"رحم للإيجار".. حلم الإنجاب ما بين الدين والطب..تأجير الأرحام يتم فى الخفاء بمبالغ من 20 ألفا إلى ربع مليون جنيه..الأم المضيفة معرضة للتسمم والإجهاض وتشوه الأجنة..وعلماء الإسلام والمسيحية يعتبرونه زنا

الأربعاء، 17 سبتمبر 2014 06:36 م
"رحم للإيجار".. حلم الإنجاب ما بين الدين والطب..تأجير الأرحام يتم فى الخفاء بمبالغ من 20 ألفا إلى ربع مليون جنيه..الأم المضيفة معرضة للتسمم والإجهاض وتشوه الأجنة..وعلماء الإسلام والمسيحية يعتبرونه زنا صورة أرشيفية
كتبت فاطمة ياسر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حلم الإنجاب من الغرائز البشرية الطبيعية التى يحلم بها كل زوجين، ولكن هناك البعض ممن حرموا من تلك النعمة، ومع التقدم العلمى والطبى والتكنولوجى تم قطع شوط كبير لحل عدد لا بأس به من المشكلات الإنجابية، فهناك أطفال الأنابيب، والحقن المجهرى، وغيرها من الطرق المشروعة والتى يقننها القانون والعرف ويقبلها الدين فى مجتمعاتنا الشرقية حيث التأكيد على عدم اختلاط الأنساب. وهو ما قد لا يحدث فى الدول الغربية التى قد لا يراعى بعضها هذه القواعد ويتم اللجوء لبعض السبل والوسائل التى يحصل منها الزوجان على جنين بأى شكل من الأشكال ومن هذه الوسائل مسألة "تأجير الأرحام"، والتى بدأ البعض فى مجتمعاتنا العربية اللجوء إليها فى الخفاء وفى إطار يرفضه الشرع والدين لتحقيق حلم الإنجاب.

وتأجير الأرحام طريقة يلجأ إليها بعض الأزواج ممن لم يرزقوا بالأطفال بسبب وجود مشكلات فى رحم الزوجة تمنع حمل جنين كحالات الإصابة "بالرحم الطفولى"، أو الإصابة بالسرطان، والأورام الليفية، أو الإصابة ببعض الأمراض كالقلب، والأمراض المناعية، أو ممن يعانون من مشاكل تمنع إتمام الحمل بشكل طبيعى وفى بعض الحالات التى تولد فيها المرأة بدون رحم، وهذه الحالة لا يجدى معها الحقن المجهرى، وكذلك بعض السيدات اللاتى يعانين من الالتصاقات فى تجويف الرحم (مرض الأشرمان)، أو المصابين ببطانة الرحم المهاجرة.

ولذلك يتم اللجوء إلى رحم امرأة أخرى لزرع الجنين الملقح من الزوجين فيه حتى الولادة وهى أمور يتم الاتفاق عليها فى الغرب ما بين الزوجين والسيدة التى سيتم تأجير رحمها ولكنه من الطرق المثيرة للجدل واللغط الدينى والاجتماعى، نظرا للمشاكل التى تنتج عنها مثل اختلاط الأنساب، وأحقية الأمومة بين صاحبة البويضة ومن حملت وولدت الجنين، ومشاكل من حيث الرعاية والاهتمام بالأطفال، وهو ما بدأ يظهر خلسة فى بعض الحالات التى بدأت اللجوء لهذه الطريقة فى الخفاء.

لماذا يلجئون لتلك الطريقة

ويقول الدكتور وائل البنا، أخصائى النساء والتوليد والباحث فى جامعة "كنج كولدج" فى إنجلترا لجراحة الأجنة، بعض الأزواج ممن لم يرزقوا بالأطفال، وقاموا بإتباع العديد من الطرق للإنجاب ولم يفلحوا لذلك يلجأ البعض لاستخدام "تأجير الأرحام" كحل أخير، حيث يقوم الأطباء باختيار سيدة لها الكثير من الجينات الوراثية الشبيهة للأم صاحبة البويضة، ويتم حقن السيدة المضيفة ببعض هرمونات "الأستروجين" وذلك لتقوية بطانة الرحم حتى يتثنى زراعة البويضة المخصبة بسهولة، وفى اليوم الـ14 للدورة الشهرية لتلك المرأة المؤجرة، يتم حقن الرحم بالبويضة المخصبة من الأم المانحة، ويتم متابعة المرأة لمدة أسبوعين حتى يتم التأكد من حدوث الحمل.

الأضرار أكثر بكثير

على الرغم من أن تلك الطريقة تعتبر فعالة لبعض السيدات كما يشير د. البنا إلا أن أضرارها أكثر بكثير، حيث إن نسبة كبيرة من هؤلاء الأطفال يولدون بأوزان قليلة، وأحيانا يولد الأطفال بتشوهات خلقية، مضيفا أن فى كثير من الحالات تكون الأم المضيفة معرضة لتسمم الحمل وبالتالى لا يكتمل الحمل، ويتم الإجهاض، مؤكدا على أن نسبة نجاح تلك الطريقة لا تتعدى الــ20%.

الغرب لا يعطى وزنا للدين

ويضيف د. البنا أن الغرب لا يقيم أى وزن للدين، أو الأعراف، بالإضافة إلى أن هناك العديد من الطرق التى تبيح الحمل والإنجاب خارج نطاق الحياة الجنسية الطبيعية، أو حتى تشترط وجود جنسين، فهناك بنوك للتبرع بالحيوانات المنوية، والبويضات، ويمكن للمرأة أن تزرع وتختار نوع من الحيوانات المنوية ويتم تلقيحها وتصبح امرأة حامل وأما بدون معرفة الأب.

ويشير إلى أن "تأجير الأرحام" هناك من الأمور المباحة والتى يقننها القانون، وهناك مكاتب متخصصة، لتوفير السيدة التى يمكن زرع البويضات داخل الرحم، لتكون الأم الحاضنة، فيصبح للطفل أمان الأولى وهى صاحبة البويضة والثانية هى من نما الطفل فى أحشائها، وأحيانا يحدث تنازع بين المرأتين على المولود بعد الولادة ورغم الاتفاق.

تتسلل إلى الوطن العربى فى الخفاء

ويحذر د. البنا قائلا من المخيف أن تلك الطريقة قد بدأت بالفعل تغزو الوطن العربى، وهناك بعض المراكز التى تقوم بهذه العمليات فى الخفاء وهناك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تعلن فيها بعض السيدات استعدادهن للتأجير بمقابل مادى يبدأ من 20000 ألف جنيه إلى 250000 جنيه، ويكون تحديد المقابل المادى حسب الحالة المادية لأطراف هذه العملية، ويؤكد أن بعض من يرغبون فى الإنجاب يتبعون تلك الطرق رغم اتفاق الأديان والأعراف على رفض تلك الطريقة.

طريقة غير شرعية وزنا مستتر

"تأجير الأرحام" من الطرق التى أثارت العديد من الأقاويل واللغط حيث يقول الدكتور توفيق نور الدين نائب رئيس جامعة الأزهر للدارسات العليا والبحوث، إن الطفل فى هذه الحالة يصبح له أمان، ولا يمكن اعتبار المرأة التى قامت بتأجير رحمها مثل المرأة التى أرضعت الطفل، ومن ستكون أم الطفل فى الحالتين، مشيرا إلى أن تلك الطريقة حرام شرعا لأنها تسبب اختلاط الأنساب فمن هى الأم الحقيقية هل هى التى وضعت الطفل، أم صاحبة البويضة؟!.

ويضيف: يعتبر "تأجير الأرحام" بمثابة "الزنا المستتر"، لأن المرأة المضيفة تسمح بنمو حيوانات منوية لرجل غريب داخل الرحم.

ويضيف أن كثيرا من رجال الدين حرموا تلك الطريقة واستندوا إلى الآية الكريمة "والذين هم لفروجهم حافظون * إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين * فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون"، وهذا يوضح أن الإنجاب لا يجوز بغير الزوج، وبهذه الآية الكريمة يتضح أن "تأجير الأرحام" حرام شرعا.

المسيحية تحرمها

واتفقت وجهة نظر الدين المسيحى مع نظرة الإسلام فى تحريم تلك الطريقة، حيث أكد القمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام البطريركية بالقاهرة وراعى كنيسة مارجرجس هليوبليس، أن المسيحية تحرم هذه الطريقة المسماة "تأجير الأرحام"، مضيفا أنه لا يمكن لأى دين أن يحلل تلك الطريقة الشاذة فى الإنجاب.


موضوعات متعلقة..


دار الإفتاء المصرية: تأجير الأرحام "حرام شرعا" لأنه إفساد لمعانى الأمومة ويتسبب فى اختلاط الأنساب.. وبعض النساء يلجأن إليه خوفا على مظهرهن.. و"مؤجرات البطون" بدأن التسلل إلى العالم الإسلامى









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة