجربة التحرش لضحية، وليست ناجية، تستطيع العيش دون خوف من كلام أو لوم المقربين لها ومن هنا بيحولوا المتحرش لشخص قوى والبنت تحمل فكر المجتمع الخطأ، وتشارك فى إثبات تلك الفكرة».

وعن النصائح الموجهة للبنات: «كل بنت لازم تعتز بجمالها الداخلى والخارجى وتعرف إنها قوية، وتعيش بحرية تامة، وتمارس حياتها دون خوف وتواجهه بقوة، وتتعلم إن من حقها أن تعيش بأمان، ومن هنا تبدأ التعايش مع فكرة التصدى وإنها تقاوم للنهاية».

أما عن رسالتى للمتحرش فهى بسيطة جدا: «روح اتعالج، لأن الموضوع مش كبت جنسى، أنت عندك مشكلة فى إحساسك بالرجولة، وأنت محتاج علاج وأكيد هيجى يوم، وتقع تحت إيد حد أقوى منك».

- الضحايا يروين قصص «التحرش والاغتصاب» .. ميادة: «للأسف الرجال يعتبروننا غنيمة لهم فسواء كان متعلما أم جاهلا غنيا أم فقيرا ينتهك خصوصياتنا بألفاظ وإيحاءات خارجة»



بعد أن تنالها أيدى الذئاب البشرية تمر بأصعب محنة من الممكن أن تتعرض لها فتاة ويكون لديها خياران، إما الصمت بعد خوف أهلها من الفضائح ووصمة العار التى يلحقها المجتمع بها، أو مواجهة من تعدى عليها وأخذ حقها بالقانون وسير خطوات مليئة بالشوك والصعاب فى مجتمع لا يرحم.

«اليوم السابع» عايشت تجربة «ميادة» ابنة الـ25 عاما التى روت تجربتها الأليمة قائلة: «أنا خريجة كلية اقتصاد وعلوم سياسية جامعة القاهرة وبعد الانتهاء من دراستى خرجت إلى العمل وكان فى أحد المراكز الثقافية التابعة لدولة أجنبية وكنت بحكم عملى أتأخر أحيانا وأتخذ التاكسى كوسيلة من المفترض أن تكون آمنه للتنقل».

وأكملت «ميادة» المشاركة بإحدى حملات مكافحة العنف الجنسى فى مصر: «كمثل كل الفتيات لم أسلم منذ بلوغى وظهور مفاتن جسدى من المعاكسات والتحرش سواء كان لفظيا أو جسديا، فللأسف الرجال يعتبروننا غنيمة لهم، فسواء كان متعلما أم جاهلا غنيا أم فقيرا ينتهك خصوصياتنا بألفاظ وإيحاءات خارجة».

وقالت عن تجربة تعرضها لمحاولة اغتصابها وهتك عرضها: «ما زلت أتذكر ذلك اليوم، خرجت من عملى متأخرة، بعد أن أنهيت تقارير تأخرت فى تسليمها ولم أجد تاكسى يوصلنى لوجهتى، نظراً لبعدها فأخذت تاكسى حتى- الطريق الدائرى- ومن هناك وقفت لأجد آخر لأصل لمنزلى وهناك رأيت شابين حاول كل منهما أن يحوطنى من كل اتجاه ويلمس جسدى وحين بادرت للدفاع عن نفسى وبدأت أبعد أيهديهما عنى أوقعونى على الأرض وأخذ كل منهما قطعة من جسدى ليتعدى عليها وبعدها أنقذتنى سيارة كانت تمر خرج منها شابان وذهبت للمستشفى وأنا فى حالة متأخرة فهم لم يغتصبونى بشكل كامل- لم يحدث إيلاج- ولكن تم هتك عرضى وفقدت عذريتى بسبب ما ارتكبوه فى حقى، وبدأت رحلة العذاب الحقيقى لأخذ حقى.

وتابعت عن وقوفها لأخذ أقوالها فى محضر رسمى: «عاملنى الضباط وكأنى عاهرة وكانوا يكررون السوال مائة مرة دون مراعاة ما تعرضت له ومن بعدها ذهبت إلى النيابة وتم التحقيق معى فى غرفة بها أكثر من وكيل للنيابة وكانت الأسئلة خادشة للحياء، والمفروض أن أجيب عنها فى وسط كل هؤلاء الأشخاص، أما الأكثر بؤساً فكانت رحلتى مع مصلحة الطب الشرعى المختصة بإجراء الكشوف والفحوصات، فبعد أن أمرت النيابة العامة بعرضى عليها وإرسالى بصحبة أحد أمناء الشرطة أصر على أن أستقل سيارة تابعة للداخلية، وألا أذهب بسيارتى الخاصة مع رفضه اصطحاب المحامى معنا فى نفس السيارة ليلحقنا إلى هناك بمفرده».

وتابعت: «بداخل المصلحة تلقيت نظرات لم أتلقاها فى حياتى من العاملين وكأنى متهمة ولست ضحية لتقصير الأمن وانتشار المجرمين والحشاشين فى الشوارع، أخذت إلى غرفة دون وجود أحد ليساعدنى نفسياً لتقبل ما سوف أتعرض له، وتمت تغطيتى بملاية من قبل عاملة مخيفة بعد أن دفعت لها مبلغا لتأتى لى بها وتم توقيع التقرير من طبيب يبدو خريجا جديدا لم ينظر لى حتى».

فيما روت راندا شكرى الطبيبة بأحد المستشفيات الخاصة تجربتها مع الطبيب المشرف عليها بأحد المستشفيات الخاصة قالت: «العنف الجنسى مش بس تحرش فى الشارع أو اغتصاب، فالأكثر وطأة على النفس هوا اللى حصلّى لما قرر دكتور يبتزنى جنسيا مقابل إنى اترقى وآخد فرصتى، رغم أن عملى كان يوهلنى لدا، ولكن لأنى حلوة وملفتة- زى ما قال- قرر مساومتى، خروجات وكلام قبيح على التليفون عشان أوصل ولما اشتكيت المصالح كانت بتتصالح وضيعوا حقى».

وقال أحمد خيرى، أحد المشاركين فى حملة «متخافيش» وهو الذى قام كثيرا بإنقاذ الفتيات أثناء تعرضهن للتحرش عن تجربته: «لما بنزل الشارع وبشوف بنت بتتعرض لمضايقات بحاول ولو لحظة أتخيل كمية القلق اللى بتبقى حاسّة بيه والمعاناة الحقيقة اللى بتعيشها وهى بتدافع عن نفسها ويتم انتهاكها لمجرد إن حد أقوى منها قرر إنه يلمسها بصورة مقززة ساعتها بفقد العقل وبحاول أقف جنب البنت دى مش كفاية التعليقات السخيفه اللى بيهاجمها الكل بيها زى: متلبسى محترم - أنتى خارجة من بيتكم ليه - اقصرى الشر - هو عملك إيه يعنى - امشى يابنى ومتعملش كدا تانى دى زى أختك».

وتابع: «من خلال شغلنا على الأرض مش بيفرق التحرش والعنف اللى بتتعرض ليه المرأة فى الشارع سواء اللى لابسة حجاب واللى بشعرها ولما سألت واحد شُفته قدامى اتعدى على بنت: أنت عملت ليه كدا؟ رد على وقاللى لو مش لابسة كويس تستاهل اللى يجرالها وأنا اللى أحدد هى محترمة أو غير محترمة وتستاهل ناخد راحتنا معاها».

فيما قالت أصغر أعضاء حملة «اعتبرها زى أختك» «نورهان سليم» صاحبة الـ14 عاما: «شاركت فى الحملة بعد ما اتعرضت لموقف وأنا خارجة بعد انتهاء اليوم الدراسى ومنتظرة أتوبيس المدرسة وفجأة واحد عنده فوق الـ62 عاما عمل حركة غير محترمة، وللأسف أمن المدرسة ملحقوش يمسكوه لأنه كان راكب «موتوسيكل» وجرى بسرعة وبعدها قررت رغم، أنى صغيرة فى السن ولكن من حقى مخفش من جسمى بسبب ناس مريضة، أعمل مشروع فى مدرستى بمعاونة زمايلى الولاد والبنات اسمه أنتى أختى وبعدها كبر وبقى حملة وسموها على اسم مشروعى اعتبرها زى أختك».

ربة منزل تبلغ 54 عاما قالت عن تجربتها ومشاركتها فى حملة ضد التحرش: «زمان وأنا صغيرة وشابة كنا بنمشى فى الشارع على سنجة عشرة شعر ولبس وفستاين قصيرة، مكنش حد يقدر يكلمنا كلمة، كان الشارع نظيفا والدنيا هادية والموسيقى اللى الناس بتسمعها محترمة ولكن دلوقتى اللى عندها 60 سنة مش بتسلم من الشباب والرجالة اللى معندهاش دم ودا اللى بقيت أشوفه على كبر وآخر مرة، واللى دفعتنى للمشاركة فى حملة معا ضد التحرش.

- القانون «عاجز» فى مواجهة «المتحرشين» .. بعض حالات الاغتصاب تكيّف كـ«هتك عرض» وتتناقض مع التعريف القانونى الدولى لجريمة الاغتصاب



قالت «جيهان حامد» الناشطة فى مجال الدفاع عن حقوق المرأة عن أوجه قصور القانون فى قضايا العنف الجنسى: فى 2014 صدر مرسوم بقانون رقم 50 لسنة 2014 والمعروف إعلاميا «بقانون التحرش» إلا أن ذلك القرار لم يتطرق إلى إشكاليات عديدة خاصة بتلك الجرائم، سواء على المستوى القانونى، أو فيما يخص حماية خصوصية المتضررات من تلك الجرائم. وتابعت: أدخل هذا التعديل كلمة التحرش لأول مرة فى قانون العقوبات المصرى بدلاً من مسمى «خدش حياء» وأنهى اللبس حول المسمى المجتمعى للجريمة والمسمى القانونى كذلك، كما تم تغليظ الغرامات من «خمسمائة جنيه حتى ألفى جنيه» فى النص القديم إلى «ثلاثة آلاف جنيه حتى خمسة آلاف جنيه» فى الصورة البسيطة للجريمة، واعتبرت المادة التتبع والملاحقة تكرارا للجريمة وغلظت العقوبة إلى «الحبس بما لا يقل عن سنة وغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه وحتى عشرة آلاف جنيه». وأكملت: «أضافت المادة 306 مكرر (ب) تعريفاً لجريمة التحرش ولكن يؤخذ على هذا التعريف أنه ربط مفهوم التحرش بقصد الجانى بالحصول على منفعة جنسية من المجنى عليه بدلا من ربطه بمدى الضرر المادى والأدبى الواقع على المجنى عليه، كما أن الجريمة من المتصور حدوثها بدون دافع جنسى فيمكن ارتكابها بقصد التحقير والإذلال والحط من منزلة المجنى عليه». وأكملت: «تعرضت المادة 306 مكرر (ب) لظاهرة التحرش الجنسى فى أماكن العمل واعتبرت التحرش الصادر من قبل من له سلطة وظيفية على المجنى عليه ظرفا مشدداً للعقوبة وغلظت العقوبة من «الحبس سنتين حتى 5 سنين وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه وحتى 50 ألفين جنيه».

واستطردت: «قانون التحرش لم يتعرض لباقى المواد التى تتناول الجرائم الجنسية فى قانون العقوبات وتعريفاتها القاصرة، كالاغتصاب الشرجى والفموى وعن طريق الأصابع والأدوات ولا تدخل فى مفهوم الاغتصاب فى القانون المصرى الذى ينص على «كل من واقع أنثى بطريقة طبيعية بدون رضاها»، بل يتم تكييف الواقعة كجريمة هتك عرض وهو ما يترتب عليه عقوبة مختلفة ويتناقض مع التعريف القانونى الدولى لجريمة الاغتصاب، ويؤكد دلالة كون تلك الجرائم جرائم «شرف» أو جرائم أخلاقية، وليست جرائم عنف موجهة ضد النساء».
اليوم السابع -10 -2015









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة