طارق عبد المجيد كامل يكتب: إتقان العمل من دعائم تقدم الأمم

تعانى الكثير من أوطاننا العربية من سلوكيات وعادات ومشكلات تعليمية واجتماعية وإدارية وسياسية بشكل كبير وخطير لا يقارن مع مثيلاتها من البلدان الغربية، وقد يسبب ذلك الإحباط للكثيرين بل واليأس من تحسن الأمور إلا أن ذلك الرأى قد يكون خاطئًا؛ لأن جميع دول العالم بها من المشكلات الكثير إلا أنها تسعى جاهدة للتغلب عليها، كما أن تلك الدول عانت الكثير من الأهوال وويلات الحروب والركود الاقتصادى والتمييز العنصرى، ويكفى أن نعلم أن ضحايا الحربين العالميتين الأولى والثانية القتلى والمصابين فاق الستين مليونًا أى ما يعادل (2,5%) من تعداد سكان الكرة الأرضية آنذاك! ولذلك حرصت هذه الدول على الاستفادة من تجاربها والمحافظة على ثروتها البشرية والاقتصادية حتى وصلت إلى هذه الدرجة من التقدم والرقى.

إن أوطاننا العربية حتمًا ولابد من سيرها فى ركب الحضارة العالمية حاليًا أو آجلاً فليست هناك شعوب لا تستفيد من تجاربها ولن تسمح الأجيال القادمة بالتخلف عن ركب الحضارة العالمية.
إن كل فرد عليه واجب يجب أن يؤديه للارتقاء بوطنه أكده رسولنا محمد -صل الله عليه وسلم- بقوله فى حديثه الشريف (إِنّ اللَّهَ تَعَالى يُحِبّ إِذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلاً أَنْ يُتْقِنَهُ) وإتقان العمل من دعائم رقى وتقدم الأمم، فكل إنسان مطالب بأن يتقن عمله مهما كان هذا العمل عظيمًا أو متواضعًا فكل الأعمال الشريفة عند الله سواء وإذا أتقن الإنسان عمله نال رضاء الله تعالى عنه فى الآخرة وحب الناس له فى الدنيا وكان له شرف المساهمة فى رقى وطنه.