هل مواردنا محدودة حقا كما قال رئيس الوزراء المكلف المهندس إبراهيم محلب فى أول تصريح له؟ الأمر الذى دعاه أن يطلب من الشعب التحمل قليلا، فالمصاعب جمة، والمعوقات كثيرة!
هل عدد المصريين أكثر مما ينبغى (94 مليون إنسان)، لأن الثروة القومية لا تكفى سد احتياجات كل هذه الملايين؟ وإذا كان هذا الكلام صحيحًا، ولا أظن ذلك، فهل المسألة تستدعى أن يدير شؤون الحكومة رجل تقنوقراط، أم رجل سياسى؟
الحق أن أكبر مشكلة تواجهنا منذ عقود هى إصرار حكامنا على إرضاء شريحة صغيرة من المجتمع المصرى للاستحواذ على معظم الثروة القومية على حساب بقية الطبقات المطحونة والمقهورة، وعملية الإرضاء هذه تتكئ على القرارات السياسية التى يتخذها الحكام لصالح تلك الشريحة. لا ريب عندى فى أن موارد مصر متنوعة وضخمة، لكن الشعب ابتلى للأسف بأنظمة حكم جشعة وغبية، تتلذذ بالنهب، وتطمع فى البقاء إلى الأبد فى السلطة. انظر حولك وتأمل الخريطة، فلعلنا البلد الوحيد فى العالم الذى يطل على بحرين كبيرين، الأول يربطنا بأوروبا، والثانى نافذتنا على آسيا، الأمر الذى يسهم فى إنعاش التجارة بشكل مدهش إذا كان حكامنا منشغلون بذلك، أما عن الثروة السمكية الهائلة التى يكتنزها هذان البحران، فحدث ولا حرج، ومع ذلك فشلت كل الحكومات تقريبًا فى استثمار هذه الثروة السمكية الطائلة بما ينفع ملايين الناس. انظر إلى آثارنا المذهلة (فرعونية وقبطية وإسلامية) لتدرك الجرائم التى ارتكبها حكامنا عند إهمالهم هذه الثروة الطائلة - ثلث آثار العالم فى مصر - لأنهم جهلة وطماعون، فلم يعرفوا كيف يستثمرونها فى الترويج للسياحة (يأتى نحو 55 مليون سائح إلى إسبانيا كل عام ولا تملك عشر آثارنا).
انظر إلى الطبيعة الساحرة فى شرم الشيخ والغردقة والجونة.. وكيف يمكن أن تدر مليارات الدولارات لو استفدنا منها بصورة جيدة. لاحظ أننى لم أتحدث عن الصناعة والزراعة!
سيادة رئيس الوزراء.. معذرة.. مواردنا غير محدودة.. لكن حكامنا طماعون وجهلة ومحرومون من الخيال!
