ناصر عراق

القاعدة فى الفرافرة.. ماذا بعد؟

الإثنين، 21 يوليو 2014 03:06 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الجريمة المنكرة التى ارتكبها مسلحون يرفعون علم القاعدة فى واحة الفرافرة بالوادى الجديد، عصر أول أمس السبت 19 يوليو، تؤكد أن مشوارنا طويل مع أولئك القادمين من العصور الوسطى ليحتلوا القرن الحادى والعشرين، ثم إن جرأتهم فى مواجهة وحدة عسكرية مسلحة تكشف عن إيمانهم الشديد بما يفعلون، الأمر الذى يجعلنا نواجه أفكارا مشؤومة فى الأساس غرزت فى عقول جماعات من الشباب منذ الصغر، ولأن الجيش المصرى يتسم بالبطولة فقد قاوم ببسالة غدر المهاجمين حتى استشهد من رجاله الشرفاء 21 من الجنود والضباط.
نقولها بكل وضوح وصراحة.. لا حل جذرى مع الإرهاب المتستر بالدين إلا بالفكر الرشيد، ولا أمل فى أن تقتلع مصر الإرهاب من جذوره إلا بتكاتف كل وزارات وأجهزة الدولة لإشاعة الآراء المستنيرة بين الأطفال والشباب والشيوخ والنساء، فالمجزرة البغيضة التى وقعت فصولها المأساوية توضح حجم الفساد الفكرى التى يتمرغ فى وحله هؤلاء المجرمون!
أكتب هذا الكلام بعد خمس ساعات من الكارثة، والتحقيقات تجرى كما قال المتحدث العسكرى العميد محمد سمير، ولكن لا يمكن أن نغفل أن هذه المنطقة تعد النقطة الأهم لعبور مهربى السلاح والمخدرات من جنوب مصر، وبالتالى لا مانع أن يتشكل تحالف مشبوه بين تجار السلاح والمتاجرين بالدين، فالمصلحة واحدة بين الفريقين، وهى تقويض هيبة الدولة وكسر شوكتها من أجل خدمة مصالحهم البغيضة.
لا ريب عندى أن الجماعات التى تخاصم العصر لا مستقبل لها، حتى لو كانت ترفع راية دينية، لأن ديننا الإسلامى الحنيف يدعو إلى المجادلة مع المختلفين بالتى هى أحسن، لا إلى الغدر والقتل، ولا شك عندى أن هذه الجماعات تتلقى تمويلاً من دول وأجهزة أجنبية وعربية لا تريد الخير لمصر ولا تبغى الأمان لشعبها، ومع ذلك يصح القول إن أحد أهم الأسباب التى ينمو فيها الفكر المتخلف العنيف يكمن فى التربة البور التى يغيب فيها العدل الاجتماعى.
المحزن أن المجرمين الذين قتلوا الجنود المصريين بالسلاح لم يخترعوا هذا السلاح الذى استخدموه، ولم يفكروا مرة.. متى سنخترع ونبتكر مثل الآخرين؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة