فى ذكرى ثورة يوليو.. مكتبة الإسكندرية تحصل على 20 ألف وثيقة من بريطانيا لتاريخ مصر.. الوثائق تضمنت تفاصيل حريق القاهرة الذى أشعل ثورة يوليو.. ورد فعل الشعب المؤيد لحركة الجيش وموقف بريطانيا من الثورة

الثلاثاء، 22 يوليو 2014 01:57 ص
فى ذكرى ثورة يوليو.. مكتبة الإسكندرية تحصل على 20 ألف وثيقة من بريطانيا لتاريخ مصر.. الوثائق تضمنت تفاصيل حريق القاهرة الذى أشعل ثورة يوليو.. ورد فعل الشعب المؤيد لحركة الجيش وموقف بريطانيا من الثورة مكتبة الاسكندرية
الإسكندرية - جاكلين منير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى إطار سعى مكتبة الإسكندرية لجمع أرشيف تاريخ مصر الحديث والمعاصر، قامت المكتبة بإرسال بعثة من كل من أيمن منصور، نائب مدير إدارة المشروعات الخاصة، والدكتورة صفاء خليفة، رئيس وحدة البحوث بالإدارة، لجمع الأرشيف البريطانى، حيث تم تجميع وثائق وصور نادرة من هذا الأرشيف الذى يضم التفاصيل الكاملة لأحداث تاريخية لمصر.

وقد شملت تلك الوثائق، وثائق تتعلق بثورة يوليو، ومنها يوم حريق القاهرة الذى يعد بمثابة الفتيل الذى أشعل نار الثورة، ورصد رد فعل الشعب المؤيد لحركة الجيش، وموقف بريطانيا من أحداث يوم 23 ثورة يوليو 1952، وغيرها.

من جانبها أشارت الدكتور صفاء خليفة، أحد أفراد البعثة ورئيس وحدة البحوث بمكتبة الإسكندرية، لليوم السابع، إلى أن فكرة زيارة "الأرشيف البريطانى فى لندن قد بدأت فى أغسطس 2009 ضمن إطار توثيق تاريخ مصر الحديث والمعاصر من خلال الوثائق البريطانية، بهدف الحصول على أصول ومصادر العديد من الوثائق الخاصة بتاريخ مصر، وخاصة أن بريطانيا هى الإمبراطورية التى لم تكن تغيب عنها الشمس، وهى الدولة التى احتلت مصر مدة تزيد عن السبعين عامًا".

وقالت فى تصريحات خاصة لليوم السابع، إنه "من خلال مراسلة بعض الأشخاص العاملين فى الأرشيف البريطانى، عكفنا على توجيه بعض الأسئلة الهامة إليهم من خلال البريد الإلكترونى والتى دار مضمونها حول إمكانية الزيارة، وكيفية الحصول على الوثائق من خلال التصوير المطبوع أو الإلكترونى، وكانت الاستجابة سريعة ووافية، حيث قمنا بجمع عدد من الوثائق البريطانية التى توثق لتاريخ مصر الحديث والمعاصر منها مايزيد عمرها عن مائة عام بعناية شديدة، وفى مختلف الفترات الزمنية لتاريخ مصر الحديث والمعاصر وفى مجالات عديدة منها السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، ومنذ انتهاء الزيارة قمنا بفهرسة وتنظيم هذه الوثائق لاتخاذ خطوات فعلية فى هذا النوع الجديد من التوثيق والذى بانتهائه نكون قد تخطينا الـ20 ألف وثيقة".

وأكدت دكتور صفاء خليفة أن تلك المجموعة الجديدة التى تم الحصول عليها من مصادرها الأصلية من الأرشيف البريطانى فى لندن وهى مجموعة نادرة لم يوثق لها من قبل لتضاف إلى المجموعات المتنوعة من الوثائق المصرية والأمريكية وغيرها والتى يزيد عددها عن 16 ألف وثيقة.

وأضافت "من أهم الوثائق التى تم الحصول عليها ملف يؤرخ للمعاهدات والإعلانات التى شاركت مصر فى التوقيع عليها ومنها محمد على وإعلان الاستقلال 1838، اتفاقية قناة السويس 1869، اتفاقية الحكم الثنائى للسودان 19 يناير 1899، اتفاقية مد امتياز قناة السويس 26 أكتوبر 1909، مشروع دستور 1923، معاهدة 1936، مشروع اتفاقية بين مصر وبريطانيا الخاص بالحكم الذاتى وتقرير المصير المتعلق بالسودان، النسختان العربية والإنجليزية لاتفاقية الجلاء 1954 كما تحتوى الوثائق على مجموعة نادرة خاصة بفترة الاحتلال البريطانى لمصر فتضمنت وصفا عاما للأعمال التحصينية فى الإسكندرية سبتمبر 1882، الثورة العرابية 9 سبتمبر 1881، معركة التل الكبير 13 سبتمبر عام 1882، مذبحة الإسكندرية 11 يونيو 1882، الحملة البريطانية على مصر، فضلاً عن الوثائق الأصلية الخاصة بحادثة دنشواى 13 يونيو 1906، ومن أهمها مجموعة من البرقيات والرسائل والخطابات المتبادلة بين القاضى نورمان وأعضاء من مجلس العموم البريطانى بشأن الالتماس المقدم بخصوص أحكام حادثة دنشواى وتخفيض عدد السجناء المقبوض عليهم، وبعض الوثائق الخاصة بالكنيسة القبطية بالإضافة إلى مجموعة من التقارير الخاصة الأوضاع المالية فى مصر فى أعوام 1906-1910- 1911".

كما تم إلقاء الضوء على بعض الوثائق الخاصة بتاريخ الإخوان المسلمين ومنها برقية إلى مجلس الوزراء البريطانى عن أحوال الإخوان المسلمين فى مصر خلال الشهر الأول من عام 1954، برقية من السفارة البريطانية فى مصر إلى بريطانيا عن حديث دار مع الصحفى مصطفى أمين فى أخبار اليوم عن وضع النظام فى مصر وفرص التسوية السياسية لمنطقة قناة السويس، برقية من رالف ستيفنسون إلى أنتونى إيدن عن أحداث القبض على أفراد من جماعة الإخوان المسلمين بواسطة الحكومة المصرية، برقية من رالف ستيفنسون تفيد بالقبض على بعض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، وإشاعات تتعلق باختفاء الهضيبى لتجنب القبض عليه، واعتراف بعض أعضاء الجماعة لتورطهم فى محاولة اغتيال جمال عبد الناصر، برقية من رالف ستيفنسون عن مرسوم من مجلس الثورة بحرمان بعض الأشخاص من الجنسية المصرية لاتهامهم بالخيانة وذلك فى 23 سبتمبر 1954
برقية عن نشاطات الإخوان المسلمين فى مصر فى الفترة ما بين 23 يوليو (قيام الثورة) وحتى 12 يناير 1954 (تاريخ حل جماعة الإخوان المسلمين)، والإحياء الدينى فى مصر، الأحوال الدينية فى المجتمع المصرى، وظاهرة الأصولية الإسلامية، وحصول أعضاء الإخوان المسلمين على أكبر عدد من الأصوات فى الانتخابات الطلابية فى كل من جامعات القاهرة والإسكندرية، محاكمات الإخوان المسلمين مصدَق عليها من مجلس قيادة الثورة حيث حكم على 5 أعضاء بالإعدام شنقًا منهم (عبد الله الريس، محمد مهدى عاكف، محمد صلاح الدين عبد المعطي)، وأربعة أعضاء بالأشغال الشاقة المؤبدة، و18 عضو بالسجن عشر سنوات مع الشغل والنفاذ، أهداف، أصول، تطور جماعة الإخوان المسلمين، شخصية حسن البنا، مبادئ وتعاليم حركة الإخوان المسلمين، نشاطات حركة الإخوان المسلمين، الإخوان المسلمين خارج مصر.

ومن أهم الموضوعات أيضًا التى تتناولتها الوثائق البريطانية التى نجحت مكتبة الإسكندرية فى الحصول عليها تقارير عن تاريخ الصحافة فى مصر، تاريخ الجامعة المصرية، أوراق خاصة بعميد الأدب العربى طه حسين.

كما تم الحصول على ملف خاص بالاغتيالات السياسية فى مصر يتضمن أهم حالات العنف السياسى متمثلاً فى اغتيال بعض الشخصيات العامة والسياسية.. ورصد أهم وأشهر قضايا الاغتيالات السياسية التى شهدها المجتمع المصرى التى أثارت ضجة وقت حدوثها وأهمها بطرس باشا غالى، السير لى ستاك، أمين عثمان، أحمد باشا ماهر، محمود فهمى النقراشى، حسن البنا، وغيرهم .

أما وثائق سعد باشا زغلول وثورة 1919 فهى تتضمن تقارير المخابرات البريطانية عن سعد باشا زغلول، كلمة سعد إلى رويتر، خطاب سعد فى منزله 19 سبتمبر 1923، محادثة بين سعد ومستر أوين، المحادثات المصرية البريطانية بين سعد وماكدونالد، وفاة سعد 15 سبتمبر 1927.

وأيضًا وثائق خاصة بالعلاقات العربية البريطانية، ومنها مراسلات بين كل من الأمير عبد الله والإمام يحيى والمفوض البريطانى فى مصر.

كما تتعرض الوثائق للفترة الناصرية وقد تم الحصول على اتفاق الحكم الذاتى الخاص بالسودان، تقارير حول النشاطات الإرهابية فى مصر يناير 1952، حريق القاهرة 26 يناير 1952، الاضطرابات الداخلية فى مصر يناير 1953، التطورات الداخلية فى مصر حتى 15 يناير 1953، المعارضة لنظام الجيش فى مصر 27 - مايو 1953، انتهاء بأزمة مارس 1954، ملخص مقابلات شخصية مع كل من حسين الشافعى، صلاح سالم، اللواء محمد نجيب، زكريا محى الدين، كمال الدين حسين.

وكذلك مجموعة خاصة بأهم الأحداث التى مرت بها مصر خلال تلك الفترة وردود الأفعال الدولية إزاءها ومنها أهمها موقف الولايات المتحدة من الثورة المصرية، تأييد الولايات المتحدة الأمريكية للإصلاح الزراعى، إعلان جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، حركة السير والمرور فى قناة السويس، ردود الأفعال الدولية على تأميم قناة السويس، مذكرة تحتوى على بعض الحقائق المتعلقة بقناة السويس وتاريخها وإدارتها، وملخص للأحداث التى ترتبت على قرار تأميم قناة السويس، جلاء القوات البريطانية عن مصر 18 يونيو 1956، تأميم قناة السويس 26 يوليو 1956، وغيرها.

بالإضافة إلى وثائق وفاة جمال عبد الناصر 28 سبتمبر 1970 ومراسلات وبرقيات التعزية ومنها كلمة تعزية ألقاها رئيس وزراء مصر محمود فوزى عزاء لوفاة جمال عبد الناصر، برقية من اليكس دوجلاس وزير الخارجية البريطانى إلى وزارة الخارجية المصرية لحضور جنازة جمال عبد الناصر، خطاب تعزية من الرئيس نيكسون بمناسبة وفاة جمال عبد الناصر، تفويض الرئيس نيكسون لريتشاردسون لحضور جنازة الرئيس جمال عبد الناصر.

وتعد العلاقات المصرية البريطانية جزءًا هامًا من تاريخ الأرشيف البريطانى، فقد كانت بريطانيا طرفًا فى صراع مع مصر امتد منذ الاحتلال البريطانى فى الربع الأخير من القرن التاسع عشر. ورغم قيام ثورة يوليو 1952 أصبح الصراع بين مصر وبريطانيا أشد ضراوة ووصل الى ذروته فى العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 من قبل كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل.

ولقد جعل هذا الصراع المستمر بين مصر وبريطانيا الوثائق البريطانية ذات قيمة كبيرة للباحث، حيث يجد بها تفسيرًا لكثير مما يتعلق بالطرف الثانى من الصراع، والجديد فى هذه المجموعة من الوثائق البريطانية أنها تكشف أسرارًا جديدة وحقائق فى الكثير من ملفات الثورة المصرية التى لم تكن الرؤية واضحة بشأنها حيث تدخلت بريطانيا فى جميع الشئون الداخلية المصرية.

بداية قبل قيام الثورة بعدة أيام رصدت الوثائق البريطانية الأوضاع الداخلية المتدهورة، ففى 26 يناير عام 1952 اجتاحت القاهرة مظاهرات عنيفة ومدمرة، للتعبير عن العداء للبريطانيين، فقد بدأ اليوم بمظاهرة عنيفة قامت بها بعض الجماعات المتطرفة؛ لكن السخط الجماهيرى سيطر عليها بعد ذلك، جاء حريق القاهرة بمثابة القشة التى قصمت ظهر النظام الملكى فى مصر، فالشعب حمَل فاروق مسئولية الحريق، خاصة أنه حاول استثمار الوقائع لصالحه وصالح الإنجليز، فما أن أعلن النحاس الأحكام العرفية، وتولى منصب الحاكم العسكرى حتى استبعده الملك فاروق، وعيَن على ماهر، وبذلك حقق بعض أهدافه، كإبعاد حكومة الوفد، والحفاظ على سلامة علاقاته مع الإنجليز.

أتاحت الوثائق البريطانية الاطلاع على التفاصيل الكاملة لأحداث يوم حريق القاهرة وتبعاته والذى يعد بمثابة الفتيل الذى أشعل نار ثورة يوليو 1952.

وكانت ليلة الثالث والعشرون من يوليه 1952، ليلة حاسمة فى تاريخ مصر الحديث حينما انطلق الضباط الأحرار ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية لعصر جديد مشرق فى تاريخ مصر والعرب والشرق الأوسط بل ودول العالم الثالث وانتصرت إرادة الشعب المصرى الذى التف حول الضباط الأحرار لنبذ الظلم واستعادة الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية.

ويلاحظ أن أهم ما ركزت عليه التقارير البريطانية هو رصد رد فعل الشعب المؤيد لحركة الجيش، وذلك من الترحيب والهتافات المؤيدة التى قوبلت بها القوات المسلحة المصرية لدى دخولها الإسكندرية فى 25 يوليو.

وقد عكست الوثائق البريطانية موقف بريطانيا من أحداث يوم 23 ثورة يوليو 1952 وفى البرقية التالية تصف بريطانيا محمد نجيب وحركة الضباط الأحرار باعتبارها الأكثر تطرفًا فى تاريخ مصر وأن المرحلة القادمة سوف تشهد سوء فهم بين مصر والقوى الغربية ومنها بريطانيا.

وفى الوثائق البريطانية نجد ما يشرح ردود الفعل فى الخارجية البريطانية ووزارة الحرب فى لندن، بأن الحكومة البريطانية لا ترغب فى التدخل فى الشئون الداخلية المصرية، وخاصة أن ما ورد فى بيان الثورة من أن الجيش المصرى سيكون مسئولا عن حماية أرواح وممتلكات الاجانب قد طمأنهم.

ورغم نجاح حركة الجيش فى 23 يوليو 1952 واستيلائها على الحكم وتحكمها فى أمور البلاد فإنها واجهت بعض الاعتراضات البريطانية على الحكم العسكرى وتتبع لبعض خطب وتصريحات أعضاء مجلس قيادة الثورة، وموقف النظام من الإخوان المسلمين.



خالد يوسف يشارك أهالى "ميت السباع" ببنها احتفالهم بذكرى ثورة يوليو



















مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة