الحرية سجينة فى "بلد الحرية".. تقرير أمريكى يؤكد تراجع الحريات الدينية داخل الولايات المتحدة.. 1200 حادثة عداء للدين فى 2013 والعدد يتضاعف فى 2014.. وولاية ألباما تحظر على المسلمين الاحتكام لشريعتهم

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2014 09:53 م
الحرية سجينة فى "بلد الحرية".. تقرير أمريكى يؤكد تراجع الحريات الدينية داخل الولايات المتحدة.. 1200 حادثة عداء للدين فى 2013 والعدد يتضاعف فى 2014.. وولاية ألباما تحظر على المسلمين الاحتكام لشريعتهم البيت الأبيض
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت الحريات الدينية فى أمريكا تراجعًا بشكل كبير خلال العامين الماضيين، ففى أكتوبر 2013 استقالت السفيرة الأمريكية المتجولة للحرية الدينية الدولية، سوزان جونسون كوك، من منصبها ليظل المنصب شاغرا طيلة أكثر من 9 أشهر حتى تم تعيين الحاخام ديفيد سابرستين فى أواخر يوليو 2014.

وخلال هذه الفترة واجه البيت الأبيض الكثير من الاتهامات من قبل المحافظين بعدم الاهتمام بالحريات الدينية وتراجعها إلى الخلف فى جدول أعماله، لكن لا يبدو أن الأمر متعلق بسياسة إدارة أو رئيس، فربما يوصف الأمر باضطهاد الحريات الدينية داخل الولايات المتحدة نفسها من قبل تيار لا يعبأ بالأديان.

فعلى الرغم من أن الرئيس باراك أوباما طالما وصف نفسه بأنه "مسيحى"، وفى الوقت نفسه يشكل المسيحيون أغلبية داخل الولايات المتحدة، لكن فى المقابل فإن هنا رصد لحالات تعقب المسيحيين أنفسهم، فى إطار الصراع الداخلى الدائر بين المحافظين، الذين يرفضون قبول المثلية الجنسية وتشريع زواج المثليين والتيار الليبرالى.

تعقب قساوسة قضائيا لرفضهم المثلية الجنسية

ووصل الأمر إلى تحذير السيناتور الأمريكى، تيد كروز، من تعقب السلطات الأمريكية للقساوسة المناهضين لزواج المثليين، قائلا إن احتمال أن يساق أولئك القساوسة إلى السجن بات خطرا حقيقيا.

وأشار خلال مقابلة شبكة CBN التليفزيونية المسيحية، فى أكتوبر الماضى، إلى احتمال سعى الحكومة لتحديد القساوسة الذين تتوافق وعظاتهم فوق المنابر مع وجهات النظر السياسية أو إستراتيجية التصحيح السياسى للسلطات الحاكمة".

وأتى تحذير سيناتور تكساس، بعد أن عقد مؤتمر صحفى، دفاعا عن قساوسة فى هيوستن، يواجهون هجوما شديدا على الحرية الدينية من قبل مسئولى المدينة، حيث يحاول عمدة ومجلس المدينة مقاضاة خطب أولئك القساوسة بسبب ما تضمنته من آراء مناهضة للشذوذ الجنسى والمرسوم، المثير للجدل، الذين يقنن المثلية.

وقال كروز: إنه عندما يتم مقاضاة قس واحد، فهذا يعنى مقاضاة الجميع، وأضاف بالقول: "إذا كانت الحكومة لديها السلطة على إجبار المنابر على قول ما تريده، إذا كانت الحكومة لديها السلطة لإخضاع وعظات وخطب القساوسة لموافقتهم أولا فمن ثم نكون قد فقدنا الحرية الأولى، التى تأتى على قائمة الحقوق ونكون قد فقدنا الحرية التى بنيت عليها هذا البلد".

ودعا السيناتور الجمهورى الأمريكيين للدفاع عن الحرية الدينية داخل الولايات المتحدة، متعهدا بالوقوف والنضال من أجل المبادئ الحق الصحيحة ورفض تكميم أفواه القساوسة فى الولايات المتحدة.

الليبراليون يقيدون حريات المحافظين بدعوى المساواة
أنيس باركر، عمدة هيوستن المثلية الجنس، أصدرت مرسومًا لمساواة المثليين جنسيا فى الحقوق مع غيرهم، ومن بين هذا حقهم فى مقاضاة من يمنعهم من دخول دورات المياه المختلفة للجنسين وليس الخاصة بالنوع، الذى ولدوا عليه، وبناء عليه قام المعارضون بجمع 50 ألف توقيع على عريضة لإلغاء المرسوم وهو ضعف العدد المطلوب لرد المرسوم، لكن ردا على ذلك، أصدرت النيابة العامة فى المدينة مذكرات استدعاء بحق خمسة من القساوسة، رغم عدم مشاركتهم فى العريضة، إذ شملت أوامر الاستدعاء كل من أدلى بعظات أو كلمات أو خطل تتعلق بالعريضة أو العمدة أنيس باركر أو المثلية الجنسية أو الهوية الجنسية".

وقال جانيس إيفانز، مسئول المكتب السياسى لعمدة هيوستن، فى بيان، إن القساوسة شاركوا فى حملة سياسية لتنظيم إلغاء المرسوم الجديد الذى يمنح حقوق متساوية، وأن الاستدعاء يأتى كجزء من دعوى قضائية تقدم بها معارضون، على صلة بالقساوسة.

ووصف تحالف الدفاع عن الحرية، وهو جماعة دينية فى ولاية أريزونا، مذكرات الإستدعاء بأنها فضفاضة وغير مبررة ومفتعلة ومجرد نوع من المضايقات.. هذا فيما دافع إيفانز عن الاستدعاء قائلا أن القساوسة أدلوا بخطب على صلة بالقضية مستخدمين منبر للتنظيم السياسى، وهذا تضمن تشجيع أتباعهم لتوقيع العراض والمساعدة على جمع التوقيعات من خصوم قانون مساواة الحقوق.. وتابع أن القضية هى عما إذا كانوا يتحدثون من المنبر لأغراض سياسية، فإذا ما ثبت ذلك فإن خطبهم لا يمكن حمايتها".
حظر الاستعانة بالشريعة الإسلامية فى المحاكم
الحالة الثانية التى تتعلق بالمسلمين، أكد فيها راندى برينسون، رئيس الائتلاف المسيحى، إحدى أكبر المنظمات الإنجيلية المحافظة فى ولاية ألباما، أنه يشكل خطرا على الحرية الدينية فى البلاد، فلقد أقر الناخبون فى ولاية ألباما مشروع قانون، تحت اسم "التعديل 1"، يقضى بحذر استخدام القوانين الأجنبية أمام المحاكم فى الولاية، الخطوة التى تهدف بالأساس لحظر الشريعة الإسلامية، وبالرغم من أن القانون الجديد لا يشير إلى أى قانون أجنبى بالاسم، إلا أنه يتعلق بالدرجة الأولى بتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية فى الولاية.

وكان السيناتور جيرالد الين أول من طرح فكرة أن تسن الولاية قانونًا يحظر تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية فى محاكم الولاية.

ووصف برينسون، الذى فشلت محاولته لحشد التصويت ضد "التعديل 1"، بأنه مجرد "سخف" ومضيعة هائلة للجهد.. وحذر أن القانون الجديد من شأنه أن يعطى انطباعا للبلدان الأخرى بأن ألباما لا تحترم قوانينهم.

وأعرب عن قلقه من أن الإجراء من شأنه أن يفرض حواجز إضافية على المهاجرين وأولئك الذين يتزوجون من أشخاص من بلدان أخرى فضلا عن تأثيره على الأعمال التجارية والشراكات مع بلدان خارج الحدود الأمريكية، إذ إنه يشكل خطرا على الزواج والتبنى والحرية الدينية فى الولاية.

ورغم أنها المحاولة الوحيدة الناجحة إلا أنها ليست الفريدة، فمؤخرا شهدت الولايات المتحدة بعض الجهود لحظر الشريعة داخل أكثر من 30 ولاية أمريكية اقترحت مشاريع قوانين لحظر القانون الدولى.. ففى أوكلاهوما، بعد تعديل الدستور لحظر استخدام الشريعة الإسلامية فى المحاكم الأمريكية، طعنت محكمة اتحادية ضد التعديل، وأشارت إلى أنه يمثل تمييزا ضد المسلمين فى القانون.
1200 حادثة عداء ضد الدين فى 2013
وبحسب تقرير صادر عن معهد الحرية بالتعاون مع مجلس أبحاث الأسرة الأمريكية، فإن نحو 1200 حادثة عداء ضد الدين وقعت داخل الولايات المتحدة عام 2013، الرقم الذى تضاعف فى 2014.

ويقول التقرير: إن الاعتداء على الحرية الدينية فى الحياة العامة ربما تكون الأكثر انتشارا وأحد أشكال العداء ضد الدين تزايدا داخل الولايات المتحدة.
إجبار صاحب محل حلوى على صنع كعكعة زفاف لمثليين
ومن بين الحوادث البارزة، التى ذكرها التقرير، قضية جاك فيليبس، صاحب محل حلوى مسيحى، فى كولورادو رفض عام 2012 صنع كعكة زفاف لمثليين لأنه هذا يتعارض مع معتقداته الدينية.

لكن مجلس المدينة قضى فى يونيو 2014 بإجبار فيليبس على صنع كعكعات لحفلات زواج مثليين.

كما استشهد التقرير بقضية أودرى جافيس، الطالبة بجامعة سونوما، التى تم إبلاغها مرتين بضرورة إخفاء الصليب، التى كانت ترتديه خلال عملها فى معرض توجيه الطلاب الجدد، الذى أقامه اتحادات طلاب الجامعة.

وتم إخطار الطالبة من قبل المشرف على المعرض بأن المستشار المسئول يتبع سياسة ضد الرموز الدينية، وأن صليب جارفيس ربما يمثل إساءة للآخرين، ويجعل الطلاب الجدد يشعرون بأنه غير مرحب بهم.

وفيما تجاهلت الطالبة توجيهات المشرف فى المرة الأولى، فإنها تحدث إليها ثانية وطالبها بإخفاء الصليب تحت القميص، الذى ترتديه وإما خلعه.
وبعد رفع قضائية قدمت الجامعة اعتذارًا، وذكر التقرير صراعا قضائيا طويلا لإزالة نصب من الجرانيت للوصايا العشر فوق مبنى محكمة مقاطعة ديسكى فى فلوريدا باعتباره يتناقض مع فصل الدين عن الدولة.

وعلى الرغم من أن انتهاكات الحرية الدينية فى الولايات المتحدة كانت ضمن المؤشر المنخفض، فإن الوضع بشكل عام سجل تراجعا، إذ حذر التقرير أن هناك تهديدات تلوح فى الأفق ضد الحرية الدينية فى أمريكا.

موضوعات متعلقة

العالم فى مستنقع الكراهية.. تقرير يرصد تراجع الحريات الدينية فى عامين: عراقيل بـ81 دولة وتدهور الحرية بـ55..والعراق وبورما الأكثر خطورة..وعدم تسامح مقلق بفرنسا.. وفلسطين تدفع ثمن تمييز الغرب ضد اليهود









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة