عاصم عبدالماجد مثل أعلى.. تخيلوا

نقلت أمس جانبًا من حوار سريع مع شخص «ربعاوى» لم يكن من مؤيدى مرسى فى الجولة الأولى لانتخابات الرئاسة الماضية، وأستكمل.

وصل بى النقاش إلى ذروته حين قال لى، إن الأجهزة الأمنية هى التى تنفذ العمليات الإرهابية الحالية حتى يكون هناك ذلك مبررا لتقوية قبضة الدولة الأمنية، فقلت له، إن هذا كلام يحتاج إلى أن ننزع عقولنا حتى نصدقه، كما أن التاريخ فيه من الوقائع ما يكفى للتأكيد على ما فعله هؤلاء الإرهابيون، رد قائلاً: «لا تحدثنى عن التاريخ، نحن فى الحاضر»، فقلت له: «كيف نتجاهل التاريخ؟»، هل نتجاهل ما فعلوه مع جمال عبدالناصر فى ميدان المنشية بالإسكندرية؟ حاولوا اغتياله، لكن محاولتهم فشلت، وبعد ذلك زعموا أن هذه المحاولة من تدبير جمال عبدالناصر، وكان هدفهم قلب حقائق التاريخ ليظهروا أنفسهم مظلومين، وأنهم ضحايا سلطة، رد قائلاً: حكاية جمال عبدالناصر دى أنا معاك فيها، هم فعلا اللى عملوها، فقلت له: طالما الأمر كذلك فلماذا الذين فعلوا ذلك لا يفعلونه الآن؟ لماذا- يا أخى- تعطيهم صك البراءة بكل هذه السهولة؟، لماذا نقدم لهؤلاء البراءة وتاريخهم كله فيه تلك الصنوف من الإرهاب؟ إذا كانوا فعلوا ذلك مع جمال عبدالناصر ثم قلبوا الحقائق فيما بعد وبدلا من أن يكونوا فى خانة الظالمين يضعون أنفسهم فى خانة المظلومين.

أما عن عاصم عبدالماجد الذى قال صاحبى إنه «أشرف» من الشرطة والجيش، فجن جنونى، وأنا أرد عليه قائلاً: «هذا دليل على أن عقلك ضاع، أو محشو بأكاذيب»، فهذا إرهابى بامتياز، وسألته: «هل تعرف شيئًا من تاريخه؟»، فرد: «لا أعرف»، فقلت له: هذا قاتل وإرهابى بامتياز، قتل نحو 118 من جنود الشرطة فى أسيوط وقت اغتيال السادات عام 1981، ثم أصدر عشرات الفتاوى التى تلقفها شباب جاهل، وأخذوها كسند دينى لعلمياتهم الإرهابية، هل يجوز أن نقارن مثل هذا الـ«عبدالماجد» بجندى يؤدى خدمته من أجل أمنى وأمنك، وأمن مصر، هؤلاء تطولهم العمليات الإرهابية وهم يؤدون خدمتهم فى الوقت الذى ننام فيه فى بيوتنا هانئين، أحذية هؤلاء أشرف من عبدالماجد ومن أمثاله.

نقلنى إلى ما يحدث فى الجامعات، وقال: «المظاهرات فى الجامعات حاشدة، والأمن كل يوم بيقتل وبيدخل الجامعة، عجبك اللى بيحصل فيها؟»، قلت له: «وهل من نضال الطلاب أن يشتموا ويسبوا أساتذتهم ويعتدوا عليهم؟»، وهل من نضال الطلاب الاعتداء على المنشآت؟ وهل من نضال الطلاب إغلاق أبواب الجامعة بالعافية؟ وهل من نضال الطلاب تمزيق أوراق امتحانات الطلاب؟ هل فى كل هذا شىء من نضال الحركة الطلابية التى كان المصريون ينظرون إليها بكل إجلال واحترام؟

سألته: «هل تشاهد فضائيات مصرية؟»، فقال لى: «لا أشاهد فضائية مصرية، لأن الإعلام المصرى كله كاذب، أشاهد فقط قناة (الجزيرة) لا أقوم بتغييرها، فقلت له: «إذن أنت سلمت عقلك لرواية واحدة، يرويها طرف واحد، وهل سألت نفسك يوما، لماذا تفعل ذلك؟».