سهير جودة

الصلاة التليفزيونية

الجمعة، 09 يناير 2015 10:27 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نعم نحتاج إلى ثورة على المفاهيم الدينية، نعم نحتاج إلى ثورة تسمو فيها قيمة الأخلاق كأولوية أولى ليعاد بث نقاء الضمير، نعم نحن فى أشد الاحتياج لمنظومة تنويرية لنصبح مجتمعا صحيحا وسويا، وإذا كان رئيس الدولة أكد على هذه المعانى فى احتفال المولد النبوى، فالسؤال كيف تصبح واقعا؟ وما هى آليات التنفيذ؟

إذا كانت الدولة لديها رغبة وإرادة ووعى فى وجود خطاب دينى جديد مختلف فلا بد من ثورة على التعليم والثقافة والإعلام، إذا اختل من هذه المنظومة جزء فلن تصح، كما أن جزءا هاما فى هذه الثورة لابد أن يبدأ من علماء الدين أنفسهم فهناك نموذج بسيط ولكنه كاشف لأشياء كثيرة، وهذا النموذج هو نقل صلاة الجمعة فهذا الحدث، الذى يبدو بسيطا يكشف منهج النقل فى التليفزيون، والذى لا يخلو من نفاق واضح، فصلاة الجمعة تنقل، حيثما يذهب مسئول وقد يكون مقبولا عندما يكون هذا المسئول رئيسا أو رئيسا للوزراء، ولكن ما معنى أن يكون النقل لمجرد وجود سيادة المحافظ؟

والشىء الثانى الذى يكشفه نقل صلاة الجمعة تليفزيونيا هو احتكار ما لا يزيد عن سبعة من الأئمة للخطابة، وأغلبهم من القيادات أو قيادات سابقة لكنها مراكز قوى.. شىء آخر تكشفه نقل هذه الصلاة، وهو المقرئون فهناك شبهة مجاملة، حيث يتردد وجود الخناقات بين المشايخ على تلاوة القرآن فى صلاة الجمعة بحثا عن الشهرة وزيادة السعر فى المآتم والمناسبات.

والسؤال إذا كانت مؤسسات الأزهر ودار الإفتاء والأوقاف لا يتوقفون عن الحديث عن ضرورة تغيير الخطاب الدينى فهل لا يوجد لديهم سوى هؤلاء السبعة ليحتكروا الخطابة، فلماذا لا تصدر هذه المؤسسات شخصيات قوية تمتلك من العلم والاستنارة ما يليق بعالم الدين، وهذه الشخصيات يكون منهم شباب ولا تكون حكرا على كبار السن, هل يقدرون على ذلك، وإذا كانوا لا يقدرون فتلك كارثة كبرى وهى أحد أهم النتائج السلبية لمحتوى التعليم فى الأزهر.
وإذا كان تغيير الخطاب الدينى يبدأ من علماء الدين أنفسهم فلابد قبل ذلك من إرادة الدولة، التى لابد أن تدرك أن التغيير لن يحدث إلا إذا كانت هناك ثورة حقيقة على التعليم الأزهرى والتعليم المدنى والتعليم العالى والثقافة والإعلام. الفكر الدينى المستنير هو ناتج تعليم ونتاج ثقافى على نفس عمق الاستنارة وبالتالى لابد أن تكون الاستنارة اتجاه دولة، وأهم مشروع قومى لها، وإذا كنا نتحدث عن خطاب دينى مستنير فى الفراغ بعيدا عن هذه المنطومة.. تعليم وإعلام وثقافة.. فسيبقى مستقرنا فى كهف الجهل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة