ناصر عراق

الذكاء الاجتماعى لرجل الأعمال

الخميس، 17 يوليو 2014 11:59 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فعلها الرئيس عبدالفتاح السيسى بذكاء. التقى مجموعة من رجال الأعمال المصريين أصحاب المليارات وشرح لهم الوضع الحرج الذى تمر به البلاد، فكانت حصيلة اللقاء تبرع رجال الأعمال بنحو خمسة مليارات جنيه، وهو رقم يبدو كبيرًا بالنسبة لنا نحن أبناء الشعب الذين يتقاضى الواحد منا مرتبًا يدور حول الألف جنيه، لكنه وبصراحة رقم هزيل بالنسبة لثروات مجموع رجال الأعمال المصريين!

بالنسبة لى كنت أفضل أن يبادر رجل الأعمال المصرى إلى التبرع قبل أن يلتقى الرئيس، فحال البلد ليست خافية على أحد، وأوضاع الفقراء تشهد على بؤس دائم، والخدمات – صحة وتعليم وخلافه – فى الحضيض نظير إهمال وفساد وفوضى دامت أربعة عقود على الأقل، فكيف لا يتقدم رجل الأعمال إلى الصفوف الأولى فى معركة إعادة البناء مرة أخرى؟

فى كل العالم – وأوروبا فى المقدمة – أسهم الأثرياء فى تقدم بلدانهم، ولعل عصر النهضة الذى شهدته إيطاليا وفرنسا ثم انجلترا خير دليل على الدور المحورى للأغنياء فى الوصول بأمان إلى شاطئ هذا العصر الذهبى، وفى مصر كان للأثرياء دور لا بأس به فى مطلع القرن العشرين، حيث عرف المصريون معنى الشعور الوطنى وأدركوا آنذاك أن مصر ينبغى أن تكون للمصريين لا للعثمانيين ولا للإنجليز، فكان أن تبرعت الأميرة فاطمة لبناء جامعة القاهرة عام 1908، وأسس الأمير يوسف كمال مدرسة الفنون الجميلة فى العام نفسه، وأسهم يوسف وهبى بالثروة التى ورثها عن أبيه فى تأسيس مسرح رمسيس عام 1923 وهو أول مسرح مصرى يتكئ على المفهوم الحديث لفن المسرح، وشيد محمد محمود خليل باشا متحفا باسمه.. وهكذا لعب أثرياء زمان والمثقفون دورًا بالغ الأهمية فى شد البلد إلى الأمام من خلال نشر العلم والفن والثقافة. ترى.. هل يعى رجال الأعمال الحاليين دورهم الاجتماعى؟ هل قرأ أحد منهم عن مصر وطبيعتها وتاريخها؟ هل ألموا بطرف عن العوامل التى تؤدى إلى الثورة؟ ثم كيف يطمئنوا على أموالهم بينما نصف الشعب مطحون فى دوامة العوز والفقر؟ آه.. لو يقرأ رجل الأعمال عشر ما قرأناه؟








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة